ما نوع العلاقة التي يمكن ان تربط بين «الونش» المسؤول عن جر السيارات المتسببة في إعاقة الطريق، وبين أي سايس يقف ليلقي برزالاته علي خلق الله لدفع الإتاوة؟
أتحرق فضولاً لمثول المستشار هشام جنينة - بشخصه- أمام مجلس النواب ليعرض وجهة نظره ويدافع عن نفسه وعن صحة تصريحاته، وليتلقي في المقابل أسئلة نواب الشعب ويجيب عليها وعلي تقرير اللجنة الرئاسية التي فندت تقريره ووسمت تصريحاته بالمغالطة المتعمدة وسوء المقصد والنية.
أقول بشخصه لأن ثمة «تخريجة» قانونية تفيد بإمكان حضور المستشار جنينة أو «من ينوب عنه» أمام النواب. هنا يدخل هواء ثقيل إلي غرفة المداولات الشعبية وتسود رياح كريهة من احتمالات التلاعب وممارسة الضغوط وحجب ما لايراد إثباته. بصراحة سيدخل الأمر نفقاً مظلماً يتيح للمتربصين من كلا الجانبين المؤيد والمعارض تمييع الحقيقة. فمن هذا الذي ينوب عن جنينة في المثول أمام النواب ومواجهتهم؟ ومن الذي سيختاره او يكلفه بالقيام بتلك المهمة نيابة عن رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات؟ هل سيختاره جنينه - نفسه - لينوب عنه ويكون درعاً يحميه من الطعنات التي قد توجه اليه او يجنبه إراقة ماء وجهه؟ أم أن جهة ما ستتكفل بتعيين من ينوب عن رئيس الجهاز في مواجهة نواب الشعب وتقرير الرئاسية ومن هي تلك الجهة؟ وساعتها كيف ستكون مهمة هذا القائم بالأعمال أو «الدوبلير»، هل مطلوب منه ذبح جنينة امام الشعب ومجاراة تقرير اللجنة الرئاسية تمهيداً لعزله، أم التحدث باسمه وعرض ما كان يفترض بجنينة أن يعرضه؟ وهنا لا أجد تفسيراً لما نقل عن وكلاء الجهاز المركزي للمحاسبات بعدم حضورهم الاجتماعات التي دعا لها رئيس الجهاز ومطالبتهم له بالاستقالة سوي انه من الصعب ان يقوم أحدهم بدور البديل عن جنينة في مواجهة الشعب، ولعل الكثيرين يتحينون الفرصة للتخلص منه وإخلاء المنصب.
لهذا أصر علي ان يمثل المستشار هشام جنينة بشخصه ولا أحد غيره، لكي يجلي الحقيقة، فليقف كالرجال ليتحمل مسؤوليته كاملة دون تهرب او تحايل، وإما أن يتمسك بموقفه ويدافع عن صحة ما توصل اليه مهما كانت النتائج، أو أن يعترف بخطئه ويحمل وزر نفسه حتي النهاية.
في المقابل مطلوب من نواب الشعب التحلي بالصبر والموضوعية والدقة دون تحامل علي الرجل ودون اتخاذ مواقف مسبقة منه جرياً وراء جوقة مهاجمته وتخوينه، والتمهيد للتخلص منه.
كتاب مهم
هذا الكتاب أهدانيه الزميل العزيز عزت القمحاوي رئيس قطاع الثقافة بدارنا الحبيبة «أخبار اليوم»الذي شهد القطاع في عهده طفرة نوعية من حيث تنوع العناوين وحسن اختيارها لتلبي ذائقة ثقافية مختلفة المشارب وشديدة التنوع والتباين. الكتاب بعنوان «جون كينيدي - الأصابع الإسرائيلية في لغز الاغتيال» لمؤلفه الدكتور إمام غريب. الكتاب يلقي الضوء علي ركن معتم من أركان العلاقات الخفية بين عمليات وجرائم الموساد الإسرائيلي منذ تكوينه والعديد من الجرائم السياسية الغامضة التي لم يكشف سترها حتي الآن. يكشف الدكتور إمام الدور الخفي لإسرائيل في اغتيال الرئيس الأمريكي الذي كان أول من أبدي استعداداً حقيقياً للاعتراف بالحقوق العربية وأول من طالب بإيجاد حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين. ويقدم المؤلف القرائن العلمية الدالة علي تورط الأصابع الإسرائيلية في اغتيال الرئيس الأكثر شعبية في أمريكا.وربما يلمح إلي ان اغتياله كان عقابا له من اسرائيل علي تقاربه من الرئيس عبد الناصر. الكتاب يقدم كماً معرفياً هائلاً ويعوض نقصاً في المكتبة العربية حول موضوعه.
سؤال لمرور الجيزة
والسؤال علي وجه التحديد والتخصيص موجه لمرور العجوزة، وهو ما نوع العلاقة التي يمكن ان تربط بين «الونش» المسؤول عن جر السيارات المتسببة في إعاقة الطريق، وبين أي سايس يقف ليلقي برزالاته علي خلق الله لدفع الإتاوة حتي يترك قائد السيارة يركن في سلام وفي مأمن من الونش الذي يمكن ان «يكلبش» سيارته أو يجرها بعيداً؟
السؤال علي إطلاقه يمكن ان يوجه إلي أي مسؤول في المرور في عموم القطر المصري.لكني أخص مرور العجوزة بسبب واقعة تعرضت لها في ميدان سفنكس حين كنت انتظر بسيارتي أمام أحد المحلات وظهر لي من تحت الأرض سايس يوجهني لطريقة الركن الصحيح. وحين رفضت الاستعانة به افهمني بطريقة تحذيرية ان الوقوف ممنوع في هذا المكان وأن الونش يأتي دائما لرفع السيارات. الطريف كان قوله أن سبب تواجده هو تحذير الناس من الونش! في لمح البصر ظهر الونش متخايلاً في هدوء وتوقف بجوار صاحبنا وبعد مصافحات وتسليمات ودعوة ركابه علي كوب الشاي الذي بيده أشار برأسه إلي سيارتي، وكأنه يحرضهم ضدي. تحرك الونش بجواري مع نظرات ثاقبة من ركابه وللحق لم يخاطبني أحد ربما لأني كنت آخرمن يقف في صف طويل من السيارات المركونة بدون قائدها بينما انا الوحيدة الباقية في سيارتها. تري أي نوع من المخالفات ينتظرني عند تجديد الرخصة؟