بدأ البرلمان .. والكل يحبس أنفاسه في انتظار ما سيحدث.. البداية شابتها أزمات واشتباكات دفعت الناس لأن تضع يدها علي قلبها مع سيل من «التريقة» والغمز واللمز علي مواقع التواصل الاجتماعي.
ولأن الأمر جد لا هزل فيه.. ومستقبل البلد لا يتحمل اخفاقات وشغل اراجوزات وتنابز بالألفاظ والألقاب فأرجو ان نهدأ قليلا.. وأن نمنح البرلمان الفرصة قبل تقطيعه علي ناصية الشوارع.
هذا برلمان يمتلك صلاحيات غير مسبوقة في تاريخ مصر السياسي.. ورغم كل تحفظاتنا ورفضنا لما شاب الانتخابات من استخدام غير مسبوق للمال السياسي وشراء للأصوات.. إلا أن التشكيلة الجديدة تستحق الفرصة، وبرغم رفض الشارع لبعض النواب ولفظه لهم ولطريقتهم إلا أن الوجوه الجديدة من الشباب والنساء تستحق الفرصة.. وأداء البرلمان ونوابه وليس الانطباعات السابقة يجب أن تحكم قرارنا.. فنجاح البرلمان سيعني نجاحا لنا جميعا بينما الاخفاق قد تكون فاتورته باهظة الثمن علي الجميع.
في أولي جلسات البرلمان وصل النائب المحترم بالفعل الدكتور علي عبدالعال الخبير الدستوري والقانوني إلي منصب يستحقه بالفعل في رئاسة البرلمان.. الرجل يمتلك الشخصية القوية ورجاحة الفكر والخبرة القانونية العميقة والقدرة علي القيادة.. شارك في إعداد وكتابة الدستور وهو الأجدر بقيادة البرلمان لتحويل الدستور إلي مواد قانونية تحكم حياتنا وتحول أحلامنا في الثورتين بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية إلي حقائق تقودنا لبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.
عن قرب تعرفت علي هذا الرجل الخلوق عندما شاركنا في إعداد القانون الموحد لتنظيم الصحافة والإعلام الموجود أمام الحكومة الان.. واستفدنا كثيرا من خبرته وحنكته في المراجعة القانونية والدستورية خصوصا لمواد الهيئة الوطنية للصحافة والمؤسسات الصحفية القومية والمجلس الأعلي لتنظيم الإعلام، فالرجل لا يبخل بوقت أو جهد أو علم في كل ما يمكن ان يساهم في بناء دولتنا الحديثة والدفاع عن الديمقراطية والحرية.
كما يضم البرلمان قامات شامخة علي رأسها المستشار سري صيام رئيس مجلس القضاء الأعلي الأسبق والذي اختار منذ لحظة تعيينه اعلان موقف مبدئي، برفضه رئاسة البرلمان وتفضيله ان يصل نائب منتخب إلي هذا المنصب.. واعتقد ان البرلمان قادر علي ان يستفيد من خبرة الرجل الواسعة وشخصيته الوطنية القضائية بما يحقق صالح مصر وطموحات وتطلعات الشعب.
>> محكمة :
كل نواب البرلمان أقسموا علي احترام الدستور.. هذا الدستور الذي وافق عليه الشعب بأغلبية ساحقة والذي يجعل من ثورات الشعب في يوليو ويناير ويونيو نبراسا يجب ان نسير علي هداه.. الآن لا حجة لأحد بعد القسم.. والجدل العقيم حول الثورات يجب ان يتوقف.. وأن نتفرغ جميعا لبناء مصر الجديدة.