الإثنين، 11 أكتوبر 2021 - 06:41 م

بعد نحو شهرين ونصف من القرارات الاستثنائية الهامة للرئيس التونسى قيس سعيد، تم تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتورة نجلاء بودن أول سيدة عربية تتولى رئاسة الحكومة فى العالم العربى.

وكان طبيعيا أن يكون ثلث الحكومة من السيدات، وأن يكون من نصيبهن وزارات هامة كالعدل والمالية.

والأهم هنا أن هذا الحضور النسائى يأتى فى حكومة أزمة وفى مهمة انقاذ بعد حالة الشلل التى أصابت البلاد نتيجة ممارسات حركة النهضة التى أوصلت تونس إلى حافة الخطر، ودفعت الرئيس التونسى إلى اتخاذ اجراءاته الاستثنائية فى يوليو الماضى.

الحكومة الجديدة هى حكومة تكنوقراط بمن فيهم رئيسة الحكومة الأكاديمية نجلاء بودن ستوجه جهدها لاستعادة الثقة وحل المشكلات الأساسية التى يواجهها المواطنون فى ظل تدهور الأحوال الاقتصادية والمعيشية، مع فتح ملفات الفساد التى أكد الرئيس قيس سعيد ورئيسة الحكومة على المضى فيها حتى النهاية.

ومع ذلك سيبقى الأهم هو إدارة المشهد السياسى للعبور من هذه الفترة الاستثنائية إلى وضع مستقر، خاصة أن أصوات المعارضة ستبقى، وجهود الخائفين من المحاسبة على الفساد لن تتوقف.

إدارة المشهد السياسى تفرض أن تكون هناك خريطة طريق لهذه المرحلة الاستثنائية، وأن يكون هناك إسراع بالحوار الوطنى حولها خاصة مع المنظمات الوطنية الفاعلة وفى مقدمتها اتحاد الشغل التونسى واتحاد المنظمات الحقوقية للوصول إلى التعديلات الدستورية المطلوبة وطرحها على الشعب، ولوضع التصور العام للعبور الآمن من هذه المرحلة الاستثنائية إلى وضع طبيعى لا مكان فيه للفساد ولا للاتجار بالدين. وتتحقق فيه أهداف الثورة فى الحرية والكرامة الإنسانية.

التحديات هائلة، والطريق ليست مفروشة بالورود.. لكن تونس الشقيقة ستعبر هذه المرحلة الصعبة إلى مرحلة لا مكان فيها لثعابين الفساد أو خفافيش الظلام والإظلام.