أحمد الجمَّال
كلمة السر
برامج للسعادة أم البكاء؟!
الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021 - 09:52 ص
أحمد الجمَّال
Email: [email protected]
على مدار سنوات طويلة منذ جرى إطلاقه عام 1960 وحتى حقبة التسعينيات من القرن الماضي، ظل التلفزيون المصرى يمثل المتعة الكبيرة لغالبية المصريين، نظراً لتميّز أفكار البرامج التى كانت تظهر على الشاشة الفضية ويلتف حولها كل أفراد الأسرة.
كان هناك العديد من البرامج المميزة، التى لا تزال حاضرة فى وجدان المشاهدين، فلا أحد ينسى نادى السينما ونافذة على العالم وااخترنا لك وأوسكار واعالم الحيوانب واالعلم والإيمان واخلف الأسوار وأمسية ثقافية وعروستى، وغيرها برامج كثيرة كان يجرى إعدادها باحترافية، ويقدمها مذيعون يتمتعون بـا الكاريزما والثقافة والعلم.
أنظر إلى الماضي، فينتابنى حنين كبير إلى شاشة زمان، وما كانت تحمله من فكر وإفادة للكبار والصغار، وأقارن الأمس باليوم، فترجح كفة الأمس، ويكفى أننا الآن حين نقول إن برنامجاً معيناً حقّق نسبة مشاهدة عالية، فإننا نكتشف على الفور أنه يقتات على نجاحات سابقة.
ورغم روعة النوستالجيا، وحكايات الماضى الجميل، فإننى لا أحبذ الغرق فيها، بقدر ما أتطلع لأرى جديداً مبهراً مثلما كانت الحال قديماً، إذ لا يصح مطلقاً أن تظل عقولنا مقيدة بسلسلة طرفها الأول فى رؤوسنا والثانى فى الماضي، من دون أن نبحث عن جديد يتناسب وروح عصرنا الراهن، ويواكب حداثة الزمن.
لا مانع أن نستلهم برامج الزمن الجميل، ونعيد إحياءها من منطلق أن أفكارها كانت حديثة فى وقتها، وأن ننسج من وحيها ما يتماشى مع تطوُّر حياتنا اليوم، وألا نرتكن إلى ماضٍ تجاوزه الزمن، أو نكتفى بأن يكون هذا هو اللون البارز على شاشاتنا، فما نراه فى بعض برامج اليوم ــ وإن كانت ممتعة ــ أشبه بالبكاء على الماضي.
إن أردت أن تكون اصانعاً للسعادةب يجب أن تلامس الواقع وألا تكتفى بـاالبكاءب.