لحظة إعلان فوز العلماء الثلاثة بنوبل
حصدها ثلاثة من علماء المُناخ l «نوبل للفيزياء» تنتصر لكوكب الأرض
السبت، 16 أكتوبر 2021 - 11:38 ص
ندى البدوى
فى الوقت الذى يسعى فيه العالم لمجابهة ظاهرة تغيّر المُناخ، باعتبارها تمثل التهديد الأكبر للبشرية وكوكب الأرض، يأتى الإعلان عن جائزة نوبل للفيزياء بمثابة دفعة إيجابية للعمل المُناخى العالمي، حيث حصدها ثلاثة علماء قدموا إسهامات علمية هائلة لمحاولة فهم الأنظمة المناخية المُعقدة للأرض، وكيفية تأثير الأنشطة البشرية عليها، بتطوير طرق جديدة للتنبؤ بسلوك هذه الأنظمة وآثار تغير المناخ على المدى الطويل، وهو التتويج الذى تزيد أهميته مع قرب انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، المُزمع عقده مطلع نوفمبر القادم بمدينة جلاسكو بالمملكة المُتحدة.
الجائزة ذهب نصفها للعالمين اليابانى الأصل الأمريكى الجنسية سيوكورو مانابى والألمانى كلاوس هاسلمان، بينما حصد النصف الآخر العالِم الإيطالى جورجيو باريزي، وتعد ثمرةً لجهودٍ بحثية استمرت لعشرات السنوات، وحسبما أوضحت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم أن اكتشاف باريزى لتفاعل الفوضى والتقلبات فى الأنظمة الفيزيائية من المقاييس الذرية إلى المقاييس الكوكبية، جعل من الممكن فهم العديد من المواد والظواهر المناخية العشوائية ووصفها بشكل كامل، بينما كشف مانابى البالغ من العمر 90 عامًا، كيف يمكن أن تؤدى زيادة مستويات ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى إلى ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض، فضلاً عن تطويره النماذج الفيزيائية للمناخ، ليبتكر كلاوس هاسلمان نموذجًا حاسوبيًا يربط بين الطقس والمناخ.
ويوضح الدكتور سمير طنطاوى خبير التغيرات المناخية والتنمية المستدامة، أن أهمية هذه الإسهامات العلمية التى تخدم البشرية بشكل هائل، تكمن بالأساس فى أنها تعطينا صورة واضحة عن التغيرات المناخية وأثرها الفيزيائى على مناخ الأرض، فهذه النماذج الرياضية مكنتنا من الوصول إلى توقعات بعيدة المدى لسلوك المناخ، والتى لها دور كبير فى تحديد الإجراءات المطلوبة لتخفيف الانبعاثات الكربونية والتكيف مع آثار التغيرات المناخية. وتعتمد آلية عمل النماذج على الذكاء الاصطناعي، باستخدام حاسبات آلية فائقة ذات مواصفات خاصة، لتحليل ومعالجة الكم الهائل من المدخلات التى يتم جمعها، من المعلومات الخاصة بكافة العناصر ذات الصلة بالمنظومة المناخية، منها بيانات الأرصاد الجوية وقياسات طبقات الجو، فضلاً عن بيانات الموارد الطبيعية من الغطاء النباتى والبحار والمحيطات والأنهار، والتى يتم جمعها عن طريق محطات الرصد حول العالم والأقمار الصناعية.
ويرى طنطاوى أن منح جائزة نوبل للفيزياء لثلاثة علماء -اثنان منهم متخصصان فى علوم المناخ- يعد انتصارا للعمل المناخى الذى يؤكد أن هذه الظاهرة حقيقة واقعة، ومن شأن ذلك أن يؤدى إلى موجة من الزخم العلمى تجاه الاهتمام بموضوعات التغيرات المناخية على المستوى الأكاديمي، هذا التحرك سيؤدى بدوره إلى زيادة الضغط على مستوى القادة السياسيين وصناع القرار حول العالم، للإسراع فى اتخاذ القرارات الحاسمة لخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحرارى، ووفاء الدول الصناعية بالتزاماتها تجاه الدول الأكثر تضررًا من تغير المناخ.
يضيف: يزيد من أهمية ذلك توقيت منح الجائزة الذى جاء متزامنًا مع إصدار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية ipcc تقريرها التجميعى السادس، الذى حذّر من آثار غير مسبوقة لتغير المناخ، وقبل انعقاد مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بجلاسكو، إضافةً إلى إصدار الوكالة الدولية للطاقة استراتيجية الحياد الكربونى االانبعاثات الصفريةب بحلول عام 2050، والتى وضعت بها سيناريوهات وإجراءات مقترحة للوصول إلى الصفرية الكربونية.