السياحة المصرية تمر بأزمة حقيقية.. ندركها جميعا ونشعر بحدتها جميعا.. ولكن يكتوي بنارها كل من يعمل فيها ويحصل منها علي قوته ولقمة عيشه وأسرته.. وكل من وضع فيها أمواله ومدخراته أو استدان من البنوك وتراكمت التزاماته.. هؤلاء بالتأكيد يمرون بأزمة طاحنة تقترب من خراب البيوت.. أو هي كذلك فعلا.
ومنذ حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء.. والأزمة تزداد حدة.. والفنادق تعاني وتغلق أبوابها.. وبيوت العاملين بالسياحة تئن من وطأة الحياة. وعلي الرغم من محاولات الدولة حث الدول المصدرة للسياح إلي مصر - وأهمها روسيا صاحبة الدور الرئيسي في المشهد والدول الأخري التي سارت علي دربها بعد الحادث - علي أن تعيد حركة السياحة إلي طبيعتها الأولي.. إلا أن الصورة مازالت تسبب قلقا للدولة والعاملين بالسياحة والمعتمدين عليها في حياتهم.
ومنذ شهر واحد تقريبا.. نظمت الدولة حملة «هذه مصر، وهي حملة تسويقية جماهيرية متكاملة تسعي لإعادة رسم صورة إيجابية لمصر في العالم، وتشجيع السائحين علي التفكير في مصر كوجهة سياحية. وقد بدأ هاشتاج #thisisegypt في الأصل كمبادرة شعبية طورها الشباب المصري وتبنتها هيئة تنشيط السياحة المصرية لتشجيع المصريين للقيام بدور فعال في تنشيط السياحة، ولتغيير نظرة العالم لمصر من خلال عرض صور حقيقية وأصلية لمصر في كافة أنحاء العالم. وتلقي الحملة الضوء علي الوجهات السياحية في مصر مقسمة إلي أربع مناطق جغرافية، وهي وادي النيل، وريفييرا البحر الأحمر، والبحر المتوسط، والصحراء الغربية.
انطلقت الحملة الداخلية في 10 ديسمبر الماضي في القاهرة، وحضرها أكثر من 120 ممثلاً للإعلام المحلي والإقليمي. وبالإضافة إلي ذلك، حضر حوالي 150 من الشباب المؤثرين علي شبكات التواصل الاجتماعي ولعبوا دوراً بارزاً في مساعدة الحملة علي تحقيق الانتشار الإعلامي وبدون أية تكلفة مادية.
وحققت الحملة النتائج الرقمية التالية: إنستجرام: ٤٨٫٠١٣ رسالة، 1% فقط منها رسائل سلبية. يوتيوب: 653٫562 منظراً تشمل 6٫792 تعليقاً إيجابياً، وفقط 611 تعليقاً سلبياً. وتويتر: 22٫359 رسالة من داخل مصر، منها 3% فقط سلبية، و46٫072 رسالة علي مستوي العالم، منها 4% فقط سلبية.
وانطلقت الحملة العربية في 19 ديسمبر 2015 في جدة، بالمملكة العربية السعودية. استهدفت الحملة العرب من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط؛ حيث استغلت الحملة قوة الإعلام الرقمي في منطقة تلعب فيها وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك دوراً ملحوظاً في حياة 88 % من مستخدمي الإنترنت يومياً. ومنذ انطلاقها، حققت الحملة النتائج الرقمية التالية: يوتيوب: 685،432 منظراً تشمل 378 تعليقاً إيجابياً، وفقط 20 تعليقاً سلبياً. تويتر: 15،294 رسالة، منها 7 % فقط سلبية. إنستجرام: 271 رسالة، من بينها 1% فقط رسائل سلبية.
و دوليا.. ستطلق هيئة تنشيط السياحة المصرية حملة «هذه هي مصر» في أهم وأكبر أسواقها في أوائل فبراير المقبل وذلك بالإضافة إلي التجارب التي تم إحياؤها في الفعاليات التجارية السياحية في مدريد، وإسبانيا، والمعرض التجاري في ميلانو بإيطاليا والمقرر عقده في أوائل شهر فبراير.
وقد أُطلقت هذه الحملة بالتزامن مع جهود مصر المتواصلة لتعزيز إجراءات الأمن والسلامة لضمان راحة وسلامة السائحين. وقد استعانت الحكومة مؤخراً بشركة عالمية رائدة في مجال تقييم المخاطر وتعزيز الأمن، وذلك لتقييم إجراءات الأمن في المطارات في مصر بهدف تحسين إجراءات الأمن الخاصة بالملاحة الجوية. وبالإضافة إلي ذلك، استحدثت مصر مؤخراً سلسلة من إجراءات الأمن الجديدة والتي من شأنها تشديد التدابير الأمنية في أهم المنتجعات السياحية، والتي تشمل إضافة كاميرات المراقبة، وزيادة أعداد مسئولي الأمن، واستخدام الأجهزة الحديثة.
نجاح تلك الحملة يعني أننا علي الطريق الصحيح.. وأن الدولة تعرف حدود الأزمة وتقدر حجمها وتعمل علي تجاوزها.. وهذا ما يجعلنا متفائلين بعبورها وعودة السياحة كسابق عهدها.. هذه هي مصر.