ماذا ينتظر قطاع الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة لحل المشكلة التي تهدد الأرواح.. وماذا ينتظر حي المطرية وهيئة الصرف الصحي للتحرك الفوري لإنقاذ العباد؟

يظن الناس أن الكاتب يمتلك عصا سحرية يضرب بها فتخرج حلولا فورية للمشاكل وتلبي كافة الاحتياجات.. يحسبونه يفطر في الاتحادية ويتغدي في مجلس الوزراء ويقضي ليله مسامرا نواب البرلمان، لكن لا بأس فالصيت أهم من الغني فربما تجد كلماته صدي ولا تكون مجرد "دخان في الهواء" مع الاعتذار لأستاذنا الكبير الراحل جلال الدين الحمامصي.
تلقيت علي بريدي رسالة بل صرخة من الحجر والبشر أطلقها سكان مجموعة عمارات مجاورة لمتحف الفنان التشكيلي الراحل حسن حشمت في شارع الأهداف عين شمس الغربية التابع لحي المطرية بالقاهرة.
السكان ومعهم مرتادو مستشفي خيري يخدم أهالي المنطقة يستغيثون بالوزير الإنسان الكاتب والمفكر حلمي النمنم وزير الثقافة والدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة ومعهما الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ القاهرة لإيجاد حل لمعاناتهم مع المتحف التي بدأت منذ سنوات.
المشكلة بل قل الكارثة تتمثل في شبكة الصرف الصحي المتهالكة بالمتحف والتي تهدد الحجر ممثلا في التماثيل التي ابدعها الفنان الراحل وأنشأ لها متحفه الذي أهداه لوزارة الثقافة تطلعا لأن يحظي بالرعاية ويخلد اسمه، كما تهدد البشر قاطني هذه العمارات.
المتحف الذي هو بالأساس أو المفروض أن يكون مصدرا للإشعاع الثقافي في المنطقة اصبح وبالا ومصدرا للرعب فالمتحف يعوم علي بحيرة صرف صحي ويضر أشد الضرر بجدران العمارات المجاورة الأمر الذي يهددها بالانهيار المفاجئ علي رؤوس سكانها ، فإذا لم يراع المسئولون في الوزارة والحي معاناة الحجر الذي بني المتحف من أجله عليهم مراعاة أنات الإنسان الذي كرمه الله تعالي في كافة الأديان السماوية.
العمارات المتضررة تضم مئات الأسر وبالتالي مئات الأرواح المهددة بالدفن تحت الأنقاض بعد أن سرحت مياه المجاري في أساسات المباني ولا حيلة للسكان غير أنهم إذا ما أشرق الصباح ووجدوا أنفسهم في عداد الأحياء يسجدون لله شكرا علي السلامة متضرعين لله أن يستمع أحد المسئولين أو عضو بالبرلمان لصوتهم الذي بح من الشكوي.
السؤال الآن: ماذا ينتظر قطاع الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة لحل المشكلة التي تهدد الأرواح.. وماذا ينتظر حي المطرية وهيئة الصرف الصحي للتحرك الفوري لإنقاذ العباد؟ فمهما كانت تكلفة علاج المشكلة فلا يمكن أن تساوي قتل إنسان أو تشريده أم أننا ننتظر وقوع كارثة وساعتها تتحرك الحكومة برمتها بزفة سيارات إسعاف وفرق إنقاذ ثم تعويضات تقررها الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن، ومن يكتب له الحياة من السكان نتحمل تدبير مساكن إيواء له.
يقيني أن الوزير حلمي النمنم لن يرضي بأن يتسبب مكان في نطاق مسئوليته السياسية علي الأقل في قتل البشر ويقيني أيضا أن الدكتور جلال السعيد الذي يشهد له بسرعة التجاوب مع الاعلام سيتقاعس عن التوجيه الفوري بحل المشكلة.
أقول إن علاج المشكلة قبل حدوث كارثة أجدي وأسلم اقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا، وعلينا قبل كل هذا ألا ننسي أن الفنان الذي أهدي متحفه للدولة لم يكن يعلم أن ما تركه سيكون مرتعا للفئران ومياه الصرف وليس مركز إشعاع ثقافي لأهالي المنطقة الكائن بها.
أيهما أجدي أن نترك المتحف خرابة بمعني الكلمة أم نفكر في استثماره بما ينفع البشر فمعلوماتي أن هذا المتحف لا يرتاده أحد ومن الممكن الاهتمام به وترتيبه وتنظيفه ليكون مكانا للزيارة والتعرف علي ما يشمله من فنون، كما يمكن تطويره بجعله مرسما تعليميا لأبناء الحي فهو في الأساس متحف يضم أعمال فنان كبير علينا تكريمه بعد وفاته وليس إهانة متحفه بهذا الشكل المريع.
ملف المتاحف التابعة لوزارة الثقافة شأنه شأن ملف المتاحف التابعة لوزارة الآثار كلاهما في الهم سواء فجميع متاحفنا تقريبا تعاني الإهمال بل سمعنا من قبل عن متاحف تكاد لا تتضح معالمها من مقالب القمامة التي تحتويها.
هذه المتاحف إذا ما أحسنت إدارتها من الممكن استثمارها ثقافيا واقتصاديا شريطة توفير غطاء تشريعي لموظفيها يمكنهم من ابتكار وسائل لزيادة إيراداتها وبالتالي الاهتمام بها بدلا من تركها نهبا للاهمال والروتين القاتل أو علي الأقل اطرحوها لإدارة القطاع الخاص وحينها ستدر الملايين وتشع بوجهها الحضاري والثقافي.
أي جنيه ندفعه اليوم لعلاج مشكلة سندفعه أضعافا مضاعفة حال تأخرنا أو تقاعسنا عن الحل