أميمة كمال
أميمة كمال


لذا لزم التنويه

نوبل والحكومة

أخبار اليوم

الجمعة، 15 أكتوبر 2021 - 07:42 م

 

تعالوا نتخيل أن كل سنة تعليم زيادة فى حياة المصريين، تجعل أجور كل من يعمل تزيد فى المتوسط ب9%. ولنسرح بخيالنا ونصدق أن الحكومة لن تخشى تخويف القطاع الخاص، بأن تطبيقه للحد الأدنى للأجور (2400جنيه) سوف يقلص عدد العاملين فى مؤسساته.

مما يُزيد البطالة، وهو الذى يراهن على أن الحكومة ستستجيب لطلباته بالاستثناء من تطبيق الحد الأدنى للأجور. والذى يتعين تنفيده بعد75 يوما.

هذا مجرد تبسيط قد يبدو مخلا،عندما نفكر لو أن الثلاثة باحثين الحاصلين على جائزة نوبل هذا العام، كانوا من خريجى إحدى الجامعات المصرية.

ونزلوا إلى أسواق العمل، وكان لهم جولات داخل المصانع والشركات، وتسنى لهم أن يطوفوا داخل المدارس بالمدن والكفور. لإجراء الدراسات الميدانية حول أوضاع التعليم. (بالطبع إذا سُمح لهم بالتصوير داخل الفصول والحديث عن أحوال التعليم، دون إنتظار تأشيرة من المسئول الإعلامى) للتعرف عن مخرجات العملية التعليمية.

الباحثون الثلاثة (كندى وهولندى وأمريكى) والذين حصدوا الجائزة عن بحثين، أحدهما يبشرنا بضرورة أن نعيد النظر فى المسلمات التى عشنا نرددها وراء أصحاب المصالح، بأن هناك ربط حتميا بين تطبيق الحد الأدنى للأجور، وبين فقدان الوظائف. والأمر الآخر أن توفير موارد للمدارس أهم بكثير مما كنا نعتقد، لنجهز جيلا من التلاميذ للدخول فى سوق العمل.

بينما توصل الباحثان الأخران عبر تجارب ميدانية إلى أن سنة دراسية إضافية فى حياة الدارسين، ترفع متوسط الأجور بنسبة 9%. الحقيقة أن كلا من البحثين يستحقان قدرا من الإهتمام. لأن الحكومة بصدد اتخاذ قرار، سنراه قريبا، بالإستجابة إلى طلبات رجال الأعمال باستثناء مؤسساتهم من تطبيق الحد الأدنى للأجور.

الأمر الآخر أن كل الاحصاءات لدينا، تؤكد نفس نتائج الباحثين. حيث إن 17% من الحاصلين على تعليم ثانوى هم من الفقراء، بينما ثلث الحاصلين على تعليم أساسى هم من يقعون فى خانة الفقر. مما يدلل على أن التعليم لسنوات أكثر قليلا،يُخرج قطاعا كبيرا من الدائرة المظلمة، بفعل زيادة دخلهم.

وهنا يكون من المحتم أن ننظر إلى حقيقة أن نسبة الإلتحاق بالتعليم الثانوى بالنسبة للذكور تكاد تكون ثابتة. وبالنسبة للإناث انخفضت بين العامين 2017/2018 و 2019/2020 وهذا مؤشر لابد أن يقلق المسئولين. ويجعل البحث فى سبل تيسير التعليم سواء التوسع فى بناء المدارس، أو تخفيض المصاريف، وتوفير وسائل الانتقال أو حتى دكك (ذكية) أمرا يتحتم أن يحتل الأولوية قبل غيره.  

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة