داود الفرحان
داود الفرحان


يوميات الأخبار

سلاماً يا حماة الأمل والأمان

الأخبار

الأربعاء، 13 أكتوبر 2021 - 06:26 م

كان بوش مرعوباً إلى حد أنه أخفى خبر الزيارة عن زوجته وكبار مساعديه لآخر لحظة حتى لا يتسرب خبر الزيارة إلى المقاومة

 التجربة أكبر برهان. تعرضت قبل أيام إلى حادث مؤسف بعد أن فقدت حقيبتى اليدوية الصغيرة وفيها جواز سفرى العراقى وهاتفى الخلوى ومبلغ من المال ليس قليلاً.

لم أنتبه إلى فقدان الحقيبة إلا بعد وصولى إلى محطة مترو «الاستاد» فى مدينة نصر.

وقررت العودة فوراً إلى أحد المطاعم العربية غير المصرية فى مصر الجديدة كنت قد اشتريت منه بعض المستلزمات قبل نصف ساعة، وأودعت تلك المستلزمات لدى ضابط المحطة بعد أن شرحت له المشكلة، فسألنى أين ستذهب الآن فقلت له إننى عائد إلى المطعم للبحث عن الحقيبة. 


وراجعت مسيرتى بين أحد البنوك المصرية والسوق والمطعم، وكنت متأكداً أن الحقيبة كانت معى فى المطعم. استفسرت من المنتسبين فنفوا العثور على أى حقيبة، وقرر مسئول المطعم فوراً ومشكوراً مراجعة كاميرات المراقبة المثبتة فى عدة زوايا لكشف الحقيقة. 


وتبين أن الحقيبة كانت معى طوال وجودى فى المطعم وبعد خروجى منه. لكن حدث أمر مفاجئ وأنا أشاهد تسجيل الكاميرات، فقد استفسرت إحدى العاملات فى المطعم عن اسمى فأجبتها، فقالت إن ابنتى وبواب العمارة التى أسكنها يسألون عنى.

وأخذتُ الهاتف وسألت البواب عن سبب المكالمة، فقال لقد عثر العاملون فى محطة مترو «الأهرام» على الحقيبة وهى لدى مدير المحطة. غادرت المطعم فوراً إلى محطة المترو وقابلت مسئول الأمن فيها الذى قال إن اثنين من المنتسبين عثرا على الحقيبة عند شباك التذاكر وقد نادينا على اسمك الموجود فى جواز السفر للحضور فوراً واستلام الحقيبة. 


إلا أننى لم أسمع النداء لأنى كنت ركبت القطار فعلاً. ولحسن الحظ أن آخر مكالمة هاتفية أجريتها فى اليوم السابق كانت مع بواب العمارة.

وبالخبرة البوليسية بادر الأخ الضابط بالاتصال على رقم هاتف البواب كما ظهر فى هاتفى داخل الحقيبة المفقودة وطلب منه الاتصال بى للحضور إلى المحطة واستلام الحقيبة. لم أصدق ما سمعت بعد أن فقدت الأمل تماماً فى العثور على ما ضاع، خاصة فى المترو الذى يستخدمه يومياً أكثر من ثلاثة ملايين راكب. 


 وكان أكثر ما يهمنى فى الحقيبة هو جواز السفر الذى عانيت الويلات للحصول عليه بسبب الظروف السياسية فى العراق.


 ومن محطة «الأهرام» انتقلت إلى محطة «العباسية» لمقابلة المقدم رئيس مباحث المترو. ورحب بى الرجل وطلب منى التوقيع على محضر الاستلام بعد التأكد من محتويات الحقيبة.  


 أدركت مرة أخرى وأنا أستلم الحقيبة وأشرب الشاى فى مكتب الضابط المحترم أن مصر هى بلد الأمن والأمان وأن المسئولين فى الأجهزة المعنية قدوة حسنة للشعب المصرى ونموذجاً فريداً للإحساس بالمسئولية الملقاة على أكتافهم فى عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى قائد حملة إعادة بناء مصر، شعباً وعمراناً وحضارة. فشكراً لكل ضابط ومنتسب فى مترو القاهرة مفخرة الوطن العربى، وسلاماً يا مصر الأمل والأمان.


مؤتمر أربيل الصهيونى


 لا تصدقوا هذه الضجة الفارغة القائمة الآن فى العراق على قدم وساق لاستنكار عقد مؤتمر صهيونى فى أربيل بإقليم كردستان العراق. فهذه إسطوانة مشروخة للتطبيع مع إسرائيل، وهو الهدف الذى وضعه الرئيس الأمريكى الشرير جورج بوش الابن قبل شن حربه العدوانية على بلد ألف ليلة وليلة فى عام 2003.


 هذا هو الموجز وإليكم التفاصيل كما رواها أحد عرابى التطبيع مع إسرائيل إمتثال الآلوسى النائب السابق فى مجلس نواب النظام الحالى: «شهدت لندن عشية الحرب على العراق اجتماعاً للمعارضة العراقية السابقة، وهى الحاكمة اليوم، للإتفاق على تغيير النظام السابق. طلب منا الأمريكيون السفر بعد المؤتمر مباشرة إلى واشنطن لاستكمال المقررات في وزارة الخارجية الأمريكية.

ذهبنا فى الساعة التاسعة صباحاً إلى الوزارة ولم يكن فى انتظارنا أحد. وبعد أكثر من ساعتين حضرت أصغر موظفة فى وزارة الخارجية وقالت لنا: إذا أردتم أن نكمل مؤتمر لندن ونسقط الحكم فى بغداد فعليكم السفر بعد ساعتين إلى إسرائيل، ولكم الخيار بين الذهاب إلى هناك اليوم أو بقاء صدام حسين فى الحكم، وليست لنا أى علاقة به».

وأضاف الآلوسى: «ذهبنا إلى المطار وتدافعنا كلنا من الأفندية والمعممين من كل الطوائف والأديان وركبنا الطائرة التى نقلتنا إلى مطار بن جوريون، وبذلك الشرط الذى نفذناه وافق بوش على شن حربه على العراق بحجج كاذبة عن أسلحة الدمار الشامل التى لم يعثروا على أى أثر لها فى كل البلد».


 أما مؤتمر أربيل الذى عُقد قبل أيام برعاية الأكراد وحضره إسرائيليون فليس إلا استكمالاً لما تم الإتفاق عليه فى لندن وواشنطن وتل أبيب. دقى يا مزيكا.
الفساد لا يحارب بالمؤتمرات


 كنت أحدث حقوقياً عربياً مرجعياً كبيراً عن جدوى عقد مؤتمر عربى فى بغداد عن مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة والمهربة إلى الخارج، فقال بصراحة: «الفساد لا يُحارَب بالخطب والمؤتمرات والندوات، وإنما باتخاذ إجراءات فعلية وشجاعة من قمة الجبل إلى القاع، وبلا تردد لقطع دابر الفساد وإزالة «ثقافة الجهل» وأضاف: «أن الوقاية خير من العلاج، ومنع الفساد أوفر من صرف المليارات لاسترداد الأصول المنهوبة والمهربة، خاصة وأن الاسترداد مكلف جداً وبطيء التنفيذ لعدة سنوات».


 مشكلة العراق لا يحلها مؤتمر، خاصة وأن هناك ترددا فى التصدى لهذا الفساد بسبب الميليشيات الموالية لإيران. لقد كان أمراً مستغرباً أن يبدأ خطاب الافتتاح قبل إسبوعين بتوجيه اتهامات لا أساس لها بأن النظام العراقى السابق هَرّبَ إلى الخارج مليارات الدولارات. ويعرف الجميع أن العراق كان تحت الحصار الدولى منذ عام 1990 حتى 2003 وليست فى ميزانيته وخزائنه لا مليارات ولا ملايين الدولارات، وكل مبيعات النفط تمت من خلال برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء تحت إشراف الأمم المتحدة ورقابة الولايات المتحدة الأمريكية. فعن أى مليارات يتحدثون؟ 


ديك رومى مشوى


 بعد ستة أشهر من بدء الاحتلال الأمريكى للعراق فى عام 2003 قام الرئيس الأمريكى جورج بوش الابن بأول زيارة سرية إلى بغداد لرفع الروح المعنوية للجنود الأمريكيين الذين ألحقت بهم المقاومة العراقية خسائر فادحة لن ينسوها. 


 أمضى بوش 150 دقيقة فقط فى مطار بغداد الدولى، ونشرت الصحف العالمية صورته وهو يحمل «صينية» رز يتوسطها ديك رومى مشوى لمناسبة عيد الشكر.


 كان بوش مرعوباً إلى حد أنه أخفى خبر الزيارة عن زوجته وكبار مساعديه لآخر لحظة حتى لا يتسرب خبر الزيارة إلى المقاومة. وتسلل «السوبر مان» فى سيارة عادية من مزرعته فى تكساس إلى قاعدة أندروز الجوية.


 وفى زيارته الثانية إلى بغداد، وكانت علنية، تلقى فى مؤتمره الصحفى مع رئيس الوزراء الأسبق نورى المالكى فردتى حذاء منتظر الزيدى فى حدث شاهده العالم من خلال البث الفضائى المباشر. وقال الزيدى، وهو يرمى الفردتين، أنهما هدية من شعب العراق.


صراحة مبارك


 فى عام 2001 وافق الرئيس الراحل حسنى مبارك على استقبال رئيس اتحاد الصحفيين العرب الراحل إبراهيم نافع ونوابه والأمين العام للاتحاد والأمناء المساعدين، وأنا بينهم ممثلاً عن العراق قبل الاحتلال. وبعد أن رحب بنا مبارك جلس فا مقعده، وجاءه أحد المسئولين فى قصر «الاتحادية» ليبلغه بصوت خافت «أن كرافتته عوجة»، فرد عليه مبارك: «سيبها، هو فى حاجة عِدلة فى البلد؟» فضجت القاعة بالضحك. وبدأ الحديث رئيس الاتحاد إبراهيم نافع قائلاً: «عشرون عاماً من الإنجازات سيادة الرئيس»، فردّ عليه مبارك بصوت مسموع: «عشرون عاماً من النكد»! ولم يضحك أحد. 


 وبعد انتهاء الاجتماع وقفنا خارج القاعة لالتقاط صورة تذكارية. وشاهد مبارك ممثل نقابة الصحفيين الليبيين محمد بوسيفى فقال له: «سلملى على سيادة العقيد القذافى». فرد عليه النقابى الليبى ضاحكاً: «سيادة الرئيس إذا رأيته جنابك سلملى عليه. أنا حشوفو فين»؟


أمرنا الله بالستر


 أنظف دول العالم هى فنلندا أولاً والنرويج وكندا والسويد وسويسرا ونيوزيلندا وأستراليا والنمسا وآيسلندا والدانمرك.
 ولأن الله أمرنا بالستر فلن أنشر أسماء أقل الدول نظافة.


 وأكثر الدول كثافة للأفراد فى البيت الواحد هى العراق أولاً واليمن رابعاً والهند سادساً والبحرين سابعاً والسودان تاسعاً.
قرأت لك


مازلت أؤمن:


أن الإنسان لا يموت دفعة واحدة..
وإنما يموت بطريقة الأجزاء.
كلما رحل صديق مات جزء..
وكلما غادرنا حبيب مات جزء..
وكلما قُتل حلم من أحلامنا مات جزء..
فيأتى الموت الأكبر ليجد كل الأجزاء ميتة..
فيحملها ويرحل.
فانوس


 الشعب الذى ينتخب الفاسدين والإنتهازيين والمحتالين والخونة لا يُعتبر ضحية، بل شريكاً فى الجريمة.
الكاتب الإنجليزى جورج أورويل

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة