لم يكن مجرد يوم عادي في تاريخ مصر الحديثة.. يوم ٢٥ يناير ٢٠١١ سيظل محفورا في وجدان الشعب والتاريخ.. يوم أثبت الشعب ان بإمكانه أن يثور في وجه الظلم والفساد وانه قادر علي ان يختار وان تكون إرادته هي الأعلي.
٥ سنوات كاملة مرت علي ثورة يناير كانت كلها حركة واحداث لم تتوقف حتي بدأنا اخيراً في التقاط أنفاسنا والتفكير في كيف نصنع المستقبل وكيف تتحول شعارات الثورة في العيش والحريّة والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية إلي قوانين تقود حياتنا وحركتنا نحو المستقبل.
تعرضت الثورة للخطر الأكبر عندما قفز عليها الاخوان مستغلين غياب قيادة واحدة متوحدة للشباب إللي فتح في جناين مصر.. لكن الشعب عاد ليستكمل حركة التاريخ في ثورته العظيمة الثانية يوم ٣٠ يونيو عندما نجحت الملايين في إزاحة لصوص الثورات واستعادة زمام القيادة من جديد.. والحقيقة انه في الثورتين كانت القوات المسلحة حاضرة وبقوة في المشهد.. منحازة دوما لارادة الشعب ومؤيدة لخياراته وقراراته.. كانت وما زالت عمود الخيمة الذي يحمي الوطن وارادة الشعب وسط عواصف عاتية تهب من كل ناحية علي مصر وكل الدول العربية.
يوم ٢٥ يناير لم أكن في الشارع او العمل كنت مع أهلي في منزل زوجتي أتقدم طالبا يدها ونقرأ الفاتحة.. ويبدو انها كانت فاتحة الخير علي مصر كلها وليس علي وحدي.. فلم يمر بعدها سوي ١٨ يوما الا وكان الشعب قد فرض ارادته وأزاح الحرامي واولاده الحرامية من الحكم واسترد كرامته ودولته من قلب الخوف والتخويف.
سقط شهداء من زهرة شباب مصر.. دفعوا أرواحهم ثمنا لحرية الشعب وكرامته.. كما سقط لصوص وإرهابيون امام السجون وأقسام الشرطة وهم يقتحمونها.. هرب لصوص ووزراء عصر مبارك او دخلوا معه السجون وللاسف ما زالوا هاربين او ما زالت قضاياهم لم يصدر فيها احكام باتة إلا في أقل القليل.
مرت سنوات خمس والحقيقة المؤكدة أن مصر تغيرت ورغم بطء الحركة إلي الامام بسبب سنوات الفساد والتجريف السابقة لكنها من المؤكد قادرة وستنطلق إلي الامام فعجلة التاريخ لا تعود للوراء وأيام ما قبل يناير لن تعود.
جميعنا نجيد الكلام لكن الحقيقة ان شعارات الثورتين لن تتحول إلي سَنَن حياة الا بالعمل.. شعب مصر يستحق العيش والحريّة والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.
>> محكمة :
يختلف البعض حول ثورة يناير.. ينتقدها البعض ويهاجمها البعض وقلة يلصقون بها كل نقيصة.. والحقيقة أن الثورة مثل اي عمل بشري ليست فوق النقد ومن حق من يريد أن يختلف معها كما يشاء.. والحقيقة أن من صنع يناير هم شباب عشقوا وطنهم حتي النخاع.. فتحية للشباب الطاهر وتحية لكل من قدم روحه ووقته وجهده وعرقه لخدمة هذا الوطن ومستقبل هذا الشعب.