وفاة بعد وفاة وجنازة بعد جنازة.. اللهم ان كنت انا القادم فأحسن خاتمتي واغفر لي واعف عني وسخر من يدعو لي بعد موتي يارب..كانت هذه اخر كلمات سطرها النقيب الشهيد محمد فؤاد شحاتة من قوة قطاع الأمن المركزي مساء الاربعاء بصفحته علي «فيس بوك» قبل ساعات من اغتياله مع 4 من خيرة شباب مصر في الحادث الغادر الذي نفذه ارهابيون علي كمين الشرطة بميدان العتلاوي بالعريش.
كلمات الضابط الشهيد جسدت الواقع المؤلم الذي يعيشه ابناؤنا من رجال الشرطة الذين يضحون بحياتهم من اجل ان تعيش مصر في امن واستقرار..
اما الشهيد النقيب محمد عصام سرور فكانت اخر تدويناته «حين أتوفي لا تتركوني ولا تبكوا عليَّ.. تعلمون أني لا أحب الوحدة والظلام.. تحدثوا معي بالدعاء.. اجعلوا قبري نورا».
اما الشهيد النقيب محمد المحرزي فجاءت تدوينته «أنا اللي بلف من بحري للصعيد ومبتكرمش غير لما أموت شهيد أنا عايز حق الناس ولا أدوس علي حد ولا أداس ».
اما الشهيد الملازم أول محمد أبوغزالة، فكتب ينعي زميله النقيب محمد مجدي الذي استشهد قبله باسبوع قائلا : «الله يرحمك ويكتبك من الشهداء اللهم الحقنا به علي خير وأحسن إليه وأكتبه من الشهداء وأنزل برد السكينة علي أهله» وبعد ايام قليلة استجاب الله لدعائه ولحق بزميله.
كلمات تلقائية كتبوها قبيل رحيلهم وكأنهم كانوا يعلمون المصير المحتوم.. يخرج هؤلاء من منازلهم بعد ان يودعوا اطفالهم ولا يدري اي منهم ان كان سيعود اليهم مرة اخري او يحمل عريسا إلي جنة الخلد حيث النبيين والصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا لكن عيون الاهل والاصدقاء والزملاء لتدمع علي فراقهم لتقول « انا لمحزونون ».
قائمة الشهداء امتلات بخير اجناد الارض وزادت العمليات الارهابية مع اقتراب عيد الشرطة لتعكير الفرحة والرقم لا نريد له الزيادة رغم ان وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار وجميع رجال الشرطة يؤكدون انهم علي استعداد للشهادة من اجل مصر.. المئات دفعوا حياتهم من اجل الواجب حيث اكد اللواء سيد جاد الحق مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة الأمن العام انه منذ 30 يونيو وحتي الآن استشهد 512 من رجال الشرطة بينهم 114 ضابطا، و241 فرد شرطة، و5 موظفين مدنيين، و152 مجندا، بالإضافة إلي اصابة 8 آلاف و965 آخرين.. اعلم تماما ان كل رجال القوات المسلحة وفي القلب منهم رجال الشرطة مستعدون للتضحية بارواحهم من اجل الواجب حتي تعيش مصر في امن واستقرار..لكن ان يتم تنفيذ العمليات الارهابية ضد رجال الشرطة في الميادين والشوارع المكتظة بالمواطنين ويهرب الجناة حاملين اسلحتهم وسط الناس دون ان يعترضهم او يبلغ عنهم احد فهذه هي الكارثة بعينها.