قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا. ان نهتم بأمر أطفال الشوارع فهذا من واجبنا.. ولكن علي الجانب الآخر توجد قضية لا تقل أهمية ولكنها لا تنال حظها من الاهتمام ألا وهي قضية كبار السن المشردين في الشوارع ويتخذون من الارصفة بيوتا لهم ويلبسون البالي من الملابس. البعض منهم تخلي عنهم ابناؤهم والبعض الآخر امتهن مهنة الشحاذة والتسول ويتعرض كلا الفريقين اما للمساعدة من المارة او المنع بأدب أو سوء ادب.. لقد حثنا ديننا الاسلامي وكل الاديان علي رعاية كبار السن والشيوخ الذين لا حول لهم ولا قوة.. فها هو الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بباب قوم وعليه سائل يسأل وكان شيخا ضريراً.. فضرب عمر عضده وقال من أي أهل الكتاب أنت؟ قال: يهودي.. قال: وما ألجاك إلي ما أري؟ قال اسأل الجزية والحاجة والسن.. فأخذ عمر بيده وذهب به الي منزله واعطاه مما وجد ثم ارسله الي خازن بيت المال وقال له انظر هذا وأمثاله فضع عنهم الجزية فوالله ما انصفناه أكلنا شيبته ثم نخذله عند الهرم.. لابد ان نهتم بهؤلاء المسنين بتقديم الرعاية الكاملة لهم إما بإيوائهم في الدور المخصصة لذلك وعلاج المرضي منهم او تقديم مساعدات مالية لمن لديه مأوي تكفيه ذل الحاجة. فهؤلاء امانة في أعناق الجميع لأن رعاياتهم تدخل من باب فروض الكفايات التي ان قام بها البعض سقط الاثم عن الجميع وإلا الكل مذنب وآثم إن ضاع واحد من هؤلاء. وليتذكر الجميع قوله تعالي: الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاء وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير.