جمال حسين
جمال حسين


يوميات الأخبار

السيسى والسادات وعبقرية القرارات

جمال حسين

السبت، 16 أكتوبر 2021 - 07:27 م

نريد عملا سينمائيا ضخما على قدر انتصار اكتوبر.. فمن غير المعقول ألا يتم توثيق بطولة الشهيد الحى الذى حارب بنصف جسد بعد أن أطاح صاروخ بقدميه وذراعه وعينه!!
 

كلما هبت نسمات شهر اكتوبر من كل عام تدب فى نفوسنا روح العبور والنصر العظيم وترتفع هاماتنا الى عنان السماء.. ورغم مرور سنوات طويلة على انتصارنا فى حرب العزة والكرامة إلا ان الملحمة كانت وستظل مبعث الفخر والاعتزاز لنا ولأحفادنا الذين سمعوا وقرأوا الكثير عن بطولات جيشهم العظيم الذى حقق معجزة المعجزات وقهر الاعداء فى ٦ ساعات.


ما احوجنا ونحن ندخل عصر الجمهورية الجديدة إلى استلهام روح نصر أكتوبر حتى يكون البذل والعطاء والتضحية والفداء للوطن سلوكا وأسلوب حياة لأنه من الظلم لنا ولنصر اكتوبر أن يبقى مجرد ذكرى نحتفل بها سنويا ولا يجد له مكانا فى سلوكياتنا ومواقفنا وتعاملنا مع الاحداث‏.. نعم ما أحوجنا إلى روح اكتوبر ونحن نواجه تحديات لا حدود لها.


للزعامة رجال


الشجاعة والإقدام وحسن اتخاذ القرار صفات جمعت بين الرئيسين السيسى والسادات رغم اختلاف الازمان والعصور.. السادات صاحب قرار العبور العظيم رجل من أشجع وأخلص الرجال امتلك شجاعة القرار واستشراف المستقبل..

احتار الشرق والغرب فى تحليل شخصيته لكنهم اجمعوا على انه رجل سبق عصره وتجاوز كل الأدبيات المستقرة فى زمانه وأثبتت الايام والسنون أنه كان بعيد النظر عندما ابرم اتفاق السلام مع اسرائيل رغم تعرضه لحملة هجوم منظمة وبعد مرور أربعة عقود أو يزيد تثبت الايام صحة قراره.


..السيسى يتفق مع السادات فى صفات القوة والشجاعة والإقدام وبعد النظر فى اتخاذ القرارات خاصة المصيرية منها.


السادات اتخذ قرار الحرب فى ظل ظروف صعبة وضغوط هائلة بعد ان تذوق الجميع مرارة الهزيمة والانكسار..

اتخذ القرار مؤمنا بقدرات جيشه وهو يعلم ان الفارق كبير بين قدرات الجيش المصرى وقدرات جيش الاعداء كالفارق بين قدرات السيارة المرسيدس وقدرات السيارة السيات كما جاء فى تشبيه الرئيس السيسى اثناء حديثه عن بطولات الجيش المصرى فى حرب اكتوبر حيث ان امريكا وكل الدول الكبرى والاكاديميات العسكرية العالمية وصفت الجيش الاسرائيلى بانه الجيش الذى لن يقهر لدرجة ان هنرى كسينجر وزير الخارجية الامريكى قال للسادات قبيل اكتوبر 73: نصيحتى لك ان تكون واقعيا فنحن نعيش فى عالم الواقع ولا نستطيع ان نبنى شيئا على الامانى والتخيلات..

الواقع يقول إنكم مهزومون فلا تطلبوا ما يطلبه المنتصر لابد ان تكون هناك بعض التنازلات من جانبكم حتى تستطيع امريكا ان تساعدكم فكيف يتسنى وانتم فى موقف المهزوم أن تملوا شروطكم على اسرائيل!!


فأسرها الرئيس السادات فى نفسه ولم يبدها لهم وكانت دافعه للأخذ بأسباب النصر بالتخطيط والاستعداد والتدريب وإعداد خطة خداع استراتيجى باغت بها الاعداء فكان له ولمصر الانتصار الذى أعاد لمصر وأمتها العربية العزة والكرامة.


السادات الذى قالت عنه المخابرات الأمريكية عقب وفاة عبدالناصر: مات الطيب وجاء الثعلب المكار، وقال عنه مدير المخابرات الاسرائيلى: كان ماكرا ولا يمكن لأى احد الوقوف أمام مكره حتى ولو كان من أصحاب العقل والمنطق..

السادات الذى جعل اللهجة النوبية «شفرة الحرب» فى سابقة هى الاولى من نوعها فى التاريخ حيث زرع فى كل غرفة عمليات جندى نوبى ينقل الاوامر والتوجيهات واعترفت اسرائيل انها لم تستطع فك الشفرة المصرية فى حرب اكتوبر.


اما الرئيس السيسى فهو القوى الامين الشجاع الذى استطاع فعل المستحيل وحقق انجازات تصل الى مرحلة الاعجاز.. فعندما اشتدت العواصف وكادت تغرق سفينة الوطن واختطفت جماعة الاخوان الارهابية الحكم فى غفلة من الزمن حمل روحه على اكفه وتقدم الصفوف واصبح رجل الاقدار.. وضع مصلحة الوطن نصب عينيه واتخذ القرار الصعب بشجاعة سوف يتوقف امامها التاريخ طويلا بإزاحة جماعة الاخوان التى تسللت الى سدة الحكم فى غفلة من الزمن وهو القرار الذى يعد من اهم وأعظم القرارات فى تاريخ مصر الحديث.. وتوالت بعده القرارات الشجاعة للسيسى من اجل اعادة بناء الجمهورية الجديدة منها قرار الحرب على الارهاب بسيناء بتنفيذ «العملية الشاملة سيناء» التى نجحت فى تخليص مصر من الإرهاب والإرهابيين ولم يتبق سوى اعلان سيناء خالية من الارهاب.


ثم جاءت قرارات الإصلاح الاقتصادى الصعبة التى تهربت من تطبيقها كل الحكومات السابقة على مدى اكثر من 30 سنة خشية رد الفعل وأثمرت هذه القرارات فى إنقاذ اقتصاد مصر وتحقيق نتائج ايجابية بشهادة كافة الدوائر الاقتصادية العالمية.


ومن اشجع القرارات التى اتخذها الرئيس السيسى ايضا اقتحام ملف العشوائيات وتطوير الريف الذى لم تمتد له الدولة طوال العهود السابقة تطويرا شاملا بعد ان ارجأه كل من سبقوه لكنه اصر على تطهير مصر من العشوائيات التى كانت بيئة مناسبة للارهاب والمخدرات ومركزا لكل انواع الجريمة وبالفعل نجح فى القضاء على المناطق العشوائية خلال فترة قياسية بعد ان قام ببناء مدن جديدة نقل اليها سكان العشوائيات ولم ينس ان يكون تطوير البشرمواكبا لتطوير الحجر.


قرارات السيسى حققت إنجازات تصل الى مرحلة الإعجاز ادهشت القاصى والدانى ولم ينكرها إلا كل حاقد أو جاحد أو إخواني.


إعلاء قيمة الوفاء


خلال متابعتى لوقائع الندوة التثقيفية التى نظمتها القوات المسلحة احتفالا بذكرى انتصارات اكتوبر اسعدنى ذلك الحوار الانسانى الرائع الذى دار بين الرئيس السيسى وقائده السابق اللواء سمير فرج والذى اعلى خلاله الرئيس السيسى فضيلتى الوفاء والاعتراف بالجميل وهى صفات كادت تندثر فى خضم الضغوطات والتناسى وربما النكران.


كشف اللواء سمير فرج عن سر قديم عندما كان قائدا لفصيلة بالعريش وكان الملازم اول عبدالفتاح السيسى ضابطا معه وانه اعطاه فى التقرير السرى امتياز وكتب فى الحيثيات انه ضابط صاحب قرار وأثبتت الايام صدق تقييمه واصبح السيسى صاحب القرارات المصيرية وعلى رأسها القرار الصعب إزاحة الإخوان عن الحكم فأنقذ مصر من حكم الفاشية الدينية.


كم كان عظيما رد الرئيس السيسى على اللواء سمير فرج عندما قال للرئيس: أنا بفتخر إنى فى يوم من الأيام كنت مع حضرتك، فقاطعه الرئيس بأدبه المعهود قائلا: لأ يا فندم، ده أنا اللى كنت مع حضرتك.. والعين مش ممكن تعلى عن الحاجب ليعطى الرئيس للجميع درسا عظيما فى الوفاء والعرفان بالجميل.


السينما وحرب أكتوبر


رغم مرور ٤٨ عاما على ملحمة العبور العظيم فى السادس من اكتوبر ورغم انه لم يتبق سوى عامين فقط على الاحتفال باليوبيل الذهبى لأعظم انتصار فى تاريخ مصر والامة العربية إلا ان السينما المصرية فشلت حتى الآن فى انتاج فيلم سينمائى عالمى يوثق ذلك الحدث الاعظم على غرار افلام هوليود التى قدمت افلاما عالمية وثقت بها الحربين العالميتين الأولى والثانية، بينما اكتفت السينما المصرية بعمل افلام عادية لا تتناسب مع ضخامة النصر وقيمة الحدث فى الوقت الذى صنعت فيه اسرائيل الطرف الخاسر فى الحرب أفلاما سينمائية تحاول من خلالها قلب الحقائق.


أتمنى أن يستغل القائمون على السينما ذلك الدعم الكبير من الدولة ومن الرئيس شخصيا وان يسارعوا بإنتاج فيلم عالمى عن نصر اكتوبر يتم عرضه فى الاحتفال باليوبيل الذهبى لحرب اكتوبر..

نريد فيلما يوثق العبور ويحكى للاجيال الجديدة قصص البطولة والفداء يروى كيف حطم الجيش المصرى العظيم اسطورة جيش اسرائيل الذى لا يقهر..

نريد مسلسلات تحكى لأبنائنا بطولات ابطال قواتنا المسلحة فى حرب العزة والكرامة فمن غير المعقول ألا يتم توثيق بطولة الشهيد الحى عبدالجواد السماعينى الذى حارب بنصف جسد وسمى بالشهيد الحى لأنه أصيب بقذيفة صاروخ اسرائيلى اطارت نصف جسده «قدميه وذراعه وإحدى عينيه» ورغم اصابته الجسيمة الا انه دفن اعضاءه المبتورة فى مقابر بورسعيد واصر على الاشتراك فى حرب اكتوبر بأطراف صناعية وابلى بلاء حسنا ودمر مدرعة إسرائيلية وقتل 22 جندياً كما شارك فى تدمير 16 دبابة و11 مدرعة و6 طائرات.


من حق الاجيال الجديدة ان تتعرف على بطولات الشهيد الحى وبطولات زملائه وما اكثرها واقول للمسئولين عن السينما فى مصر ننتظر انتفاضتكم، فوثائق القوات المسلحة عن نصر اكتوبر معين لا ينضب.


الغيطانى على خط النار


أسعدنى ايضا حديث الرئيس السيسي، عن ابن مؤسسة اخبار اليوم الأديب الكبير الراحل جمال الغيطانى الذى كان مراسلا عسكريا لجريدة الاخبار على خط النار خلال حربى الاستنزاف وأكتوبر.. الرئيس قال لنجل الغيطاني: والدك كان صديقًا عزيزًا واستمتعت كثيرًا بالحديث معه وبالوطنية المتدفقة دائمًا منه خاصة أننا أبناء منطقة واحدة يقصد الجمالية.. ورد نجل الغيطانى إنّه تعلم تاريخ مصر وجيشها من والده «المقاتل المحب لمصر» الذى احتفظ على مكتبه بقطعة من أول طائرة اسرائيلية اسقطها الجيش المصري.


وبمناسبة انتصارات اكتوبر اصدرت مؤسسة اخبار اليوم كتابا للاديب الراحل جمال الغيطانى بعنوان «على خط النار يوميات حرب أكتوبر».. الكتاب نشر فى سلسلة «كتاب اليوم» التى يرأس تحريرها الصديق الكاتب الصحفى علاء عبدالهادى وتضمن الكتاب رسائل الغيطانى الصحفية التى ارسلها الى جريدة الأخبار عندما كان مراسلا عسكريا على الجبهة خلال حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر.


ابرز الغيطانى فى رسائله بطولات الجنود والضباط وسكان محافظات القناة وأهالى سيناء.


حقا ما أحوجنا الى روح اكتوبر ونحن على اعتاب الجمهورية الجديدة التى يرسى دعائمها الرئيس عبدالفتاح السيسى.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة