خاطر عبادة
خاطر عبادة


نور لا ينطفيء على مر العصور

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021 - 03:27 م

عرف الناس الإسلام كأول دولة حديثة علمية حضارية قائمة على الأخلاق والعدل والقوانين وحقوق الإنسان والمساواة ويتحقق لها النصر المبين والنور التام حتى اتسعت حدود الدولة الإسلامية فى فترة وجيزة لكل القارات وغالبية سكان العالم 

قبلها كانت الإنسانية قد ضلت طريقها للنور، ولم يكتمل معنى الفضيلة بعد، و حارت القلوب، وحنت الفطرة لإعادة اكتشاف أصل نشأتها وتكوينها، نور تهتدى به فى ظلمات الحياة، وطبيعة تنسجم مع مكوناتها وأسرار خلقها فى أحسن تقويم وأتم تكريم ..وروح تسمو بها إلى السماء، والسلوك الإنسانى بحاجة إلى دليل و تهذيب وتقويم.. والمعانى الجميلة و مكارم الأخلاق بحاجة إلى اكتشاف.. و لم يخلق الله هذا الكون عبثا.. ولن يترك هذا الدين هباء تتحكم فيه الأهواء كيفما تشاء..

التوحيد هو الأصل عند الشعوب، لكن كان الناس أسرى لحكم المادة و الإمبراطوريات المستبدة والملوك الشداد وعادات الجاهلية والفساد.. ينتظر أتباع الديانات السماوية حتى يبعث الله الرسل والأنبياء لتخليصهم، أما عبدة الأصنام و غيرهم يعتقدون أن الديانات أساطير الأولين وانتهت.


فتنزلت فطرة السماء على هذا النبى الأمى الأمين.. نزلت بالهداية التامة والشفاء لما فى الصدور.. جاءت لإنقاذ عالم غارق يتساوى في شقائه الحضر والقبائل، فلن يشفع العلم والتقدم فى إسعاد الإنسانية مالم يتوج بالعدل والأخلاق والمساواة.. ولن يغنى الكون كله عن إشباع الروح والنفس دون التوصل للحقيقة ومعرفة رب الناس.. ألا بذكر الله تطمئن القلوب

لم يكن ممكنا أن يستمر نهج الصراعات البدائية ويواصل العالم تخبطه فى طريق الجاهلية الأولى والصراعات من أجل المادة والطمع وتحكمه العادات والأساطير.. لم يكن للكون معنى ودليل .. فكان لابد أن يكون هناك إتمام لقصة خلق آدم وخير ختام للمرسلين..

بميلاد محمد- صلى الله عليه وسلم- لاحت أنوار كونية عظيمة وأشرقت الأنوار الإلهية محملة بالعلم ليتنزل على قلب خير الناس وسيد الأصفياء.. كأن الأرض تتنفس من جديد الحياة لاستقبال الفطرة السوية التى يكتمل بها معنى الوجود.. ونسائم الرحمة والعطور و إشراق النور ومعانى الجمال.. ونور لا محدود و علم لا تنقطع أسراره ولا يقتصر أثره على زمان مادام فينا كتاب الله وسنة المصطفى

محمد عليه الصلاة والسلام.. أرسله الله ليتم الدين ورحمة للعالمين.. كل الناس والمخلوقات.. بداية فجر جديد وسنة جديدة للبشرية، تمام العلم والحضارة الإنسانية، وفى نصر الدين وتمامه رحمة ليس للمسلمين فقط بل لكل الناس.. فأرسى الإسلام مباديء وسنن يهتدى بها القانون الدولى.. مثل حرية العقيدة والتعايش.. و منها قوانين الحرب.. وقوانين الأسرة وحقوق المرأة و المعاملات المالية .. وحماية البيئة وغيره 

جاء محمد بمنهاج الرحمة والتيسير، وكان بالمؤمنين رؤوف رحيم.. و ادخر دعائه لأمته ( يارب أمتى ).. فهى أول أمة تدخل الجنة.. كما دعا ربه بأن تكون نصف أهل الجنة.. فارضاه الله وزاده.. كرامة لرسول الله 
والرسل السابقون آمن معهم قليل.. ثم ينزل عقاب الله على الكافرين. . تلك سنة الأولين والله تعالى غنى عن العالمين.. و لولا انتصار الدين و تمامه. . لهلك غالبية البشر.. و ظل العاصى على عصيانه والجاهل على جهله.. ولم ينج إلا القليل.. لكن الله ينجى من يشاء.. بل تكفل الله بنصر الدين وحفظه ليتسع لحدود العالم بأسره وفى صدور المؤمنين.. 
 النبى الخاتم أعظم هدية للبشرية و إلا ظلت ناقصة تحركها الأطماع والغضب والشهوات و أسيرة لقوى الاستبداد والجهل والأساطير.. لكنه أرسى حضارة أنارت الزمان ولم يقتصر أثرها على بلاد الإسلام، لكن مبادئها الأساس لأى علم و بناء . 

محمد هو تجسيد النور والطهر فى صورة إنسان. . ليصبح الاقتداء به نور و زكاة للناس، الإسلام هو التجديد والحداثة فى كل العصور لأنه يخالف هوى النفس و اطماعها .. والنبى الخاتم قال (بعثت أنا والساعة كهاتين).. و أشار بالسبابة والوسطى

والإسلام دين السلام فطرة الله التى تسرى فى الطبيعة الإنسانية و مكوناتها و تنسجم مع الطبيعة الكونية و حب الخير.. فيكون إسلام المرء صحيحا حين يسلم نفسه لله ولإرادة الله فتكون مطمئنة توجهه لفعل الخير وإخلاص العبادة وتجنب الأذى.. و لا يتركها عرضة لنزغات الشيطان أو نزوات مادية وشهوانية فيقع أسيرا لاطماعه وغضبه وشهواته.. فيميل للأذى والظلم.. 

وتلك الأيام نداولها بين الناس.. مهما تبدل حال العالم و انهزمت القيم التى ناضل من أجلها الحقوقيون أمام أطماع بعض البشر.. لكن لن يعد العالم لسيرته البدائية مهما سار عكس الاتجاه.. فقد أرسى الإسلام قواعد ومباديء سار على دربها القانون الدولى وسنة جديدة للبشرية.. بدونها يحدث خللا، لكن يظل العلم والخير فى أمة محمد إلى يوم يبعثون.. لتكون قوة اعتدال و اتزان وضمير هذا العالم و مقياس لاستقامة الحياة.. فهى الأمة الوسط وشاهدة على الناس 

تتداول الأيام بين الناس، لكن تظل هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس لأنها تأمر بالخير والمعروف وتنبذ الشر و وتكره المنكر.. وتلتزم بحدود أمر الله بها فى مختلف التعاملات؛ فهى أمة سوية لا تنساق وراء الغرائز و الأهواء ولم تبدل الدين والأخلاق 

كما أن التاريخ شاهد على وفرة العلوم والآداب فى أمة الإسلام حتى فى أوقات الهزيمة وأزمنة الاستعمار، فحضارة الإسلام وعلوم الدين لم تتراجع حتى لو تراجعت قوة المسلمين فى زمن ما.
وهنا تبرز قوة الإسلام .. التماسك والترابط والصبر، فهى أمة تقوى وتشتد وتتحد بالهجوم عليها.. وأنه لو تعرضت أمة أخرى لشيء من المحن التى مرت بها أى دولة إسلامية لانهارت وانتشرت الجرائم بها بشكل كارثي وتفككت بدون جيوش، وما قامت لها قائمة أخرى.

لكن ظلمات بعد مجيء أحمد خير المرسلين.. و يأس الكفار من إطفاء نور الله وتكفل الله بإتمام الدين ونصره وحفظه إلى يوم الدين

سلام عليك يا خير الورى.. حبيب الله وعظيم القدر عند رب العالمين وصاحب الخلق العظيم

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة