آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

عدالة اللقاحات.. مازالت مفقودة

آمال المغربي

الأحد، 10 أكتوبر 2021 - 07:48 م

فى الوقت الذى أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية أن 15 دولة أفريقية فقط من أصل 54 دولة فى القارة قامت بتلقيح 10 % فقط من السكان بلقاحات الوقاية من فيروس كورونا.
إلا أن المنظمة دعت لتسريع وتيرة توزيع ومنح اللقاحات لمن هم أكثر عرضة للخطر فى القارة مثل العاملين فى القطاع الصحى وهى تعرف جيدا أن الدول الأفريقية أو الفقيرة فى العالم لا تملك هذا الاختيار بل هى أسيرة لما تتعطف به الدول الغنية عليها من فائض لقاحاتها .
يحدث ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه مجموعة الأبحاث Airfinity ان أكثر من 100 مليون جرعة فائضة من لقاح كوفيد 19 لدى الدول الغنية ستفقد صلاحيتها بحلول ديسمبر معنى ذلك انها تخزنها لانها فائضة عن احتياجاتها رغم ان الكثير من الدول الفقيرة تنتظر المزيد من الإمدادات لتلقيح شعوبها او الفئات الاكثر عرضة للاصابة بها.
فقد أمنت الدول الغنية لنفسها اللقاح بكميات أضعاف أعداد البشر فيها وأكثر مما تتطلبه حاجتها بالفعل بينما معظم الدول الفقيرة لم تحصل الا على نسب بسيطة لاتكفى 10 % من سكانها
وكان آخر تقرير قد اكد ان الدول الغنية ستحصل على مليار لقاح أكثر مما تحتاجه بحلول نهاية عام 2021 لكن معظم الدول تصرفت بطريقة «أنا وبعدى الطوفان» هذا رغم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لتطعيم الجميع. وتأكيده إنه بدون التطعيم الشامل «لن يكون أحد آمنًا، فى الجنوب والشمال، ولا حتى فى الدول التى يتم فيها تلقيح الجميع».
وقد ظهر تحذير مجموعة ابحاث Airfinity عندما اعلن جوردون براون رئيس وزراء بريطانيا السابق «من غير المعقول أن يتم التخلص من 100 مليون لقاح من مخزونات الدول الغنية بينما يدفع سكان أفقر دول العالم ثمن إهدار لقاحنا فى الأرواح المفقودة».
ووفقًا لبيانات الدول العشر الأولى التى لديها لقاحات فائضة جمعتها المجلة الطبية «The BMJ»، تمتلك الولايات المتحدة أكثر من ثلث اللقاحات الزائدة، تليها بريطانيا واليابان وألمانيا. ورغم ان العديد من الدول اعلنت بالتبرع بكميات ضخمة للدول الفقيرة الا ان ذلك لم يحدث
وبينما تقوم العديد من تلك الدول بإعطاء جرعة ثالثة معززة لمواطنيها قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم الاسبوع الماضى « ان هناك دولا فى إفريقيا، لم تحصل حتى على جرعاتها الأولى والثانية».
الحقيقة المفزعة التى يؤكدها العديد من الخبراء، أن الدول الأشد فقرا، قد لا يصلها اللقاح إلا عبر مساعدات دولية ضخمة، ولن يكون ذلك قبل عام ٢٠٢٤.
فمتى تبدأ الدول الكبرى والغنية فى التكرم والتعطف على البلدان الفقيرة وتقدم لها اللقاحات الفائضة عن حاجتها !!؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة