الأربعاء، 13 أكتوبر 2021 - 06:50 م

لا يوجد نص فى القانون يمنع الرجل من دخول المطبخ وقلى بيضتين عيون، وعمل ساندوتشين جبنة، وكوباية شاى بلبن، إلا أن الستات يتعاملن مع المطبخ على أنه منطقة عسكرية إياك تهوّب ناحيتها، أو تفكر فى استغلال أجهزتها السيادية (الثلاجة والبوتاجاز والميكرويف والخلاط) أو تمد يدك الآثمة إلى طبق أو ملعقة، إلا بإذنها وتحت حراستها المشددة.

فوران القهوة جريمة لا تغتفر، خبط كوباية فى أختها كارثة، أما إذا نسيت ووضعت شوكة بالخطأ فى حافظة الملاعق فسوف تواجه اتهاما مباشرا بقلب نظام الحكم فى مطبخها، ولو حدثت الطامة الكبرى وشاهدت «فرفوتة» على الأرض فعليك أن تواجه ثورتها المجيدة، وتعرف أنك شخص غير مرغوب فى وجوده أمامها.

العبد لله تعرض للطرد بسبب حبة عنب انتحرت وهى تلقى بنفسها من الطبق وتتدحرج إلى مكان غير معلوم، ولم تغفر لى زوجتى انبطاحى على السيراميك وزحفى وأنا أحاول العثور على جثة العنبة فى أى خن، لأوارى جثمانها فى كيس الزبالة، قبل أن تفوح رائحتها النتنة -بعد كام يوم- وتجذب جيوش النمل لالتهام ما تبقى منها.

قلبى الطيب أخذنى إلى حوض «المواعين» ذات مرة حين مرضت زوجتى، ونصحها الطبيب بالراحة التامة، وفجأة وجدتها فوق رأسى وهى فى حالة من الذهول وعيناها مفتوحتان على آخرها، وبدلا من أن تثنى عليّ رقعت بالصوت الحيّانى وهى تشير إ

لى المياه التى أغرقت الأرض تحت قدمى، قبل أن تعيد جميع الأطباق إلى مكانها فى الحوض حين اكتشفت وجود بواقى لازقة فى 10 أطباق فقط!
أيها الرجال: الست تعتقد أن وجود زوجها داخل المطبخ خيانة عظمى، وأهون من وجوده مع واحدة غيرها فى حجرة نومها، مما يجعلنا نواجه إرهابا منظما، يدمر أعصابنا ويقلّ مزاجنا، ولابد من وقفة جادة لتحرير المطبخ حتى آخر كسارولة.