مداخلة الرئيس مع عمرو أديب درس لا ينسي لمن أصدر قرار القبض علي إسلام جاويش ولمن صدق عليه!!
لا خلاف بالطبع علي أن من يخطئ أو يخالف القانون لابد أن يحاسب بالقانون.. لكن المهم هو عدم التجاوز في تحديد ماهية المخالفة أو الاجراءات الواجب اتباعها لمحاسبة المخالف بعيداً عن أية شبهة للانتقام أو الكيد أو التخويف.
من هذا المنطلق لا يمكن القول إن اجراءات من عينة القبض علي رسام الكاريكاتير الشاب اسلام جاويش أو رجل الأعمال صلاح دياب يمكن أن تصب في مصلحة النظام أو الرئيس السيسي بأي حال من الأحوال بل هي بالعكس تنقص من رصيد النظام والرئيس في وقت واحد وتفتح الباب واسعاً للقيل والقال واثارة ملف الحريات في مصر علي أوسع نطاق داخلياً وخارجياً أو ضرب مناخ الاستثمار في مقتل بلا مبرر كما حدث عندما سادت المخاوف أوساط المستثمرين بعد القبض علي صلاح دياب وابنه منذ أسابيع ونشر صورهما مكبلين بالحديد ثم الافراج عنهما بعد يومين.. بعدها أكد الرئيس احترام الدولة للمستثمرين وأنه لا يقبل المساس بأي مستثمر.
وفي واقعة القبض علي اسلام جاويش قامت الدنيا ولم تقعد في الخارج ونددت كبريات الصحف العالمية ووكالات الأنباء بهذا الاجراء باعتباره معبراً عن سياسة النظام في مواجهة معارضيه وامتدت تعليقاتها بالطبع إلي ملف الحريات في مصر وما يتهدده من أخطار.. وبعد ٢٤ ساعة تم الافراج عن اسلام جاويش وأكد الرئيس السيسي في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب أنه مش زعلان من إسلام جاويش وعمره ما بيزعل من حد وأنه ما دام قد قبل التصدي لمسئولية الحكم فإنه يتقبل أي نقد يوجه إليه بصدر رحب فأعطي بذلك درساً لا ينسي لمن أصدر قرار القبض علي اسلام جاويش ولمن صدق عليه!!
مثل هذه الاجراءات تذكرني بحكاية الدبة التي قتلت صاحبها من فرط خوفها عليه.. وهي حكاية قديمة عن دبة خافت علي صاحبها من ذبابة تقف علي وجهه فجاءت بحجر كبير والقته علي الذبابة التي طارت بسرعة بينما قتل الحجر صاحبها.. وقد آن الأوان أن يبادر الرئيس السيسي باصدار تعليمات واضحة لمعاونيه والأجهزة الأمنية بالامتناع تماماً عن تكرار مثل هذه الاجراءات.. وإذا حدث وكان هناك ما يستوجب محاسبة أي مخطئ علي خطأ ارتكبه فليكن ذلك بالقانون وباجراءات تحترم آدمية المواطن وتراعي الشعور العام ومصلحة الوطن قبل أي شيء.
الديمقراطية لا تستقيم إلا بالرأي والرأي الآخر.. ولا يتصور أبدا أن رسماً كاريكاتيرياً يمكن أن يهدد نظاماً.. لابد أن تغير الأجهزة الأمنية طريقة تفكيرها بعدما تحاول الاجابة علي هذا السؤال «من المستفيد الآن بعد القبض علي اسلام جاويش والافراج عنه؟».. لقد أصبح حديث العالم وكل من لم يعرفه من قبل بدأ يبحث عن صفحته ليتابع رسومه التي خفتم منها ولهذا سيزداد عدد زوار الصفحة كل يوم.. مبسوطين كده بقي؟!!
«أخبار اليوم» في البحرين
كانت البحرين الدولة الخليجية الوحيدة التي لم أزرها وكنت مشتاقا لذلك فلما جاءتني الفرصة لم أتردد.. شاركت منذ أيام في حضور افتتاح «سوق الخريف» وهو سوق تجاري سنوي تنظم «أخبار اليوم» الجناح المصري فيه منذ سنوات.. السوق يشهد اقبالاً كبيراً لأنه وكما علمت الفرصة الوحيدة لاشقائنا في البحرين للتسوق وشراء احتياجاتهم من السلع المختلفة بأسعار مخفضة.. وأقول الوحيدة لأنه السوق التجاري الوحيد طوال العام لهذا ينتظره البحرينيون ويقبلون عليه بشكل لافت للنظر.
الجناح المصري فرصة مهمة لتسويق منتجاتنا في دولة شقيقة كالبحرين ولهذا أتمني أن يلقي اهتماما أكبر من الصناع والتجار في السنوات القادمة وأن تتنوع المنتجات المصرية المعروضة فيه لتلبي مختلف احتياجات المواطن البحريني.. وزارة السياحة ممثلة في هيئة تنشيط السياحة استغلت فرصة المعرض للترويج للسياحة في مصر ودعوة أشقائنا في البحرين لزيارة مصر وعرضت في مؤتمر صحفي افتتحته السفيرة سها الفار أفلاماً دعائية عن السياحة في مصر أعقبه حفل عشاء أقامته السفيرة لقيادات السياحة والإعلام في البحرين وقدمت لهم «أخبار اليوم» هدايا تذكارية سلمها خالد طه مدير عام المؤسسة.
الانطباع الذي خرجت به بعد أول زيارة للبحرين كان ايجابياً جداً.. شعب وملك يكن كل الحب لمصر والمصريين والرئيس السيسي.. ونظام حياة يومي هادئ.. كل شيء يسير بنظام خاصة المرور وحركة السيارات.. الابتسامة تقابلك في كل مكان ولا يتأخر أحد عن خدمتك في أي لحظة.
كل التمنيات الطيبة للبحرين وشعبها الشقيق.