صالح الصالحى
صالح الصالحى


يوميات الأخبار

حكايات عن الإنجازات

صالح الصالحي

الإثنين، 11 أكتوبر 2021 - 07:21 م

«تتوالى الإنجازات.. وتتحقق الأحلام.. ومسيرة التنمية لن تتوقف.. حتى يجنى الجميع ثمار الإصلاح الاقتصادى بعدالة التوزيع لكل أبناء مصر»

 أجمل ما يتم فى الافتتاحات الرئاسية للمشروعات التى تتم على أرض مصر، أن المواطنين يشاهدون هذه الإنجازات العظيمة على شاشات التليفزيون. والتى عادة تكون مصحوبة بشرح مفصل من الأجهزة المعنية خلال اللقاءات مع الرئيس عبد الفتاح السيسى.. ويستمتعون وهم يتابعون باهتمام شديد الحوارات التى يجريها الرئيس مع المسئولين عن أدق التفاصيل والتكلفة والمدة الزمنية والمواصفات القياسية التى تتم بها هذه المشروعات.. والتى تكون ملموسة يشعر بها الأهالى المستهدفون من هذه المشروعات، فالأثر مباشر لديهم.. لكن حديثى عن الآخرين الذين لم يأت دورهم فى مثل هذه المشروعات، وينتظرون دورهم طبقاً للخطط الموضوعة، وهؤلاء كثيراً ما أقابلهم فى العديد من الأماكن.. فيتبارون بالحديث إلىّ فى دهشة عن حقيقة هذه المشروعات المبهرة التى يشاهدونها عبر الافتتاحات.. فهم يرون الصورة تتغير بين ليلة وضحاها.. طرق ممهدة وكبارى عملاقة وربط لمفاصل الطرق.. ناهيك عن الطرق الدولية التى تربط المحافظات ببعضها.. ومشروعات قناة السويس الجديدة والتأمين الصحى الذى طبق بنجاح فى محافظات بعينها، وصل لتغطية أكثر من 30٪.. ومشروعات حياة كريمة التى ينتظرها الجميع بفارغ الصبر بعدما كانوا يحلمون بالأمس القريب بمجرد كوب ماء نظيف أو حتى توصيل الصرف الصحى للمدن والقرى وتطوير العشوائيات ومدن جديدة ومدارس وجامعات ومستشفيات وتطوير للتعيلم ومبادرات للصحة.. وغيرها من أحلام طال انتظارها أصبحت تجد طريقها للواقع.. حلم تنمية الصعيد وتنمية سيناء.. وجنى ثمار الإصلاح الاقتصادى بعدالة فى التوزيع لكل أبناء مصر. الكل غير مصدق ليس تشكيكا فى هذه المشروعات ولكن الحلم حينما يتحول لحقيقة ويصل للبعض تجد الآخرين «يغيرون».. ويتمنون أن يتحول حلمهم أيضا لحقيقة.
فما يكون منى إلا أن أشرح لهم أن خطط الدولة تشمل كل المحافظات فى وقت واحد دون قائمة انتظار.. ولم يعد هناك تمييز للمدن الكبيرة فيحصل ساكنوها على ثمار الإصلاح قبل الموجودين فى القرى والنجوع.. الدولة الآن تعزز النمو الاقتصادى واستدامته من خلال التخطيط الفعال والإدارة الرشيدة للاستثمارات العامة وتتبنى فى نفس الوقت النمو الاحتوائى لخلق فرص عمل لائقة وتتيح مجالات أوسع للمواطنين للتمتع بثمار النمو الاقتصادى.. وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادى والعدالة الاجتماعية التى تحقق بدورها تنمية مستدامة من خلال عمليات البناء المتسارعة للوصول إلى وطن متقدم ومستقر وآمن.
وهنا يأتى دور الإعلام فى توعية المواطن بأهداف وسياسات خطة التنمية.. فدائما الناس تحتاج للشرح والتوضيح لمواجهة الشائعات التى تهدم كل تقدم وتتعمد التشكيك فى التطوير والتنمية.. فتجد الشائعات حسب مواسم العمل.. فى الوقت الذى يتم التقدم فيه وتحقيق إنجازات فى مجال معين.. تجده أكثر المجالات التى تتعرض للشائعات.. مما يحتاج منا لأن نتكاتف لندعم الثقة بين المواطنين وأجهزة الدولة.
وفى تصورى أن هذه الثقة هى التى تخلق الوعى لدى المواطن.. وتجعله يتحمل أعباء التنمية ويجاهد ليندمج فى العمل معها.
شعب مصر بخير، وما يحدث من توالى الإنجازات وتحقيق أحلام كان من المستحيل تحقيقها.. كل ذلك يؤكد أن مسيرة التنمية ستكتمل ويشعر الجميع بثمار الإصلاح الاقتصادى.
سيطرة السوشيال ميديا
رغم أن العالم حديث العهد بمواقع التواصل الاجتماعى والتى لم تكمل عقدين من الزمان.. إلا أنه لا تفوت لحظة دون أن يزداد التعلق بها وتنتقل العدوى بين مستخدمى هذه المواقع ليزدادوا يوما بعد يوم.. حتى أن مستخدمى الفيس بوك وحدهم وصل لأكثر من ٣٫٥ مليار شخص حول العالم.. هذا بالإضافة إلى ما يرتبط به من تطبيقات الواتس آب وانستجرام. المهم العالم كله أصبح افتراضياً.. البعض يحقق مكاسب طائلة والبعض يصاب بكوارث. ورغم ذلك فإن الكوارث لم تستطع أن تجعل الناس تتوقف عن التعلق بها ولا حتى قللت من حجم المكاسب المادية الطائلة التى تتحقق من جرائها.
مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت تسوق العالم فى اتجاه إجبارى يجعله لا يستطيع التخلى عنها.. بل تهدم فى طريقها كل أدوات التواصل التقليدى.. وأصبحت الشبكة العنكبوتية تحكم العالم بقوانينها وقواعدها وضوابطها فى كافة أشكالها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وحتى التعليمية.. بل إنها ساعدت فى إنجاح الحياة الاقتصادية والتعليمية فى ظل كوارث عديدة أبرزها فيروس كورونا الذى جعل العالم يتجه لفكرة التعليم عن بعد والاجتماعات عن بعد وكل حياتنا أصبحت عن بعد.. كل أعمال البنوك والوزارات حتى أبسط الأعمال لا تستغنى عن الترويج عبر شبكة الإنترنت.. وأصبح الجميع يتسابق للحاق بالتكنولوجيا.. وأصبح حاملو الشهادات فى هذا المجال هم المطلوبين فى سوق العمل.. كل شىء يتم عبر شبكة الإنترنت.. فلا حياة بدونه.. ولا نستطيع الاستغناء عنه.. وأصبح من يتخلف عن اللحاق به أو حتى ترمش عينه عنه برهة من الزمن متخلفاً.. أصبح السلاح والغاية لكل الفئات والطوائف.. فهو لا يفرق بين أحد على مستوى العالم.
وفجأة يتعطل الفيس بوك والواتس وكأن قلب العالم توقف فى هذه اللحظة وأصبح يحتاج لصدمة كهربائية لإنعاشه.. ورغم ذلك لم يتصور أحد أنه لن يعود للعمل والنبض من جديد.. الكل يثق فى عودته وسط رسائل الطمأنة من العاملين عليه بأنه سيعود حتما وأن خطأ ما وراء هذا العطل.. وتأويلات باختراق أمنى أو قرصنة هى من تسببت فى هذا العطل. وأيا كان السبب سواء حقيقياً أم أنه بالون اختبار للضغط على المستخدمين حول العالم.. فنحن أمام فرصة وجرس إنذار يجعلنا نتوقف ونرصد ونحلل ماذا لو توقفت الشبكة العنكبوتية وما يلحقها من تطبيقات؟! هل العاملون على هذه الشبكة يختبرون قدرتهم ومدى تحكمهم فى الدول والضغط عليها من خلال مستخدميها؟!.. كل شىء وارد.. وعلى الرغم أن العالم يتجه للمدن الذكية ويعتبرها رمزا للتفوق التكنولوجى والتقدم.. ولكن هل القائمون عليها يسمحون لغيرهم بالحصول على شفرة هذه المدن أم سيكون لوجود هذه المدن سقفا معينا لا يسمح بتجاوزه.. تذهب معه لضرورة وجود أنظمة حماية تجعلنا قادرين على مواجهة التحكم الخارجى.. هذا التحكم الذى قد ينتج عنه كوارث لا تقل عن الكوارث الطبيعية التى تقضى على دول ومدن بأكملها.. وهل العالم وقع فى فخ الإتجاه نحو الرقمنة للتحكم فى اقتصادياته والقضاء عليها فى أى وقت؟!.. وهل أنا متشائم بدرجة كبيرة؟
المهم أن العالم تغير بدخول الإنترنت ويتوقف عن التنفس بتوقفه.. وقد يتغير لأشكال أخرى غير متصورة.. خاصة بعدما تسربت معلومات تؤكد تعمد بث خطابات الكراهية وعدم حماية المراهقين والأطفال من إدارة الفيس بوك!.. المؤكد أن العالم يتغير ويتغير.. وأصبحنا بصدد حروب لا ترتبط بالمدفع والدبابة.. حروب قد تصل إلى الإبادة الجماعية.. علينا التفكير السريع فى بدائل حال غياب هذه الشبكة وما تحويه من مواقع التواصل الاجتماعى.
تونس والمرحلة الانتقالية
هل دخلت الأحوال فى تونس فى حلقة مفرغة من المظاهرات المضادة لقرارات الرئيس قيس سعيد وأخرى مؤيدة له؟!.. وسط ضغوط من الولايات المتحدة لإعلان خارطة طريق تقضى على ضبابية المرحلة الانتقالية. وهل ما حدث جعل الأحزاب المناوئة لقيس سعيد وبالتحديد حزب النهضة تستجمع قواها لتخرج للشارع مرة أخرى فى مظاهرات تخرج عن السلمية تتهم قيس سعيد بالانقلاب على الدستور وسط تأخر فى إعلان التشكيل النهائى للحكومة.. مما ينذر باشتعال الموقف فى البلاد وسط تدهور للأحوال الاقتصادية ومطالبات من المرزوقى بتدخل فرنسا لحسم الأوضاع فى تونس وهو ما رفضه قيس سعيد بشدة.. وعلى الرغم من النصر الدستورى الذى حققه الرئيس قيس سعيد فى يوليو الماضى بالقضاء على رموز الإخوان واستعداده لإصدار قرارات اقتصادية جديدة لا تقل فى عمقها وصداها عن التغيرات السياسية التى حررت البلاد من قبضة حركة النهضة الإخوانية.. إلا أن تونس عادت للاشتعال مرة أخرى.
وفى تصورى أن الإخوان استجمعوا قواهم مما ينذر باضطرابات وتظاهرات واحتكاكات مع الأمن خلال الأيام القادمة.. مما يستوجب على الرئيس قيس سعيد أن يسرع فى رسم ملامح وشكل المرحلة الانتقالية وإرساء الإصلاحات السياسية التى عزم الإعلان عنها بالحوار الوطنى.. وسرعة إرساء القانون الانتخابى الجديد وتعديل الدستور وتغيير النظام من شبه برلمانى إلى رئاسى كما أعلن وزير خارجيته. وكما وعد الرئيس قيس سعيد لأن عنصرالوقت هو الحاسم فى هذا الأمر، وذلك قبل أن تتحول البلاد إلى ساحة حرب أهلية.. فالرئيس قيس سعيد وعد بأن الإصلاحات السياسية المنتظرة ستؤسس لنظام ديمقراطى حقيقى يكون فيه الشعب بالفعل هو صاحب السيادة ومصدر السلطات.. وتؤسس لدولة القانون وصون الحقوق والحريات والكرامة.. كما يجب الإسراع فى إصدار قانون الانتخابات للوصول لانتخابات مبكرة على أساس رؤية سياسية جديدة تنهى عهد الإخوان فى تونس.. وتصلح ما أفسده الإخوان من تفكك للدولة.
كل الأمنيات لتونس الشقيقة أن تتجاوز هذه المرحلة سريعاً وتلحق بمصر فى الاستقرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة