ويجز
ويجز


بعد أزمة ابتهال النقشبندى l من يحمى شبابنا من أغانى الراب؟

آخر ساعة

السبت، 16 أكتوبر 2021 - 12:11 م

إشراف: عصـام عـطــية

انتشر فى الفترة الأخيرة على السطح الغنائى "الرابرز" وهم مجموعة من الشباب يحاولون تقليد الموسيقى الغربية، وأصبح لهم أعمالهم الفنية الخاصة على الإنترنت، والتى حققوا بها ملايين المشاهدات.. فجأة، خرج مطربو الراب بأعمالهم من الحيز الافتراضى إلى الحيز الواقعي، ومن خلال حفلاتهم فى الحيز الواقعى بدأو يصدرون الكثير من المشكلات، كان آخرها أزمة الرابر مروان بابلو مع ابتهال النقشبندى الشهير "مولاى".

آخر ساعة، ترصد أسئلة يطرحها البعض ومنها: هل هناك مؤامرة تحاك ضد الموسيقى العربية، وكيف وصلنا إلى هذا المنحدر الفنى والثقافى؟.. وهل تلك الموسيقى تشوه موسيقانا العربية حتى يخرج من بين جلدتنا من يروج للفحش والإسفاف وهدم الثوابت فى الأغانى ويجد ملايين الآذان المصغية له؟..

هؤلاء الشباب هناك ملايين الذين يتابعونهم على منصة يوتيوب التى عملت على إشهارهم، وبفضلها شهدت صناعة الراب سيطرة على مستوى جميع البلدان العربية، وبالأخص فى مصر، حيث يرى الكثيرون أن ساحة الراب المصرية وصلت إلى مرحلة اشتعال غير مسبوقة، خصوصا مع ظهور العديد من المواهب يوما بعد يوم، وإذا أردنا الحديث عن المواهب الانفجارية فى الراب المصري، فيجب أن نأتى على ذكر ويجز بلا شك، الذى سيقيم حفلا آخر فى نفس المكان فى نهاية هذا الشهر، سمعت وتبحرت وشاهدت فيديوهات مطربى الراب الذين قدموا عبر قنواتهم الخاصة على يوتيوب وبعض منصات التواصل الاجتماعى وجدتها أغانى تحمل ألفاظا غير لائقة، فى محاولة لتقليد الغرب فى هذا اللون الموسيقي، الذى يخاطب مجموعة من الأطفال والمراهقين وتنشئتهم على مصطلحات لا تبنى أجيالا.

وسطع مؤخرا أكثر من اسم لمغنى الراب منهم ويجز، مروان بابلو، أبيوسف، مروان موسي، عفروتو، وغيرهم، والذين يحققون ملايين المشاهدات فى ساعات قليلة، وأصبح لهم حفلاتهم، وباتوا وجوها إعلانية لمنتجات مشهورة، وكانت هذه الأسماء ضمن المعركة لكن منهم من ذكروا كأسماء مثل ويجز وبابلو، ومنهم من تورط بعمل اديساتب يهاجم فيها الطرف الآخر وهم مروان موسى ضد أبيوسف، وشاركهما عفروتو بتراك ضد أبيوسف، ليستمع الملايين من الجماهير لهذه الأعمال وما بها من كلمات غير لائقة، مما يطرح سؤالا حول هذا النوع من الفن وتعلق الشباب به وما يقدمه لهم من أعمال لا تتناسب وقيم المجتمع المصرى، خصوصا أن فن الراب عندما ظهر فى أمريكا من أصحاب البشرة السمراء قبل الاعتراف بهم كمواطنين وليسوا عبيدا، مع عدد من الفنون الأخرى الخاصة بهم، ومن خلال فن الراب كانوا ينتقدون لدرجة سب هذا الاضطهاد، والنظام والمجتمع الأمريكى الأبيض، لذلك كان هذا له أسبابه، لكن فى مصر ليست لدينا هذه العنصرية والاضطهاد لنأخذ من الغرب أسوأ ما فيه.

الراب كأى شيء فى الدنيا، له رواد وناس بدأته، فهناك جيل يعرف بالمؤسسين، ظهروا سنة 1998، وتحديدا فريق "واى كرو" اللى أسسها "عمر بوفلوت" واستمرت حتى أواخر سنة 2004، من بعدها ظهر رابرز تانيين، مثل فريق "إيجى راب سكول" من الإسكندرية سنة 2005، و"الواى فاميلي" و "إم سى أمين" و"الهيذام" من المنصورة.. إلخ.

ومن خلال ما سمعناه وعرفناه فى رحلتنا للتعرف على عالم الراب بالواقع الافتراضى، وبعيدا عن أغانيهم التى تضج بالنقمة على الحياة والرزق والظروف والقدر، والأخرى التى تشع بالتفاخر والكبر والتنمر، فقد استخدم بعضهم ألفاظًا ومفردات، تحمل رسائل خطيرة، خاصة وأن هناك الملايين ممن يرددونها دون أدنى وعي، فعلى سبيل المثال قال مروان موسى فى أغنيته بيلا: فاتح هوت سبوت من الجنة، ورغم أن الجملة تبدو وصفا عاديا، لكنها تحمل تشبيها لا يصلح أن يستخدم فى أغنية، خاصة وأن تلك الأغانى للأسف صار يسمعها ملايين الشباب، ولم يتوقف الأمر عند هذا فقط، بل لجأ أحدهم وهو مروان بابلو فى أغنية أتاري، التهكم والسخرية من الأديان، وبالطبع يغنى مروان هذا المقطع من الأغنية فى كل حفلة، بلا مانع أو رادع، أو حسيب ولا رقيب.

لم يدع الجيل الجديد من مطربى الراب أى محرم أو مقدس إلا وانتهكوه أو تطاولوا عليه، ولعل ما جرى فى حفل مروان بابلو الأخير، حين تهكم على ابتهال "مولاى" للنقشبندى، وخاطب نفسه وكأنه الخالق، كان حلقة جديدة من حلقات التجرؤ على المعتقدات.

الغريب فى الأمر، أن نقابة المهن الموسيقية بقيادة نقيبها هانى شاكر هى التى منحت مروان التصريح، وهى فى نفس الوقت، التى أصدرت بيانا جاء فيه: "قررت نقابة المهن الموسيقية منع التعامل مع المؤدى مروان بابلو باعتباره أحد مؤدى الراب، خاصة وأنه ليس عضوا بالنقابة وكان يحصل على تصريح اليوم الواحد، وأخطرت نقابة الموسيقيين كافة الجهات والهيئات والمتعهدين بهذا القرار، لأنه تناول فى إحدى حفلاته ابتهالا دينيا ثابتا ويحمل معانى روحانية وقيما سامية لدى المصريين، واستهان بهذا الدعاء بابتذال وأفرغه من محتواه الأخلاقى وجعله وكأنه عن ذات المؤدى، حيث إن القضية بدأت بمشاركة مغنى الراب الفلسطينى مروان بابلو الغناء، كما قام بغناء ابتهال "مولاي" للشيخ سيد النقشبندي، مع تغيير كلماته، وقام بتغيير كلمة "مولاي" إلى "مروان" فى إشارة منه إلى مروان بابلو.

حلمى عبدالباقي، عضو نقابة المهن التمثيلية، وأوضح موقف النقابة من أزمة بابلو، وقال "مش هتمسك ميكروفون تاني، لأنك أسأت لكل القيم الدينية والروحية، وهؤلاء من يطلقون على أنفسهم مطربى الراب المصرى لا يملكون من الثقافة لكى يعوا ما ينطقون به أو يغنوه"، وتابع: "لا وعى ولا ثقافة ولا أدب ولا أخلاق ولا ذوق، أتوا علينا من حيث لا أعلم".

النقابة توضح أنه عندما يحدث تجاوز فى كلمات الأغانى أو أن تتضمن ألفاظا غير لائقة، ففى هذه الحالة يجب اللجوء للرقابة على المصنفات الفنية للفصل فى ذلك، لأن النقابة معنية بالعضوية أو إذا كان المطرب معه تصريح أم لا، لكن موضوع الكلمات بالتحديد فهو دور الرقابة على المصنفات الفنية.

وهنا يرد الدكتور خالد عبدالجليل، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، قائلا: "لكى تكون الأمور واضحة دعونا نسأل: من أعطى تصريح لمروان بابلو للغناء؟ واحد جانى بالتصريح والموافقة على إقامة الحفل لماذا أرفض إذا!، عملى يقف ضد أى ألفاظ مسيئة فى أى عمل، ولكن هذه الأغانى لم تعرض من الأساس على الرقابة لكى نجيزها أو نرفضها، مشيرا إلى أن مثل هؤلاء المغنين ينتشرون فى الفضاء الإلكترونى دون اللجوء للرقابة أو الحصول على إجازة بالكلمات".

أضاف، أن الإجراء الذى تقوم به الرقابة على المصنفات الفنية فى مثل هذه الحالة هو تحرير محضر، ثم تحول بعد ذلك إلى قضية، ويحكم على المغنى فى هذه الحالة بدفع غرامة 5 آلاف جنيه، موضحا أنه إذا كانت هناك رغبة مجتمعية فى السيطرة على هذا النوع ينبغى أن تكون هناك قوانين رادعة وعقوبات فورية وليس محضرا ثم محاكمة، خاصة أن الأغنية بعد أول ساعتين من طرحها تصبح متاحة للجميع بعد أن يقوموا بتحميلها.

ويضيف عبد الجليل: "أنا كمسئول لا أحب التحدث فى مثل هذه الأشياء لأنه ستخرج أصوات تقول هذا بيقتل الإبداع، كما حدث يوم ما حسن شاكوش طلع يغنى على المسرح عملت له قضية آداب".

من جانبه عبر الموسيقار حلمى بكر، عن استيائه الشديد من حالة التردى الملحوظة فى الفن ودخول عدد كبير ليس لهم علاقة بالغناء ولا يمتلكون أصواتا جيدة فى العمل بهذه المهنة، مؤكدة أن حالة التراخى تجاه هذه الحالات والنماذج التى تشبه "مروان بابلو" وغيره هى السبب فى إفساد الذوق العام، قائلا:" لاشك أن هناك جمهورا كبيرا فوق العشرين ألف شخص يسمعون هذا الإسفاف، وأن يصل الأمر إلى محاولة التحريف فى الثوابت الدينية والأغانى الدينية التى ارتبطنا بها، ويوضح أنه فى أزمة الراب لا يتم التعامل مع أسماء ولكن مع قضية نعيشها بالفعل، وكان يجب على النقابة الاستمرار فى قراراتها وموقفها تجاه هؤلاء، كفاية االتيك توكب اللى جنن الناس وخلاهم مجانين وهيخلفوا مجانين.

أضاف:" ما يقدمه هذا المطرب ليس بغناء راب لأن فن الراب له أصوله وهو عبارة عن فن الإلقاء ومناقشة موضوع معين من خلال الارتجال، وما يقدمه ليس له علاقة بالفن، وللأسف من سيدفع الثمن هم أطفالنا وأولادنا الصغار الذين يشاهدون مثل هذه النماذج السيئة على الساحة الفنية وتقام لهم حفلات، ولا يمكن أن نصمت بعد هذا التردى لأن الفن ينحدر بسبب هؤلاء الأشخاص الدخلاء على المهنة، الذين لا يمتلكون أى مقومات للغناء تؤهلهم للوقوف على خشبة المسرح وتقديم أغان للجمهور، وأطالب بضرورة تضافر جميع الجهات المعنية لوقف مثل هذه المهزلة حفاظا على مستقبل أبنائنا وحمايتهم من الضياع".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة