مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل


رأى

شيخ القرن

الأخبار

السبت، 16 أكتوبر 2021 - 05:27 م

فى إطار اللغط المثار حاليا حول تعطل قانون التبرع بالأعضاء البشرية بعد الموت رغم صدوره من 11سنة تقريبا أعزى بعض ضيوف الفضائيات ذلك إلى «المزاج السلفى» للمجتمع المصرى وأنه بسبب فتوى قديمة لـ «أحد الشيوخ» الملقب بـ «شيخ القرن» فحواها أن التبرع بالأعضاء لا يجوز لأن الجسد الإنسانى ملك لله وحده وقد اعتبرت العقلية المصرية هذا الكلام مقدسا ولا يمس


وطبعا الشيخ المقصود بهذا الكلام هو الشيخ متولى الشعراوى رحمه الله وقد أفتى بالفعل إنه لا يجوز التصرف بالبيع أو الهبة فى شىء لا يملكه الإنسان «فأنت لا تملك ذاتك أو أبعادك ولذا لا يصح التبرع بها أو بيعها» وقد أفتى الشيخ بهذا لا نكاية فى البشرية ولا ضد الرحمة والعواطف الإنسانية ولكن طبقا لما وقر فى قلبه واستراح له ضميره فى ضوء الكتاب وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى قال فى حديثه الشريف «كسر عظم الميت ككسره حيا» فهو يمنع إيذاء الميت وتقطيعه وتكسيره كالحى وذلك احتراما للإنسان حيا وميتا وعدم التعرض له بما يؤذيه


وقد اختلف العلماء فمنهم من حرم ومنهم من أجاز حتى أن دار الإفتاء المصرية نفسها أباحت التبرع ولكن بقى المجتمع المصرى على حاله دون أن يتقبل الفكرة ولا ذنب للشعراوى فى ذلك بدليل أن هناك فتاوى له رحمه الله بخصوص فوائد البنوك وعمل المرأة لم يأخذ بها الكثيرون» وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه» كما قال تعالى فأنت حر فى التبرع أو عدمه ولكن لاداعى للهمز واللمز على الشيخ الجليل الذى طوى كتابه وأصبح فى رحاب الله بينما مازلنا نطارده ونقض مضجعه بالافتراءات كما سبق واتهم بالتطرف ...


والخلاصة أن الفقه ليس جامدا فقد تراجع الإمام الشافعى عن بعض فتاويه عندما جاء إلى مصر «واستفت قلبك ولو أفتوك» وأدعو للشيخ الشعراوى بالرحمة ولنا جميعا بالغفران

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة