أحمد جمال
معاً نفكر
الديوان والميدان
الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021 - 09:55 ص
أحمد جمال
تجاءت انطلاقة العام الدراسى الجديد مخيبة لآمال أولياء الأمور والطلاب الذين انتظروا عودة الدراسة التى توقفت طويلاً، بعد أن غاب التنظيم الجيد عن المشهد وبدت مشكلات الكثافات وغياب الجاهزية الكاملة للمدارس استعداداً لبدء عام دراسى حضورى ومنتظم مسيطرة على مجمل الأوضاع وهو ما ترتب عليه صعوبة تنفيذ الإجراءات الاحترازية التى وضعتها وزارة التربية والتعليم للحد من انتشار فيروس كورونا.
سيطرت حالة من الارتباك على إدارات المدارس والمديريات والإدارات التعليمية مع انطلاق اليوم الأول، لأنه – وكما حذرنا سابقًا- لم يجر وضع خطط واضحة للتعامل مع توافد أكثر من 23 مليون طالب على ما يقرب من 60 ألف مدرسة حكومية وخاصة ودولية، وسارعت وزارة التربية والتعليم بتفنيد الوقائع واحدة تلو الأخرى وأكدت اتخاذ إجراءات عقابية بحق أى مخطئ.
إذا قمنا بتحليل أسباب الأزمات التى وقعت فى أول يوم دراسى فإننا سنجد أنها ناتجة بالأساس عن حالة الانفصال الواضحة بين اديوانب وزارة التربية والتعليم الذى تصدر منه القرارات الخاصة بتنظيم العملية التعليمية وبميدانب المدارس التى تطبق فيها تلك القرارات، وبالتالى فإن تعليمات الوزارة بشأن تنظيم اليوم الدراسى والتعامل مع أزمة الكثافات لم تجد لها سبيلاً للتنفيذ على أرض الواقع.
إصرار وزارة التربية والتعليم على أن يكون العام الدراسى منتظمًا وحضوريًا دون تقسيم كان من الممكن أن يكون إيجابيًا فى حال كان لدينا ضعف هذه الأعداد من الفصول والمدارس بما يسمح بجلوس طالب واحد فقط على المقعد، وفى حال كان لدينا أعداد إضافية من المعلمين يمكن توزيعهم على الفصول.
تلدى قناعة راسخة بأنه لن يكون هناك تطوير حقيقى للتعليم طالما ظل الانفصال مستمرا بين االديوانب وبالميدانب وطالما اتجهنا نحو تطوير أساليب المناهج والتقويم من دون أن يكون لدينا دراسات وافية حول إمكانية نجاحها واستفادة الطلاب منها.