أمريكا تجيد اللعب بكل الأوراق المتناقضة في وقت واحد، حتي تخرج بأفضل النتائج التي تتضح أمامها وتبدأ في التعامل معها.. قال أحد الأمريكيين: لاشك أن الله سينتقم منا، فإن ذبابة لو وقفت علي أنف يهودي، فقد تسخر أمريكا لها الصواريخ عابرة القارات. وفي خطاب أوباما الأخير لم يشر الي القضية الفلسطينية لا من قريب ولا من بعيد، ويتضمن الخطاب خطة شريرة لامتلاك أمريكا للعالم، أما بالنسبة لقضية الشرق الاوسط، فأمريكا ترفع يدها رويداً رويداً رغبة منها أن تترك كل دولة تتناحر مع نفسها، وهذا من أدوات الحرب للجيل الرابع لكي تركز علي «المسرح» منطقة المحيط الهادي والصين وبحر الصين، لكي تتزعم المنطقة والدول المتعاملة مع الصين.. كما تُعلي من شأن قوة اقليمية لثلاث دول «إسرائيل وتركيا وإيران» علي الطريق الدائم الخصومة للدول العربية، كما تحاول إعادة توزيع القوي النسبية للدول العربية وخاصة مصر والسعودية، فإن إيران لها علاقات جيدة مع أمريكا بعد سقوط الشاه ١٩٧٩، كما لها علاقات مع إسرائيل وتركيا.. أين رؤية مصر من هذا الصراع؟ لا يمكن حصر الدور المصري علي الأبعاد الأمنية العسكرية، بمعني آخر، علاقة مصر مع إسرائيل وإيران وتركيا ومن الذي يقود المنطقة؟ فأمريكا تريد إعادة توزيع الأدوار، بعد أن رفعت العقوبات عن إيران، وتركيا تبني قاعدة في قطر، وقطر لا صوت لها الآن، فالمسرح الإقليمي يُعد لدور إسرائيل الكبري والمنطقة خلال إقامة دولة إسرائيل الكبري وتظهر لها حدودها الدولية، هذا كله يُعد لإسرائيل، وفي نفس الوقت إيران وتركيا تقبلان بإسرائيل، وتبقي «التورتة» مصر والسعودية، فالمسرح الإقليمي يعد منذ ٤ سنوات لدور إسرائيلي أكبر في المنطقة، والعالم العربي في أضعف حالاته في الوقت الراهن وأصبح ملعباً للجميع، هل من اتحاد؟ يقول الله عز وجل: «واعتصموا بحبل الله جميعاً»