محمد‭ ‬ياسين
محمد‭ ‬ياسين


رؤيــة

رسالة للدكتور طارق

آخر ساعة

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021 - 09:58 ص

محمد‭ ‬ياسين

Email‭: ‬[email protected]

 

لا‭ ‬أعرف‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬مقولة‭ ‬أن‭ ‬الطفل‭ ‬فى‭ ‬الصغر‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬عجينة‭ ‬لينة،‭ ‬يتم‭ ‬تشكيلها‭ ‬بالطريقة‭ ‬التى‭ ‬يريدها‭ ‬الوالدان،‭ ‬بالطبع‭ ‬هى‭ ‬مقولة‭ ‬خاطئة،‭ ‬لأن‭ ‬لكل‭ ‬إنسان‭ ‬شخصيته‭ ‬المستقلة،‭ ‬التى‭ ‬يساهم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬فى‭ ‬تشكيلها،‭ ‬فكل‭ ‬أب‭ ‬وأم‭ ‬مهتمون‭ ‬بتعليم‭ ‬أبنائهم،‭ ‬وكل‭ ‬له‭ ‬طموحه‭ ‬فى‭ ‬التفوق‭ ‬الدراسى‭ ‬والعلمى،‭ ‬ومع‭ ‬انتهاء‭ ‬إجازة‭ ‬آخر‭ ‬العام‭ ‬وبداية‭ ‬عام‭ ‬دراسى‭ ‬جديد،‭ ‬نسعى‭ ‬لتنمية‭ ‬مدارك‭ ‬أطفالنا‭ ‬العلمية،‭ ‬ليتفوقوا‭ ‬دراسيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬الدرجات،‭ ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬كتبت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأسبوعين‭ ‬الماضيين‭ ‬عن‭ ‬بناء‭ ‬الطفل،‭ ‬رياضيا،‭ ‬ونفسيا،‭ ‬فلا‭ ‬نغفل‭ ‬بناء‭ ‬عقله،‭ ‬وتفتح‭ ‬مداركه،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترك‭ ‬مساحة‭ ‬للنقد،‭ ‬فالتفكير‭ ‬النقدى‭ ‬هو‭ ‬أرقى‭ ‬أنواع‭ ‬التفكير،‭ ‬لأنه‭ ‬يتطلب‭ ‬معرفة‭ ‬بالموضوع‭ ‬الذى‭ ‬نفكر‭ ‬فيه،‭ ‬وتحتاج‭ ‬تخيلا‭ ‬جيدا‭ ‬لعناصره،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الوعى‭ ‬بالمبادئ‭ ‬والمعايير‭. ‬

ولا‭ ‬أعنى‭ ‬هنا‭ ‬النقد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شىء،‭ ‬وأى‭ ‬شيء،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إثبات‭ ‬الذات‭ ‬أو‭ ‬الإحساس‭ ‬بالوجود،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬أقصده‭ ‬هو‭ ‬النقد‭ ‬البناء،‭ ‬الذى‭ ‬يكون‭ ‬نتيجة‭ ‬مشاركة‭ ‬أبنائنا‭ ‬فى‭ ‬الحوارات‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬ومناقشة‭ ‬الآثار‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬مع‭ ‬الطفل،‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬فى‭ ‬تراكم‭ ‬الخبرات‭ ‬لديه‭.‬

وأهمس‭ ‬فى‭ ‬أذن‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬الدكتور‭ ‬طارق‭ ‬شوقى‭ ‬بإضافة‭ ‬مادة‭ ‬لتعليم‭ ‬أسس‭ ‬التفكير‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية،‭ ‬ليتم‭ ‬تطويرها‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬إلى‭ ‬مادة‭ ‬نقد‭ ‬ليتعلم‭ ‬الطالب‭ ‬بناء‭ ‬نقد‭ ‬موضوعى‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬علمية‭ ‬سليمة،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إثبات‭ ‬حضور،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تغيير‭ ‬واقع‭.‬

نحن‭ ‬نريد‭ ‬أبناءنا‭ ‬نقادا،‭ ‬لا‭ ‬منقادين‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لهم‭ ‬رأى،‭  ‬ولا‭ ‬تحليل‭ ‬ثابت‭ ‬لمضمون‭ ‬أى‭ ‬قضية‭ ‬تناقش‭ ‬أو‭ ‬تثار‭ ‬أمامهم‭.‬

ومخطئ‭ ‬من‭ ‬يظن‭ ‬أن‭ ‬تدريس‭ ‬التفكير‭ ‬ليس‭ ‬ممكنا‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬فترات‭ ‬متقدمة‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الطفل،‭ ‬وإنما‭ ‬أسس‭ ‬التفكير‭ ‬يجب‭ ‬ترسيخها‭ ‬مبكرا‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬الطفل‭ ‬حتى‭ ‬تدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬التفتح‭ ‬الذهنى‭ ‬والوعى‭ ‬بذاتهم‭ ‬ومن‭ ‬حولهم‭.‬

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة