صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


سكان غرب نيجيريا يهربون من العصابات الإجرامية

أ ف ب

الأحد، 10 أكتوبر 2021 - 04:26 م

 

في قرية في شمال غرب نيجيريا، كانت مريم عليو وأطفالها الستة نائمين عندما هاجم مسلحون برشاشات كلاشنيكوف بلدتها ومنزلها في المنطقة التي ترهب سكانها مجموعات إجرامية.

بعد أربعة أسابيع من الهجوم، تذكر هذه المرأة البالغة من العمر 25 عامًا بوجهها المتعب أنهم "صوبوا سلاحهم إلى صدري وقالوا لي أن أعطي كل ما أملك".

ومنذ سنوات، تبث هذه المجموعات الإجرامية التي يسميها السكان "قطاع الطرق" الذعر في شمال غرب ووسط أكبر دولة في إفريقيا في عدد السكان.

وآخر هذه الممارسات، هجوم أدى إلى مقتل 19 شخصًا على الأقل الجمعة بالرصاص في سوق في شمال غرب نيجيريا، كما أفادت السلطات المحلية وسكان لوكالة فرانس برس الأحد. واستهدف الهجوم سوقا في قرية أونجوان لالي التابعة لمنطقة سابون بيرني في ولاية سوكوتو قرب الحدود مع النيجر.

وفي الأشهر الأخيرة، تصاعدت حدة عنف هذه العصابات التي تنهب القرى وتسرق المواشي وتقوم بعمليات الخطف من أجل الحصول على فديات.

وهذه السنة، وعلى غرار مريم عليو، فرّ عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون أساسا في فقر مدقع، من منازلهم في شمال غرب نيجيريا بسبب انعدام الأمن.

وأعطت مريم العصابة التي هاجمت قريتها دانجيرو في ولاية سوكوتو كل ما كانت تملكه في ذلك اليوم، أي 400 نايرا (80 سنتا يورو) ونصف كيس أرز. وقالت وهي تبكي "أخذوا البطانية من أطفالي".

وقربها تجلس فاطمة صلحاتو (35 عامًا)، التي تعرضت قريتها لهجوم الشهر الماضي. وتقول "إذا لم يقوموا بالخطف، يضربون ويسرقون. وهم يحاولون أيضًا الاغتصاب".

لذلك تقول أنها مع أطفالها الخمسة "هربنا تاركين كل شيء حتى أحذيتنا".

وتعيش العائلتان الآن في مخيم بنته الحكومة على مسافة خمسة كيلومترات فقط من قريتهم.

ومنذ سبتمبر انضم 1600 شخص آخر من سكان هذه المنطقة إلى هذا المخيم في بحث يائس عن طعام ومأوى للنوم وملابس، لكن وقبل كل شيء بحثا عن حماية.

لكن حسب صلحاتو كل شيء مفقود. وقلت "أحيانًا ننام من دون أن نأكل أي شيء طوال اليوم".

ويحذر رئيس منظمة الأمم المتحدة للطفولة في المنطقة موليد وارفا من أن "الوضع في الشمال الغربي سينفجر في وجهنا قريبًا".

وأدى انعدام الأمن إلى تفاقم الأوضاع المتردية أساسًا.

والولايات الشمالية الغربية خصوصا سوكوتو معروفة بسجلاتها الحزينة للفقر المدقع، وأعلى معدل لوفيات الأطفال في البلاد.

لكن هذه المنطقة تثير اهتمامًا أقل من المنطقة الشمالية الشرقية حيث يتسبب التمرد الجهادي لبوكو حرام بأزمة إنسانية خطيرة منذ 12 عاما، وأجبر مليوني شخص على الفرار من بيوتهم.

وأمام عيادة في ضواحي مدينة سوكوتو عاصمة الولاية، التي تحمل الاسم نفسه، تقف حوالي خمسين امرأة في طابور، وهن يأملن في الحصول على الغذاء لأطفالهن اللذين يعاني معظمهم من سوء التغذية.

وبين هؤلاء النسوة ارا داهيرو (22 عامًا)، التي تحمل طفلها البالغ من العمر 14 شهرا على ظهرها. وتبرز ذراعاه النحيلتان من مئزر ربطته والدته لتثبيته على ظهرها.

ففي الشهر الماضي، هاجم "قطاع الطرق" قريتهما توندون كوساي. وقالت "ختبأنا في الحقول ووصلنا إلى هنا فجرًا".

بعيدًا عن الحقول، أصبح العثور على الطعام تحديا وصحة طفلها تتدهور. وأكدت السيدة الشابة "لا أعرف ما الذي يعاني منه، لكن أعتقد أنه جائع".

ومنذ يناير 2020، اضطر نحو خمسين ألف شخص إلى الفرار من منازلهم في شمال غرب نيجيريا وحدها، حسب منظمة الهجرة الدولية.

وصرح المسؤول عن أمن الولاية غاربا مويي لوكالة فرانس برس بأن حكومة سوكوتو "تبذل كل ما في وسعها"، داعيًا الحكومة الفدرالية إلى مشاركة أكبر.

وقال بأسف "نعرف ما هو الخطأ ونعرف الحلول لكن ليس لدينا القدرة على إصلاحها".

وشنت نيجيريا عمليات عسكرية عدة في المنطقة. وأكدت السلطات الأسبوع الماضي أنها نجحت في "تحييد" نحو 300 من "قطاع طرق".

لكن الهجمات لم تتوقف ولا عمليات الخطف.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة