جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم..

من طائرة «الخومينى» إلى سنوات المنفى!

جلال عارف

الأحد، 10 أكتوبر 2021 - 07:11 م

كان يجلس فى طائرة العودة من باريس بالقرب من الإمام الخومينى. وكان أبو الحسن بنى صدر يتصور أن الأصعب فى النضال قد انتهى مع سقوط الشاه. وأن سنوات نضاله ضمن الحركة الوطنية فى إيران التى بدأت مع الزعيم محمد مصدق فى الخمسينات لم تذهب هباء كانت الثورة قد جمعت كل التيارات الوطنية.

وكالعادة انضم إليها التيار الدينى فى المرحلة الأخيرة. وكان التوافق مع الخومينى على حكم يتسع للجميع. وكان وعده أن تكون تجربة فرنسا الديمقراطية هى الدليل.. ونزل بالفعل فى إيران ليتحدث عن «حكم الشعب».. قبل ان تنقلب الأمور إلى «حكم الفقيه»!

صعد نجم «بنى صدر» بسرعة فائقة. بعد عام واحد كان أول رئيس منتخب للجمهورية ورئيساً لمجلس الثورة وقائداً أعلى للقوات المسلحة. فى الظاهر كان الرجل الأقوى، وعلى الأرض كانت الأوضاع تسير فى اتجاه آخر مع تكوين الحرس الثورى واندلاع الحرب المدمرة مع العراق والتوجه إلى ولاية الفقيه.

بعد أقل من عام ونصف العام كان يجرد من كل سلطاته ويضطر للهرب والاختفاء هرباً من الاعدام حتى استطاع بعد ستة شهور أن يجد الفرصة للهروب واللجوء مرة أخرى إلى فرنسا التى عاش فيها تحت الحراسة المشددة حتى وفاته قبل يومين.

وفى كتاباته العديدة من منفاه يقدم صورة لم تعد غريبة عن سرقة الثورات وعن التلاعب بالدين فى السياسة. لكنه يثير دائماً نقطة مهمة عن دور أمريكا فيما حدث، وعن الاتفاق بين «الريجانية والخومينية» الذى بدأ بتفاهم سرى على عدم الافراج عن المحتجزين الأمريكيين فى السفارة بطهران حتى يتمكن «ريجان» من هزيمة «كارتر» والوصول الى الرئاسة وليكون ذلك - فى نفس الوقت - بوابة لصعود التيار المتطرف والحرس الثورى!

رحل بنى صدر، والقصة لم تنته، بل تتكرر - بصورة أو بأخرى - وبالامس فقط تم الاعلان عن اتفاق أمريكا مع حركة «طالبان» على مكافحة الارهاب.. ولا تعليق!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة