صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


الفنادق العائمة والمراكب النيلية .. فى انتظار لحل مشاكلها

رحاب أسامة

الإثنين، 11 أكتوبر 2021 - 05:11 م

السياحة النيلية واحدة من أهم أنواع السياحة بمصر، فحسبما ذكرت الهيئة العامة للتنمية السياحية التابعة لوزارة السياحة فى تقرير لها حمل عنوان " التنمية السياحية فى الألفية الثالثة بين التفاؤل والإنطلاق" وذكرت الدراسة أن السياحة النيلية تشكل نحو 20 % من إجمالى السياحة المصرية حيث بلغت عدد الغرف بالفنادق العائمة حوالى 1200 غرفة، تتزايد سنويا بمعدل من 120 : 180 غرفة.


واكبر عدد من الفنادق العائمة يمكن أن يستوعبها نهر النيل هو 500 فندق، كما يبلغ اجمالى عدد المراسى السياحية 151 مرسى منها 57 مرسى رئيسى، و55 مرسى مبيت، و14 محطة رسو، و8 مراسى انتظار و3 مراسى خدمات و9 معديات، وتعد مدينتى الأقصر وأسوان من اكثر المدن تكدسا بالمراسى السياحية حيث يبلغ عدد المراسى بهما حوالى 96مرسى أى ما يقرب من 64 % من المراسى السياحية بين أسوان والقاهرة.


حوادث 

 إلا أن حوادث المراكب العائمة والمطاعم السياحية النيلية ازدادت في الآونة الأخيرة، وأثارت الجدل حول ضوابط السلامة وضرورة إجراء التفتيش والصيانة الدورية للتأكد من سلامة هذه المنشآت التي تعد جزءاً أساسياً من مقومات السياحة المصرية. 


 فقد شهدت القاهرة خلال شهر اغسطس  الماضى حوادث غرق واحتراق ثلاثة بواخر ومطاعم عائمة من فئة الخمس والأربع نجوم، وهو ما أثار قلق المتابعين بشأن مستوى الأمان في هذه المراكب وباقي المطاعم العائمة الأقل في الفئة.  

حوادث المراكب العائمة ليست جديدة، ففي يوليو عام 2019 غرق الطابق الأرضي من أحد المراكب العائمة بحي الزمالك، والذي كان يضم مطعماً وصالة ألعاب رياضية، كما شب حريق في مركب نيلي بحي المعادي في الفترة ذاتها، وقبلها بعام اندلع حريق بمطعم عائم بمدينة المنصورة، ومع كل حادث تتجدد المطالبات بفرض رقابة على هذه المنشآت السياحية. 


ازمات بسبب كورونا

تقول سوزان عصمت مرشدة سياحية ان السياحة بالوقت الحالى تعانى من أزمات كثيرة بسبب كورونا، وقد تتحسن الأوضاع بعد استخدام لقاح كورونا لأن الدول الأوروبية وضعت اجراءات مشددة وصارمة للسماح للافواج السياحية بالسفر من أوروبا، لذا معظم الفنادق العائمة تعانى من أزمات مالية طاحنة، وقد لا يتواجد اهتمام بشكل كافى بسلامة هذه الفنادق، لذا تتكرر الحوادث فى الفنادق العائمة مثل ان تميل وهى راسية بالشاطىء او تغرس بالطين وهى تتحرك او تتعرض لعواصف جوية .


متابعة أن المرشد السياحى يعلم الفوج السياحى الذى يصاحبه بتلك المخاطر، مؤكدة أن وزارة السياحة يجب ان تتأكد من سلامة المركب والأطعمة المقدمة، كما يجب أن تتواجد متابعة للقبطان وهذا بالتعاون مع شرطة السياحة، والتفتيش يكون بكل مكونات المركب، كما يقوم المفتشين بالتاكد من اتباع أصحاب الفندق لارشادات الطوارىء.


السياحة تبدأ من الصفر

وأكدت سوزان أن مصر عانت بشدة من تدهور السياحة من بعد 2010 وعادت مرة أخرى فى 2016 بعد أن نجح الرئيس السيسى فى استعادة المكانة الدولية لمصر، ولكن تدهورت السياحة مرة اخرى بسبب الكورونا وفقدت بسببها مصر كفاءات فى مجال السياحة وعمالة مدربة ، فالسياحة تبدأ من الصفر الآن، والحكومة تحاول مساعدتها بطرحها لمبادرة البنك المركزى بالسماح للفنادق بجدولة ديونها لتعود السياحة بقوة مرة أخرى.


ويقول أيمن الحسانى مرشد سياحى أن أبرز المزارات النيلية تتمثل فى زيارة معبد الكرنك ومعبد الأقصر ومعبد حتشبسوت، موضحا أن الرحلات بالمراكب النيلية يفضلها السائحين أكثر لانها تجعل السائح يستمتع بالنيل وبالرحلة أكثر، فالرحلة التى تأخذ يوم واحد بريا تستغرق 4 أيام بالمركب النيلى، لذا لا تكون رحلة مرهقة للسائح كما تتوافر بها لإقامة كاملة بالإضافة لتقديم فقرات منوعات.

لافتا إلى أن الوزارة تهتم بهذه المراكب، وكل ما ينقصها الرقابة من لجان التفتيش لضبط الأسعار بها، والتأكد من جودة الخدمات، فأغلب الفنادق العائمة مسجلة انها 5 نجوم، ولكن يوجد إهمال ببعضها، فبعض الفنادق تجعل 4 أو 5 مرشدين يبيتون بكابينة واحدة رغم أن مع أزمة كورونا الحالية الكابينة سعتها لا تزيد عن فردين فقط. 

اقرأ أيضا : السياحة: مرسى الأقصر جاهز لاستقبال الفنادق العائمة


حوادث الفنادق العائمة 
علاء سويلم صاحب فندق عائم أشار إلى أن حادث فندقه العائم كان بسبب ارتفاع منسوب النيل مع الأمطار، ما أدى لميل السفينة على جانبها وارتطام ماء النيل بالفندق لأنه غير متحرك،  ولكن دون ان تحدث اصابات، موضحا أنه يتم عمل صيانة دورية للمركب يوميا، ويتم يطبق أساليب الأطفاء الحديثة للحرائق.


قصور فى الإنقاذ النهرى 
وأضاف سويلم أن الحكومة لا توفر وسائل الصيانة والأنقاذ للنقل النهرى، لانها مكلفة جدا، فكانت بوقت سابق توفر شركة اسمها "شركة النيل" تقوم بعمل الصيانة لصنادل تنقل البضائع بكميات تصل لـ400 طن، كما كانت تنظف مياه النيل ولكن تلك الشركة توقفت الان وحلت محلها شركات خاصة توفر وسائل الإنقاذ بالنيل بمبالغ تتراوح من مليون لمليون و500 ألف جنيه. 


وأوضح أن وسائل الإنقاذ النهرية بها نقص شديد فى الامكانيات، فلا توجد البالونات التى تساعد فى تعويم السفن إذا غرقت، وهى بالونات تحمل أطنان ضخمة، أو توفر المنطاد لرفع السفن أو المراكب التى بها مشكلة بالنيل، ولا تتوافر هذه الوسائل لانها غالية جدا. 


وتابع "أغلب حوادث الفنادق العائمة بالفترة الاخيرة قام بها أصحابها انفسهم ليستفيدوا من قيمة التأمين عليها بدلا من توقفها عن العمل بسبب عدم نشاط السياحة  واستمرار تحمله لتكاليف التراخيص لهذه الفنادق".


ويقول المهندس محمد عزب خبير السلامة والصحة المهنية أن الوحدات العائمة لها تفتيش دورى، وهيئة قناة السويس تعاونها بوحدات الإنقاذ والطوارىء التى تملكها، وفرق الإنقاذ النهرية تعمل لتأمين وانقاذ الأفراد أولا، أما السفن الغارقة فهى لا تملك الإمكانيات لذلك.

اقرأ أيضا : محافظ الأقصر ووزير الآثار يتفقدان عددًا من الفنادق العائمة ويلتقيان مجموعة من السائحين


وعن تكرار حوادث اشتعال الفنادق العائمة فأشار خبير السلامة والصحة المهنية أن ذلك يكون سببه حدوث ماس كهربى أو لعدم الإلتزام بمعايير السلامة والأمان، فأغلب مطابخ هذه الفنادق العائمة مساحتها صغيرة، ويتم وضع المواد سريعة الاشتعال بجوار المواد الملتهبة والمنظفات، لذا تحدث حرائق ولابد أن يقوم كل فندق عائم بوضع وحدة متكاملة بانذار للدخان ومعدات الإنقاذ، كما يجب وضع طفاية حريق وكل هذه الأدوات ليست غالية وأرخص كثيرا من تكاليف الخسائر التى تحدث بالمراكب والفنادق العائمة.


أما الدكتور ناصر محمود أستاذ الهندسة المدنية فقال أن معايير الأمان بالمراكب السياحية  والفنادق العائمة الحد الأقصى لتوفيرها تكون نسبته 70 % ، مثل مقاومة الخامات الخشب والاثاثات للماء وللصدا والأساسات الخرسانية تكون غير منفذة للماء، منوها أن معظم الحرائق بالمراكب والفنادق العائمة يكون سببها عدم انضباط أحمال الكهرباء بها.


وقال عدد من أصحاب المراكب أن تلك المراكب من أجمل وسائل النقل السياحية  التى يفضلها السياح، خاصة المراكب الشراعية، لذا فهو وسيلة اساسية لزيادة السياحة، كما انها زهيدة الرسوم لذا فهى الوسيلة الوحيدة التى تعتبر" فسحة للغلبان".


 ويقول عم محمد أن نقل المراكب وازالتها من على الكورنيش تدريجيا شىء سيىء، موضحا أن السياحة النيلية موجودة بمصر من عشرات السنين، ويعمل على المركب الواحدة 15 فرد على الأقل، ويتراوح عدد المراكب النيلية من 500 : 600 مركب ويوجد 3 مراسى  وتكلفة المركب كانت 10 الاف جنيه، الآن تصل لأكثر من 100 ألف جنيه.


لافتا إلى أن المراكب الموجودة على كورنيش المظلات المتوقفة منذ عام ورغم انتهاء المشروع بمنطقة المظلات، إلا أن أصحاب المراكب لم يعودوا، رغم أن الان هو بداية موسم السياحة الشتوية.


واكد آخر انهم يحرصون على عمل الصيانه لمراكبهم كل 3 أو 5 سنوات طبقا لمدة رخصتها، وبعض من هذه المراكب مسجل ب" الكتاب السياحى" كما أن إجراءات وزارة السياحة مشددة لادراج الوزارة أن كثير من العرب يفضلونها هى واللنشات.


 واضاف انه  قبل البدء بمشروع الممشى كان يقف اتوبيسات سياحية كثيرة ولكن الان توقفت الكثير من المراكب ودون ان يعرفوا هل سيعودون لمواقعهم على الكورنيش ثانية ام لا، وهل العودة ستشترط فيها الحكومة دفع رسوم ام لا، وهل ستكون رسوم قليلة ام ستكون رسوم عالية مثلما تدفع الفنادق العائمة والمطلة على النيل ؟.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة