سند قانونى
سند قانونى


فرفش كده | كيف نجعل من الحلم «سند قانونى»

الأخبار

الخميس، 14 أكتوبر 2021 - 05:44 م

عبد الصبور بدر

فى مساء العاشرة كل يوم، وأنا عائد من شغلى، تحدث مطاردة مثيرة بالسيارات المصفحة على مطلع طريق المقطم المؤدى إلى الهضبة الوسطى بين عصابتين كبيرتين.


يحاول أفراد العصابة الأولى اللحاق بالأخرى من أجل الحصول على أموال ضخمة بحوزتهم، وحين يضيق الخناق على العصابة الثانية، يغافل أحد أفرادها الجميع ويلقى بحقيبة ممتلئة بملايين الدولارات والمجوهرات فى كومة القمامة على جانب الطريق حتى يعود إليها فيما بعد بمفرده، إلا أن هذا الشخص يتم تصفيته، دون أن يخبر أحد بـعملته السوداء. 


وكل يوم تداهمنى السيارات المسرعة وأنا عائد سيرا على الأقدام إلى بيتى، وأنجو من الموت بأعجوبة  وأنا أجرى بكل طاقتى، وحين أجلس لالتقاط أنفاسى، أجدنى بجانب الكنز، وأنا لا أصدق نفسي!


اتصل بزوجتى وأطلب منها الحضور فورا، لأجدها بعد دقائق أمامى بالسيارة وهى مخضوضة تظن أن زوجها المسكين حدث له مكروها، أفتح باب السيارة وتساعدنى فى حمل الحقيبة الثقيلة المليئة بالأموال والمجوهرات لنلقى بها فى الداخل، ونعود إلى شقتنا بالكنز. يحدث هذا مساء كل يوم فى أحلامي!


ولكن لماذا كل هذه «اللفة الطويلة»، والقصة المأفورة؟.. لماذا لا أعثر على الأموال والذهب والياقوت والمرجان وأعود به إلى البيت وخلاص؟..

أقولك: الفلوس والمجوهرات اللى أنا بلاقيها كل يوم -يا محترم- لازم يكون ملهاش صاحب  يسأل عنها، ويبلغ الشرطة وتيجى تقبض عليا، ولا تخص ناس غلابة يفضلوا يدعو عليا لغاية ما يجيبوا أجلى وربنا ينتقم منى دنيا وآخره. 


كل اللى هنصرفه من الفلوس المتلتلة دى على القد خالص..

(قد حلم مراتى)  يعنى يدوب فيلا محندقة بحمامين سباحة فى التجمع، وعربيتين (4X4) واحدة ليها والتانية لمامتها،  على  كام حتة BM  تفنجر بيهم على ولاد اخواتها، وشاليه فى الساحل، وشقة فى الجلالة، وزيها فى العلمين، وعشرة 12 شركة إيرادهم يحمينا من غدر الزمن، ويعيشنا ولو كام شهر كل سنة فى أوروبا، وطبعا طيارة خاصة لزوم الصور اللى هتنزلها على إنستا، وعضوية فى نوادى الجزيرة، والأهلى، والصيد ودمتم.


أما  اللى هيفضل فكله لله، هبنى زاوية وافرشها بالموكيت، واشترى كولدير وكوباية أستانلس، و100 وجبة أوزعهم على باب السيدة، كل وجبة فيها رز وربع فرخة وعلبة خضار وطحينة وسلطة خضرا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة