جنديان إيرانيان خلال مناورات عسكرية قرب حدود أذربيجان
جنديان إيرانيان خلال مناورات عسكرية قرب حدود أذربيجان


إيران وأذربيجان.. مناورات وتحالفات وعلاقات تتجه للتصعيد

الأخبار

الأحد، 10 أكتوبر 2021 - 08:18 م

يتخوف خبراء عسكريون من أن يتطور التوتر الحالى الذى تشهده العلاقات بين إيران وأذربيجان إلى صدام عسكرى بين البلدين، فقد أطلقت إيران، الأسبوع الماضى، قرب الحدود مع أذربيجان وأرمينيا، مناورات برية بمشاركة وحدات مدرعة ومدفعية وبدعم من مروحيات الجيش، كشفت هذه المناورات والانتقادات الأذربيجانية لها، عن توتر ليس الأول بين البلدين الجارين، والواضح أنه لن يكون الأخير فى جنوب القوقاز، المنطقة التى تحكمها معادلات وتوزانات معقدة إقليمية ودولية، وكونها نقطة تماس بين روسيا وتركيا وإيران.

وإعلان أنقرة الثلاثاء الماضى، أن قواتها ستبدأ مع جيش أذربيجان مناورات عسكرية فى إقليم ناجشفان التابع لباكو قرب حدود تركيا، يعبر عن مستوى التوتر الحاصل بين طهران وباكو. 

سيكون هذا الاستعراض العسكرى الثالث فى هذه المنطقة خلال أقل من شهر، حيث سبقته المناورات التى نفذها الجيش الإيرانى قرب حدود أذربيجان، بعد التدريبات المشتركة التى نفذتها تركيا وباكستان وأذربيجان فى باكو، الشهر الماضى.

التوتر على الحدود الإيرانية ليس ببعيد عن ملفات إيران الساخنة سواء ما يرتبط بالمباحثات النووية أو تلك التى ترتبط بالملفات الإقليمية المتعددة؛ فالتصعيد الذى ظهر مع أذربيجان ربما يكون أحد حلقات التوتر التى تسعى لها دوائر متعددة فى المنطقة وخارجها من أجل الضغط على المواقف الإيرانية التى باتت تزعج هذه الدوائر، خصوصاً فى ظل الحكومة الإيرانية الجديدة التى تسعى لصياغة علاقات إيران الخارجية وفق قواعد جديدة.

ما أقلق إيران فى حدودها الشمالية دخول إسرائيل علی خط الحدود الأذرية الأرمينية ذات الأهمية ليست لهاتين الدولتين فحسب، وإنما للجانب الإيرانى الذى يشكل معبرًا مهمًا للقارة الأوروبية، وتجد إيران نفسها اليوم أمام تحدٍ من نوع جديد يتمثل بمحاولة إسرائيلية تركية مشتركة لخرقها انطلاقًا من أذربيحان.

وتتهم إيران الحكومة الأذرية بالسماح لعناصر تابعة لجهاز المخابرات الإسرائيلى بنصب أجهزة تنصت أمنية ومخابراتية بالقرب من الحدود الإيرانية؛ إضافة إلى قيام هذه العناصر بدعم حركة قومية أذرية تنادى بانفصال إقليم أذربيجان الإيرانى وانضمامه لجمهورية أذربيجان. 

وفي سبتمبرالماضي، أشعلت التوترات بين البلدين جولة من التصعيد، حين ألقت الشرطة الأذربيجانية القبض على عدد من سائقى الشاحنات الإيرانيين كانوا ينقلون البضائع إلى «ناغورنى قره باغ»، ومنذ ذلك الحين والتوترات فى ازدياد، إذ بدأت إيران بإجراء تدريبات عسكرية غير مسبوقة على حدودها مع أذربيجان فى أول أكتوبر الجاري، بالتوازى مع شن المسئولين الإيرانيين حملة شديدة اللهجة ضد أذربيجان، وقد ركَّزت الاتهامات الإيرانية على علاقات أذربيجان الوطيدة مع إسرائيل، لكنها سلَّطت الضوء على عدة قضايا أخرى. 
فى الأسبوع الماضى، قالت وسائل الإعلام الأذربيجانية إن إيران أغلقت مجالها الجوى أمام الرحلات الجوية العسكرية الأذربيجانية المتجهة إلى إقليم «نختشيوان»، وهو إقليم تابع لأذربيجان، لكنه منفصل كلياً عنها، حيث تُحيط به إيران من الجنوب والغرب، وأرمينيا من الشمال والشرق، وقد اتخذت إيران قرارها أثناء تدريبات عسكرية مشتركة بين أذربيجان وتركيا فى نختشيوان، بالنظر إلى أن تركيا غريم إقليمى لإيران فى القوقاز.

وتشهد العلاقات بين إيران وأذربيجان فتوراً وأحياناً توتراً ملحوظاً، بسبب الاتهامات المتبادلة التى يطلقها مسئولو البلدين، وفى مقدمتهم الرئيس إلهام علييف، الذى تحدث عن توغل عربات عسكرية إيرانية داخل الأراضى الأذربيجانية، خلال مناورات عسكرية إيرانية قرب الحدود المشتركة. 

الفتور والتوتر ظهرت بوادرهما خلال الحرب الأذربيجانية - الأرمينية، العام الماضى، عندما تحدثت المعلومات عن دعم إسرائيلى واسع ومكثّف للجيش الأذربيجانى، جنباً الى جنب مع الدعم التركى، اللذين أسهما فى الانتصار الذى حقّقه الجيش الأذربيجانى على أرمينيا.  

وتوضح حادثة الشاحنات وتوقيت المناورات والانتقادات المتبادلة بين باكو و طهران، أن الأزمة متعلقة بشكل مباشر باتفاق وقف إطلاق النار الذى رعته روسيا بين أذربيجان وأرمينيا بتنسيق مع تركيا، العام الماضى، وأوقف حرب «ناغورنو قرة باغ» الثانية، وأتاح تبادلاً للممرات عبر أراضى أذربيجان بين أرمينيا وعاصمة إقليم قرة باغ، وعبر أراضى أرمينيا بين إقليم ناخشيفان وأذربيجان.

ويرى المراقبون أن التوتر مرتبط بشكل مباشر بهذا الاتفاق الذى أتاح تبادلاً للممرات عبر أراضى أذربيجان بين أرمينيا وعاصمة إقليم قرة باغ، وعبر أراضى أرمينيا بين إقليم ناخشيفان. 

وعلى الرغم من الترحيب الرسمى به، واعتباره ذا أهمية لإحلال السلام فى جنوب القوقاز، فإن إيران تعتبر نفسها خاسرة من الاتفاق، نتيجة لما يحمله من مخاوف وقلق مما يمكن أن تصل إليه ترتيبات الأوضاع فى مراحل مقبلة. 

 لكن أكثر ما أثار مخاوف إيران هو ما تردد حول بيع إسرائيل إلى باكو طائرات مسيَّرة وتكنولوجيا تجسّس تعمل عبر الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية، وما تردد مؤخرًا عن قيام إسرائيل بإنشاء قواعد ومحطات رادارات قرب الحدود مع إيران؛ لمراقبة التحركات العسكرية الإيرانية ورصد الصواريخ الإيرانية فى حال إطلاقها صوب إسرائيل، فيما تعمل شركات إسرائيلية على إقامة مشاريع زراعية وصناعية جنوب أذربيجان، على بُعد 50 كم من الحدود مع إيران، والمعلومات التى تتحدث عن دور إسرائيل فى استفزاز المشاعر القومية لدى الأذريين من مواطنى إيران، وهم يعيشون قرب الحدود مع أرمينيا وأذربيجان، بالإضافة إلى المساعى الدولية التى تُبذل لتحقيق المصالحة بين أذربيجان وأرمينيا، التى يمكن ان تسهم فى تشكيل تكتل جديد فى منطقة القوقاز قد يستهدف إيران.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة