فاطمة حسن منطقة وعظ القاهرة
فاطمة حسن منطقة وعظ القاهرة


بقلم واعظة

المرأة وصناعة الأبطال

الأخبار

الخميس، 14 أكتوبر 2021 - 06:13 م

مَن مِنا نحن الأمهات لا تريد أن يكون ابنها بطًلا تُقدمه لله -تعالى- صالحًا مصلحًا نافعًا لدينه ووطنه وأمته، بطل يُعدّ ليكون قائدًا و صانعَ إنجازات ؟.


 صناعة الأبطال ليست من السهولة بمكان وليست كوصفةٍ إن سار المربى على خطواتها أنتجت له  قائدًا أو عالمًا أو مفكرًا، بل إن الأمر يحتاج الكثير من المجاهدة والمثابرة والتعلّم، مع المرور بعدّة مواقف مع النشء منذ صغره وحتى مراحل حياته المختلفة، وإعطاء كل مرحلة حقها ومتطلباتها، والعبور بتلك المواقف إلى زرع القيم فى نفوسهم حتى تصير سجية وطبعًا ، وملاك ذلك كله الإخلاص والصدق مع الله تعالى.


وإذا تأملنا نماذج الأبطال الذين غيروا التاريخ، سنجدهم جميعًا يشتركون فى صفات أهلتهم لذلك، ونشأوا فى بيئات تعلموا منها الإيمان والإصرار والكفاح، وأنهم كانوا نتاجًا لجهود جيل كامل من « العلماء والمربين والقادة والمصلحين» .


غير أن البداية تأتى دائمًا من البيت وخاصة الأم، وقد قيل قديمًا «إن وراء كل عظيم امرأة»، وهى مقولة أثبتتها وقائع الأيام، فالمرأة سواء أمًا أو زوجةً أو أختًا أو بنتًا، إذا قامت بدورها المطلوب منها تكون خير من يربى الأبطال والعظماء.

فكل عظيم من عظماء لإنسانية تخرّج من مدرسةِ أمه التى أثرت فى شخصيته، وارتبط بزوجةٍ كانت سكنه ورفيقة دربه، و رُزِق بأخت أو ابنة حَفِظت عليه عرضه وكرامته.  


ثم تأتى القدوة الخارجية، فيصاحب النشء مربيًا مخلصًا، أو عالمًا صادقًا، أو قائدًا متواضعًا. وحين نقرأ فى تاريخنا الحديث نجد أبطال حرب أكتوبر مثالًا للشجاعة والصمود؛فأخضعوا بذكائهم العدو الإسرائيلى للذهاب إلى ثكناته، واستعادوا الأرض وحافظوا على العرض.


ومن هنا تبين لنا أنه لا مستحيل من تكرار هذه النماذج البطولية، لكنّ الأمر يحتاج للعدة والإعداد؛ من صدق مع الله -تعالى- وكثرة الدعاء، والتعلم والتربية، وبذل الجهد والمال.


فلن نربى أبناءنا ونحن متكئون على الأسرّة غير مكترثين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة