الخميس، 14 أكتوبر 2021 - 06:18 م

باقٍ أقل من 70 يوماً لبدء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية المحدد لانطلاقها يوم 24 ديسمبر القادم .. ورغم العديد من الخطوات الإيجابية التي اتخذت لتحقيق هذا الهدف ، فإن الاتفاق الأخير الذى وقعه الوفدان العسكريان لطرفي النزاع الليبي فى إطار اللجنة العسكرية المشتركة « 5 + 5 « مساء الجمعة الماضي 8 أكتوبر وتضمن خطة عمل شاملة لسحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب تدريجياً يمثل حجر الزاوية لعملية متوازنة ومتسلسلة لرحيل القوات الأجنبية عن الأراضي الليبية ، وفقاً لتصريحات يان كوبيش رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا الذى أكد أن هذه الخطوة تخلق زخماً إيجابياً للمضي قدماً نحو مرحلة مستقرة وديمقراطية ..

وقد سبق هذه الخطوة عدة خطوات على المستويين الدولي والقاري أبرزها قرار مجلس الأمن بالأمم المتحدة يوم الخميس 30 سبتمبر الماضي القاضي بخروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا بعد مناقشات خلافية بين روسيا وبريطانيا انتهت بالتوافق . كما تم تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا إلى نهاية شهر يناير القادم ..

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري وفى نفس اليوم وخلال الاجتماع الافتراضي لمجلس السلم والأمن الإفريقي حول ليبيا قد حذر من أن استمرار التواجد العسكري الأجنبي فى ليبيا بجميع أشكاله يوفر بيئة غير مستقرة وحاضنة للإرهاب والتطرف بما يتيح انتقال العناصر الإرهابية فى المنطقة ، وقال إن الاجتماع يأتى فى لحظة مهمة من عمر الأزمة الليبية في الوقت الذى يسير فيه الأشقاء بخطي ثابتة نحو الوفاء بخارطة الطريق التي أقروها لإخراج بلادهم من أزمتها من خلال عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى موعدها المقرر يوم 24 ديسمبر القادم ..

وأشاد وزير الخارجية بجهود مجلس النواب الليبي واضطلاعه بمسئولياته لإنجاز قانون الانتخابات وتنسيقه مع اللجنة العليا للانتخابات حتي يتسني إجراء الاستحقاق الانتخابي فى موعده ..

وأشار شكري الى أن مصر حذرت ، قبل أكثر من عام من تبعات استمرار الصراع المسلح فى ليبيا ، وأنها قد تضطر لاتخاذ إجراءات لحماية أمنها القومي وحفظ ميزان القوة فى حالة الإخلال به ، وكان لهذا الموقف أثره الواضح على مختلف الأطراف لعدم التصعيد والانخراط بجدية فى العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة وصولاً الى إبرام إتفاق وقف إطلاق النار فى أكتوبر 2020 ، والذى ما زال سارياً حتي اليوم ، وكذلك صدور مقررات دولية تهدف الى إخراج ليبيا من أزمتها مع وضع حل جذري لإشكالية التواجد الأجنبي على أراضيها ..

وطالب شكري بحتمية الخروج غير المشروط والمتزامن والمنسق لكل القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب دون استثناء بما يتماشي مع المقررات الدولية فى هذا الشأن ، ودعم مهمة لجنة «5 + 5 « العسكرية المشتركة فى هذا الخصوص ..

كما جدد وزير الخارجية تأكيده بأن مصر كانت وستظل داعمة للشعب الليبي وللجهود الدولية والإقليمية المتواصلة لتحقيق طموحاته ..

وفي نفس السياق استضافت العاصمة المغربية الرباط يوم السبت الماضي 2 أكتوبر اجتماعات ومشاورات لمجلس النواب والدولة فى ليبيا ، وصدر عن تلك الاجتماعات بيان دعا فيه المجتمعون المجتمع الدولي الى مراقبة الانتخابات المزمع إجراؤها فى البلاد وضمان احترام نتائجها . كما طالب البيان دعم العملية الانتخابية وفق قوانين متوافق عليها وعلى أساس مخرجات ملتقي الحوار السياسي الليبي ، وتوفير مراقبين دوليين لضمان السير الجيد لهذا الاستحقاق الوطني .. وفي هذا الصدد وجه المبعوث الخاص والسفير الأمريكي الى ليبيا ريتشارد فورلاند الشكر الى المغرب لاستضافتها هذه المحادثات والعمل على ضمان إجراء الانتخابات الليبية فى موعدها ..

وقال فورلاند أنه إذا كان من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى نهاية هذا العام من أجل تشكيل حكومة شرعية دائمة لليبيا ، فيجب أن تمضي العملية قدما الآن حتي يتسني الانطلاق فى تسجيل المرشحين والجوانب الأخري المتعلقة بتنفيذها ، ولا ينبغي أن يكون لأي فرد أو مؤسسة سلطة الفيتو على التشريعات الانتخابية الحاسمة ، وبدلاً من ذلك يجب على المؤسسات الليبية وقادتها أن يثقوا بقدرة الناخبين فى اختيار من يجب أن يقود البلاد ..

وأعتقد أن دعم القاهرة سيبقي قوياً للجارة الشقيقة ليبيا كدولة مستقلة وذات سيادة على كامل ترابها الوطني وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية بتسخير كل الإمكانات المصرية لمساعدة الأشقاء فى ليبيا على تجاوز المرحلة الراهنة وما يقتضيه ذلك من تنسيق الجهود فى المحافل الدولية المعنية بالقضية الليبية إضافة الى تواتر الزيارات الراهنة بين الجانبين فى ضوء ما يوليانه من اهتمام مشترك بالدفع قدماً بتلك العلاقات على مختلف المستويات .. وذلك وفقاً لتصريحات الوزير سامح شكري ..