فيروس هربس
فيروس هربس


احترسوا من القبلات.. «الهربس».. ومن الحب ما قتل

آخر ساعة

السبت، 16 أكتوبر 2021 - 11:21 ص

 

مروة أنور

فى الآونة الأخيره انتشر فيروس هربس الفموى أو ما يُعرف بـاحُمى البثور بين الأطفال، خصوصاً من عُمر سنة إلى خمس سنوات، ولكن كثيرين لا يعرفون شيئاً عن هذا الفيروس وطبيعته، ويتعاملون معه على أنه نزلة برد أو احتقان فى الحلق، ما جعل بعض الأمهات يخطئن ويعطين الأطفال مضادات حيوية، ظناً أنها تقضى على الالتهاب، فى حين يطلق الأطباء المتخصصون على هذا المرض افيروس التقبيلب نظراً لانتقاله من خلال القبلات.. وفى هذا التحقيق نتعرف على آراء المتخصصين لمعرفة حقيقة هذا الفيروس وكيفية علاجه.

يوضح الدكتور محمد النمر، استشارى الأطفال بمستشفى أبو الريش، أن فيروس هربس أو حُمى البثور الفموى ليس جديداً، بل إنه موجود فى البيئة المحيطة بنا مثل أى فيروس فى الجو، إلا أنه ينتشر أكثر فى فصل الصيف وبين الأطفال بسبب الارتفاع الشديد فى درجة حرارة الجو، وعادة ما يصيب الأطفال الرُضّع من عمر سنة إلى خمس سنوات، وهو عبارة عن تقرحات صغيرة حول الشفاه والفم، وأحياناً تظهر على الذقن والخدين والأنف، وغالباً ما يصاحبه ارتفاع فى درجة الحرارة.

وينصح بعدم إعطاء الطفل أدوية المضادات الحيوية، لأنها تأتى بنتائج عكسية، وتنتشر البثور فى جميع أنحاء الجسم، لافتاً إلى أن هناك من يظن أن هذه التقرحات ناتجة عن إصابة الطفل بنزلة برد، لكنها فى الحقيقة تكون ناجمة عن الإصابة بفيروس الهربس، ويمكن أن ينتقل هذا المرض بالعدوى عن طريق الأدوات الشخصية الخاصة بالشرب أو الأكل أو الملابس، لذلك يُنصح بعزل المصاب وعزل أدواته ويتم غسلها وتعقيمها بعيداً عن باقى أفراد الأسرة.

ويضيف النمر: الهربس يهاجم الحلق والجهاز التنفسي، وتقبيل الأطفال من أسباب انتقال هذا الفيروس، لذا يجب أن نكف عن هذه العادة سواء كانت للأطفال أو الكبار، لأن أى مرض ينتقل بالعدوى المباشرة عن طريق القبلات، بالإضافة إلى أن الهربس يصيب الأطفال أو الأشخاص عموماً الذين لا يتمتعون بمناعة عالية.

فيما يحذِّر الدكتور أحمد جبر، استشارى الأطفال بمستشفى أبو الريش، من العبث بهذه البثور لأن هذا التصرف الخاطئ ينشر العدوى، ومن الممكن أن يصيب العين، مما يؤدى إلى التهاب القرنية، وفى هذه الحالة قد يسبب العمى، موضحاً أن هذا الفيروس يبدو بسيطاً بالنسبة للكبار فى حالة إصابتهم به، لكنه خطير فى حالة إصابة الأطفال الذين تكون أعمارهم أقل من 6 أشهر، ويجب أن يتجنب الآباء والأقارب المصابون بقرح البرد تقبيل الأطفال نظراً لضعف مناعتهم وبالتالى تكون فرصة انتقال المرض إليهم سهلة.

ويشير إلى أن هناك ثمانية أنواع من فيروس هربس تختلف فى الأعراض ودرجة الخطورة والفئات المستهدفة، فهو لا يقتصر على الأطفال بل يطال الكبار أيضاً، أو بمعنى أدق أى شخص ضعيف المناعة، والنوع المنتشر حالياً هو فيروس هربس البسيط الأول (HSV-1)، ويعد من أكثر الأنواع شيوعاً فى العالم، حيث يُصاب به حوالى 65% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و49 عاماً، ويظهر على الفم والشفتين، وهناك الهربس التناسلى ويتسبب فى تفشى تقرحات الهربس فى الفم أو الأعضاء التناسلية، والكثير من المصابين به لا يعانون أعراضاً، بالتالى يمكن انتقال العدوى بسهولة، لذا يجب توخى الحذر لعدم انتقال العدوى، وأكثر طرق انتقال الفيروس شيوعاً هو التقبيل، ويمكن علاجه عن طريق بروتوكول الأدوية المضادة للفيروسات.

فى السياق، يقول الدكتور تامر إسحاق، استشارى الأطفال بمستشفى الحميات: زادت شكاوى الأمهات فى الآونة الأخيرة من ارتفاع درجة حرارة أطفالهن مع وجود بثور حول الفم أو فى اللثة، وبالكشف عليهم وجدنا أن هناك فيروساً منتشراً فى الجو حالياً هو االهربس الفمويب واالهربس3، حيث إن الأول يصيب الأطفال من عمر سنة أو 6 أشهر إلى سنة، والثانى يصيب الكبار من سن 14 إلى 49 عاماً، وعند الحكة تنتشر البثور فى جميع أنحاء الجسم، وتستمر لمدة أسبوعين، وتبرأ الحالة بعد اعتماد بروتوكول علاج من مضادات الفيروسات وخافض الحرارة.

وهناك لقاحات طبية تؤخذ لهذا الفيروس لها أسماء مختلفة، وذلك للبالغين الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاماً، وعادة ما ينتقل الفيروس عن طريق عدوى اللعاب، لذلك يُسمى بـافيروس التقبيلب، كما أن هذا الفيروس يرتبط بكثرة عدد كرات الدم البيضاء المعدية، وهو مرض شائع وليس جديداً، ويُعتقد أن سبب انتشاره يرجع إلى سوء الأحوال الجوية حالياً، وإقبال الأطفال على تناول المثلجات.

من جانبه، يوضح الدكتور أحمد محمود، استشارى طب الأطفال، أن الهربس عبارة عن فيروس، بالتالى فإن علاجه بعيد عن أى مضادات حيوية، والنوع المنتشر حالياً بقوة هو هربس الحلق، وتكون أعراضه ارتفاعا فى درجة الحرارة، مع وجود قرح على اللوزتين أو فى الحلق وفقدان للشهية.

ويوضح أن الحرارة تنخفض خلال فترة تتراوح بين يوم وثلاثة أيام، مع استمرار أخذ خافض للحرارة واستخدام الكمادات، لافتاً إلى أن الهربس الفموى يُشفى من تلقاء نفسه، ويمكن أن يظل موجوداً بالخلايا العصبية، وتتكرر الإصابة مرتين فى السنة، ولكن الشفاء منه سهل، مع ضرورة عزل الشخص المصاب وعدم العبث فى هذه البثور حتى لا تنتشر فى الجسم، كما يجب التوقف عن عادة تقبيل الأطفال أو حتى الكبار لأن الجو العام ملىء بالفيروسات.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة