وكأن قريبي ومنتظرني.. وبعدين قال تاكسي يابيه.. ده بسعر كويس.. طب عاوز تاكسي عداد؟ تقوله يا سيدي شكرًا يقولك طب فكر تاني.. وتكتشف انك معدي علي طابور سائقين بيقولوا نفس الكلام

خلال احتفال انطلاق حملة هي دي مصر للترويج للسياحة المصرية بالمنامة تحت رعاية مؤسسة اخبار اليوم كنت اجلس بجوار مسئول بحريني وسألني عن احوال مصر وكان الرد.. بقت أحسن بكتير الحمد لله.. وخلال الحوار لاحظت ان الرجل يتكلم بلغة مصرية وعندما سألته عن سر تحدثه بالعامية المصرية قال انه تعلم في مصر ويزور القاهرة كل شهرين تقريبا.. وصمت الرجل للحظات وقال: انا عاوز أقولك علي سر علشان انا بحب مصر.. بدل حملة السياحة اللي انتم عاملينها وصارفين عليها ملايين استفيدوا بالفلوس دي في اعادة تثقيف العاملين في السياحة.. قال كمان: احنا كعرب بنستحمل وعارفين ان المصريين شعب طيب بس لازم تقول لوزير السياحة ووزير الطيران ان مصر هي البلد الوحيدة في العالم اللي بتلاقي سواق التاكسي واقف تقريبا علي سلم الطيارة علشان يخطف الزبون ويا ريته بيعامله كويس ده بيفضل طول الطريق يحكي حكايات احنا فاهمنها كويس علشان يرفع تعريفة الركوب للضعف رغم انه اتفق علي سعر التوصيلة.. وبعدين المصريين اول ما بيعرفوا انك سائح عربي يدوروا ازاي يشتغلوك.. تروح شرم او الغردقة تلاقي انك بتدفع ضعف الأسعار رغم ان كل دول العالم بتقدم عروض للسياح باسعار مغرية جدا للجذب.. الحقيقة المشكلة في مصر مش مشكلة أمن.. لا دي بقت مشكلة حسن معاملة السائح وعلشان كده انا بقول ان فلوس الحملة تتصرف علي العاملين في السياحة في دورات تدريبية علشان يبقي في نظام للتعامل مع السائحين الأجانب بدل الفوضي اللي بقت تميز السياحة المصرية.. وانهي الرجل كلامه وقال: انا والله بحب مصر وشعبها وبشجع اهلي علي السفر للمناطق السياحية وانا بقول الكلام ده علشان حرام يبقي عندكم كل الجمال الرباني ده وما تبقوش اول بلد سياحية في العالم.. انا حملتك الرسالة علشان توصلها لوزير السياحة يمكن يكون عنده حلول.. بيني وبينكم حسّيت ان الرجل عنده حق.. احنا شعب بيتعامل بفوضي في الخدمات السياحية.. كسبنا منها المليارات وبنفكر ازاي نبني فنادق وقري عالمية بس مش بنفكر نبني الكادر البشري ودي مشكلة كبيرة جدا.. وانا راجع من مطار القاهرة وجدت ان كلام الرجل حقيقي وواقعي.. بمجرد خروجي من دائرة الجمرك كان اول من استقبلني سائق تاكسي داخل حرم المطار وقال: حمد الله علي السلامة.. وكأنه قريبي ومنتظرني.. وبعدين قال تاكسي يابيه.. ده بسعر كويس.. طب عاوز تاكسي عداد؟ تقوله يا سيدي شكرا يقولك طب فكر تاني.. وتكتشف انك معدي علي طابور سائقين بيقولوا نفس الكلام وفي اخر الطابور تلاقي امين شرطة قاعد علي كرسي وكأنه هو اللي مشغلهم.. بجد حاجة تكسف.. وبعدين تطلع تاخد تاكسي تتفق مع السائق.. تقوله كام يقولك ١٥٠ جنيه.. تقوله ٥٠ يقولك طب زودهم شويه.. تسيبه وتمشي يقولك طب تعالي ويحلف انه واخد التوصيلة بالخسارة بس علشان خاطرك وافق.. وانت في الطريق يفضل يحكي في حكايات علشان تزود التسعيرة وده ما بيحصلش في اي بلد في الدنيا الا عندنا بجد.. واللي بينطبق علي سواق التاكسي بينطبق علي كل الخدمات تقريبا وده يخلينا نقف مع نفسنا شويه.. لو احنا عاوزين سياحة بجد يبقي لازم نغير اُسلوب التعامل مع أنفسنا اولا ومع السائحين لأننا بنقدم نفسنا للسائح من اول ما بيوصل البلد بأسلوب غير لائق.. أتمني من السيد وزير السياحة ان يضع هذه النقاط في الاعتبار وان يأخذ رسالة المواطن البحريني مأخذ الجد وألا تكون حملات الترويج للسياحة كلاما علي الورق فقط وان يتعلم المواطن المصري كيف يتعامل مع صناعة تعتبر احد اهم موارد الدخل القومي..
بالمناسبة الذين يديرون الفنادق والمناطق السياحية في البحرين يحملون الجنسية المصرية ولكنهم يتعاملون بأسلوب المحترفين لأنهم تعلموا كيف تدار السياحة ويحصلون علي حقوقهم بالكامل وايضا يحصل الضيف علي جميع حقوقه لو تعاملنا مع السياحة علي انها صناعة سنتمكن من تطويرها بسرعة الصاروخ ولكن لو تعاملنا معها علي انها سبوبة سنجد أنفسنا بلا زوار حتي لو أطلقنا مليون حملة لتنشيط السياحة.. وتحيا مصر.