ظهرت الروح المصرية في جنبات ستاد القاهرة في نهائي بطولة اليد، الروح التي تخلق المعجزات وتحقق المستحيل

الفرحة حلوة وما أحلاها اذا كانت علي يد أبناء مصر الرجالة الذين عند التحدي يثبتون أنهم فوق العادة يبذلون الجهد والعرق لأن الهدف اسعاد الناس في ربوع تلك البلد الطيبة التي نبتوا علي ارضها وشربوا من مائها فاخلصت لهم واخلصوا لها.
عمالقة عند الشدائد لا يهابون احدا يضعون نصب اعينهم تحقيق المعجزة وبارادتهم يصلون لهدفهم هذا ما حققه منتخب كرة اليد وهو يلعب علي بطولة افريقيا متخطيا كل الفرق التي لعب ضدها حتي المباراة النهائية التي وصل اليها بجدارة مع احد فرق القارة ذات الصيت والتي تربعت لسنوات حاصدة الذهب.. تونس.. الكل قال ان المباراة صعبة للغاية خاصة وان الفريق الشقيق يضم العديد من المحترفين في الدوريات الاوروبية في فرنسا واسبانيا ولديهم مدرب كفء ولديهم الاصرار علي الفوز ورغم ذلك لم يخف منتخبنا ولم ييأس وكان الاصرار لديهم علي الفوز طاغيا خاصة وانهم يلعبون علي ارض مصر ووسط تشجيع جماهيرهم الوفية التي ملأت جنبات الاستاد ولم تتوقف لحظة واحدة عن التشجيع رافعة اعلامنا الخفاقة مرددة لاسمها وابطالها. صحيح انها مباراة رياضية ولكن ترسمت فيها كل قيم الوطنية والمصرية الصميمة حتي في اللحظات التي شعرت فيها ان المباراة قد تضيع من بين ايدينا في نهاية الشوط الاول عندما تقدم المنتخب التونسي لاول مرة منذ بداية المباراة ١٠/٩ في نهاية الشوط وتقدم في بداية الشوط الثاني بهدف آخر فاذا بالجماهير تزأر بصوت جهور لتردد اسم مصر لتبث في دماء الابطال الحمية فسارعوا باحراز الاهداف الواحد وراء الآخر رغم قوة الفريق التونسي وحارس مرماهم العملاق الذي صد ما يقارب من العشرة انفرادات ولكن استطاع ابطالنا التقدم بفارق ٣ اهداف كانت وحدها كفيلة بانهاء المباراة لصالحهم حتي قبل النهاية بـ٧ دقائق حتي تحقق النصر وسط فرحة طاغية لكل مصر بعد ان توجت مصر بطلة للقارة للمرة السادسة.
كل مصر فرحت وسعدت وكان علي الجميع رغم كل شيء ان يفرح لذلك ولكن صدمني ما قاله الكابتن شريف مؤمن احد ابناء اللعبة الذي كان علي قناة الجزيرة الرياضية معلقا علي احداث المباراة وكان غريبا في ردوده عندما قال له مذيع القناة الذي كان اكثر منه فرحا بفوز مصر ما رأيك في النتيجة وفوز الفريق الوطني المصري واجابه: الحقيقة هذا الفوز جاء «ببركة ربنا» وحده اما عن النواحي الفنية فلم تكن هناك خطة ولا اعداد جيد وهناك اخطاء بالجملة وقع فيها المدرب واللاعبون ولولا الجمهور ما فازت مصر وعاود قوله لو اخترت فريقا يمثل القارة في الاوليمبياد لاخترت الفريق التونسي الذي احسن الاعداد والتجهيز ولديه الفكر والاستعداد.
صدمتني اقوال اللاعب المصري وسط ما قاله المعلق التونسي من أن المباراة كانت جيدة للغاية وكانت علي المستوي الذي يليق بنهائي افريقيا معترفا ان للجمهور تأثيرا شديدا علي الاداء وهو ما جعل الروح تدب في دماء الفريق المصري الذي تحدي كل شيء وفاز.
كلنا كنا في حالة فرح شديد خاصة وان تلك البطولة والفوز بها جاءت بعد اخفاقات كبيرة في المجال الرياضي ولا ننسي ان هذا المنتخب التونسي سبق له وفاز علي منتخبنا ووسط جماهيرنا وعلي ملعبنا عام ٢٠١٠ بنفس البطولة وسط حسرة كبيرة.
لا ادري لماذا نصغر من انفسنا حتي عند الفرحة، صحيح اننا في حاجة الي الاعداد الجيد والي معسكرات استعدادا لبطولة العالم وللاولمبياد ولكن ذلك لا يقلل من الجهد والعرق الذي بذله اللاعبون والجهاز الفني من اجل الوصول لمنصة التتويج.