صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تصاعد التوتر بين الصين وتايوان وسط تلويح باستخدام القوة

الأخبار

الأحد، 10 أكتوبر 2021 - 08:14 م

كتبت/ مرام عماد المصري

بلغ التوتر العسكري مع الصين أسوأ مستوياته منذ أكثر من 40 عاماً.. هذا ما أكده وزير الدفاع فى تايوان مؤخرا فى أعقاب تحليق أعداد قياسية من الطائرات الصينية، فى منطقة الدفاع الجوى التابعة لتايبيه على مدار 4 أيام متتالية، فى استعراض للقوة.

وحذر وزير الدفاع التايواني تشيو كوو-تشنج من أن أدنى إهمال أو سوء تقدير من شأنه أن يثير أزمة فى مضيق تايوان، مضيفا بأن بكين ستكون فى وضع يتيح لها شن هجوم كاسح فى غضون 4 سنوات.

وقال وزير الدفاع التايواني إن الصين قادرة الآن لكن عليها احتساب الكلفة التى ستتكبدها والنتيجة التى ترغب فى تحقيقها.

وجاءت تصريحات تشيو كوو فى أعقاب قيام 150 طائرة حربية صينية بخرق منطقة الدفاع الجوى لتايوان بالتزامن مع إحياء بكين للعيد الوطنى الأسبوع الماضى، وتصف تايوان هذه الهجمات بأنها محاولات لمضايقة الجزيرة التى تدعى بكين أنها ملك لها ومع ذلك، تعتبر تايوان نفسها أمة ذات سيادة.

من جهته، وصف الرئيس الصينى شى جين بينج الذى سبق وقال إن تحول تايوان إلى جزء من الوطن الأم «أمر لا مفر منه».

ورداً على ذلك، قالت تايوان إنها تراجع خطة الإنفاق العسكرى الإضافى التى تبلغ قيمتها 8.6 مليار دولار على مدار السنوات الخمس المقبلة وهى الميزانية المخصصة للأسلحة محلية الصنع بما فى ذلك الصواريخ والسفن الحربية.

وحذر محللون من أن بكين أصبحت قلقة بشكل متزايد من أن حكومة تايوان تتحرك نحو إعلان رسمى للاستقلال.

وعلى الرغم من التوترات المتصاعدة، لم تتدهور العلاقات بين الصين وتايوان إلى المستويات التى حدثت آخر مرة فى عام 1996 عندما حاولت الصين تعطيل الانتخابات الرئاسية بتجارب صاروخية وأرسلت الولايات المتحدة حاملات طائرات إلى المنطقة لثنيها.

ويراقب المجتمع الدولى بحذر التطورات فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ وقد طلب الجيران فى المنطقة مثل اليابان وأستراليا من البلدين تسوية التوترات من خلال الدبلوماسية، بينما أدانت الولايات المتحدة، وهى حليف وثيق لتايوان، تصرفات الصين .

ويرى د.جايد جوان، الخبير الاستراتيجى فى جامعة ديكين الاسترالية، أن الحديث عن حرب تلوح فى الأفق لا ينبغى المبالغة فيه، لأن احتمالات نشوب صراع كانت أكبر خلال فترات أخرى من تاريخ تايوان ففى أزمة مضيق تايوان الثالثة من 1995 إلى 1996، أطلقت الصين صواريخ على جزر صغيرة حول تايوان.

وقال يانج هان، الدبلوماسى الصينى السابق والمعلق السياسى المقيم فى سيدنى، إذا لم تغير تايوان وضعها الحالى، فلن يكون هناك أى عذر لغزو البر الرئيسى للصين باستثناء الاستعراض الصينى الأخير كان هناك تصعيد فى خطاب الحرب فى الأشهر الأخيرة.

وقال وزير خارجية تايوان: إذا شنت الصين حربًا على تايوان، فإن تايبيه ستقاتل حتى النهاية وطلبت من أستراليا المساعدة فى الأمن والاستخبارات.

وفى الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعى الصينى، تعهد الرئيس الصينى بـ «إعادة التوحيد الكامل للوطن الأم» وتعهد بـ«تحطيم» أى «مؤامرات لاستقلال تايوان».

من جانبها، حذرت رئيسة تايوان تساى إينج-وين من «عواقب كارثية» فى حال سيطرت الصين على الجزيرة.. وفى رسالتها تعهدت تساى «القيام بكل ما يلزم» لمواجهة تهديدات بكين لكن الجزيرة تأمل فى تعايش سلمى مع الصين.

وتم تقسيم الصين وتايوان خلال حرب أهلية فى الأربعينيات، إلا أن تايوان تعيش تحت التهديد المستمر بغزو من الصين التى تصر على اعتبار الجزيرة جزءا من أراضيها ويجب أن يعود إليها ولو بالقوة إذا لزم الأمر.

ولجزيرة تايوان دستورها الخاص، وتجرى انتخابات ديمقراطية، وجيش يتكون من حوالى 300 ألف جندى.. وسيتم توجيه معظم الإنفاق العسكرى الخاص فى تايوان على مدى السنوات الخمس القادمة لامتلاك أسلحة بحرية منها أسلحة مضادة للسفن، تشمل أنظمة صواريخ يتم نشرها على البر.

وتعترف عدد قليل من الدول بتايوان، ورغم عدم وجود علاقات رسمية بين الولايات المتحدة وتايوان إلا أن واشنطن لديها قانون يلزمها بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها وتلقى بكين باللوم فى زيادة التوتر على سياسات واشنطن بدعم تايوان بالأسلحة وإرسالها سفنا حربية للمرور عبر مضيق تايوان.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة