شئ جميل أن تسمع صدي صوتك يتردد علي وجوه تفاعلت مع رسالتك، واقتنعت بها، بل وقررت أن تكون جزءا منها. شئ رائع أن تتوحد المشاعر الإنسانية تجاه هدف نبيل وتتعانق الرغبة بينك وبين بشر حقيقيين يحسون بغيرهم ولا يعيشون لأنفسهم فقط ومن بعدهم الطوفان.
هذا ما حدث معي يوم السبت الماضي عندما طلب مني الأستاذ مصطفي فاروق رئيس نادي روتاري هليوبوليس النزهة أن يشرفني بالزيارة لجمعيتي «رعاية أطفال السجينات» وبصحبته سارة آرشر ملكة جمال بريطانيا 2014 وسفيرة النوايا الحسنة والفنانة الشابة في الوقت نفسه وعدد من عضوات النادي المساهمات دائما معنا في كل أنشطتنا مع السجينات الفقيرات وأطفالهن.
رحبت بزيارة سارة والروتاري للجمعية وشرحت لها الدور الذي نتبناه باعتبارنا أقدم جمعية دخلت سجن القناطر وعملت مع السجينات. وكيف كانت البداية مع الأطفال الأبرياء الذين يولدون في السجن والذين أطلقت عليهم في حملتي الصحفية آنذاك «أبرياء في سجن النساء» ثم تأسست الجمعية بدفعة قوية من القراء الذين تعاطفوا مع القضية الإنسانية وطالبوني بتأسيس جمعية أهلية تساهم في التخفيف من مأساة هؤلاء الأطفال الذين شاء قدرهم أن يفتحوا عيونهم داخل زنزانة.
كانت سارة تستمع إلي الحكاية بكل تركيز واهتمام، وسألتني كيف يمكنها أن تكون جزءا من تلك الرسالة الإنسانية الرائعة؟ قلت لها إن أي شئ تستطيع أن تقوم به سيكون مقدراً وجميلاً. فنحن الآن نعد ورشة لتشغيل السجينات المفرج عنهن بعد تدريبهن خارج السجن بعدما كنا الرواد في إقامة أول ورشة تدريب وتشغيل للسجينات داخل سجن القناطر للنساء بعد توقيع بروتوكول مع وزارة الداخلية.
طلبنا من سارة أن تساعدنا في تسويق منتجات السجينات والمساهمة في الدعاية لمنتجاتهن ووعدت أنها سوف تفعل كل ما بوسعها لنشر تلك المبادرة سواء في مصر أو بريطانيا حيث تعيش مع أسرتها.
سارة بريطانية من أصول عراقية. ومهتمة جدا بالعمل الإنساني والفئات المهمشة في مصر وخاصة السجينات. وكانت لفتة رائعة منها إهداء عشر بطانيات للتبرع بها لسجينات الفقر اللاتي ترعاهن الجمعية. أبدت سارة آرشر إعجابها بالمجهود الذي تبذله الجمعية وفريق العمل لتحسين حياة الأطفال داخل السجون، وخارجها.
كما تبرع نادي روتاري هليوبوليس النزهة بـ30 بطانية أخري استجابة لحملة «ضد البرد» التي أطلقتها الجمعية بداية الشهر الحالي.وتقديراً لزيارة سفيرة النوايا الحسنة للجمعية قمت بإهدائها بعضاً من منتجات السجينات «كوفية ووشاح» أسعدتها الهدية وعبرت عن إعجابها بمستوي المنتجات، وأكدت أنها تتمني النجاح لهذا المشروع أما الخبر الجميل فكان موافقتها علي المشاركة في الفيلم الوثائقي الذي يحكي عن تاريخ جمعية رعاية أطفال السجينات ومشروع حياة جديدة.