لو كنت مكان هذا الرجل لأعلنت هذا الخبر قبل بدء تنفيذه بعام كامل علي الأقل حتي يترك الفرصة لكل من طلب الاحتفال به وتكريمه بما يليق بما قدمه من نجاح غير مسبوق في الإدارة، نجاح حقيقي يصلح للتدريس في المدارس والجامعات تحت عنوان: كيف تكون مديرا ناجحا.. أتحدث عن هشام فهمي المدير التنفيذي للغرفة التجارية الأمريكية ، ذلك الفارس الذي قرر مؤخرا أن يترجل وهو في قمة عطائه ونجاحه في قرار فاجأ وأذهل الجميع ليسافر إلي بلاد العم سام ليستمتع بوقته مع الابنة الغالية أمينة والحفيد الأغلي ياسين بعد أن تولي إدارة الغرفة 20 عاما تعاقب عليه خلالها 7 رؤساء و16 مجلس إدارة عقب ادارته لعدة منظمات منها المركز المصري للدراسات الاقتصادية.
لم أخبر هشام فهمي بنيتي للكتابة عنه وهو يستعد للسفر خشية من أن يطلب مني كعادته ألا أشير من قريب أو من بعيد لمجهوده الكبير في إدارة الغرفة والتي كان لعلاقات هشام فهمي وشعبيته الكبيرة وسط رجال الأعمال دور بارز في نجاحها، حتي في الرحلة السنوية للولايات المتحدة الأمريكية والتي اشتهرت ببعثة طرق الأبواب كان هشام يطلب مني ومن زملائي الكتاب والصحفيين المرافقين للبعثة ألا نشير لدوره المتميز في نجاح هذه البعثات بعد أن أصبح اسما مميزا في أوساط الكونجرس الأمريكي ورجال الإدارة والسلك الدبلوماسي الذين كان سماع اسم هشام فهمي كفيلا بتذليل أي صعوبات قد تواجه البعثة سواء في المواعيد التي يطلبها أعضاء الغرفة للقاء رجال الكونجرس لشرح حقيقة الأوضاع في مصر أو في المؤتمرات التي جعلت اسم مصر يتردد في «وول ستريت» أهم شارع مال في العالم حيث يستخدم هشام فهمي علاقاته في تنظيم عدة مؤتمرات للترويج للمشروعات المصرية.
كان يحلو لي متابعته في طقوسه حيث يبدأ المؤتمر بمداعبة الحضور خاصة السيدات مطالبا بإغلاق الموبايلات أو الاحتفاظ بها علي الوضع صامتا ثم يستعرض نشاط الغرفة ويشكر الرعاة قبل أن يدعو رئيس الغرفة لتقديم ضيف اللقاء من الشخصيات المهمة التي تستضيفها الغرفة، بعد ذلك يختار هشام أحد أركان القاعة ليقف زنهار يتجول بنظرات مثل الصقر بين جميع أركان القاعة ليتأكد أن كل شيء تمام ويظل عقب انتهاء اللقاء ليحيي جميع الضيوف حيث يكون آخر من يغادر مكان المؤتمر بعد أن يطمئن علي الكل قبل أن يشكر فريق عمله بالغرفة برئاسة الدينامو سليفيا منسي.
هشام فهمي هو ابن اللواء عبد العظيم فهمي وزير الداخلية الأسبق والسيدة الجليلة عطيات محمود عطية رحمهما الله أما السيدة العظيمة التي تقف وراءه فهي زوجته هبة الله حسين سعيد وكلما التقيت به داعبته قائلا: نفسي أتعلم منك فيضحك قائلا: بيتهيألي صعب يا صعيدي وعندما أخبره بحيرتي في فهم أسباب نجاحه كان يقول في إيجاز: اخلص في عملك تنجح، ولم يكن إخلاصه إلا نموذجا فريدا في القدرة علي اتخاذ القرار، لا يعرف في الحق لومة لائم ويفصل تماما بين دوره في إدارة الغرفة وبين كونه صديقا حميما للجميع، حاسما لدرجة أن أصدقاءه حتي الأمريكيين منهم أطلقوا عليه لقب «هولاكو» لقوة شخصيته.
شكرا لهشام فهمي وقلبي عند تامر النجار الذي خلفه في موقعه حيث أمامه مهمة صعبة زاد من صعوبتها تجربة هشام فهمي وأدعو له بالتوفيق وأدعو لهشام بالسعادة وكلي ثقة أن استمرار وجود ابنه عمرو بالقاهرة يضمن لنا أن نراه كل فترة وأخري وأبتهل لله عز وجل كما رزقني بنفس اسمه أن يرزقني بنفس إخلاصه لعمله ووطنه وبنفس الحب الذي أحبه له كل من عرفه آمين آمين.