الطفل المصري اذكي اطفال العالم لسن 6 سنوات قبل دخول المدرسة، هذه العبارة اسمعها منذ ان بدأت عملي كصحفية متخصصة في شئون المرأة والاسرة منذ اربعين عاما، وكثيرا ما أتسأل واتعجب من ان اطفالنا يتمتعون بمواهب وقدرات فطرية ثم يتراجع هذا كله مع دخول المدرسة وانخراطهم في سلم التعليم والذي من المفروض ان ينمي العقول ويصقل المواهب. كثيرا ما كنت اوجه اللوم للمناهج الدراسية الطويلة المحشوة بالمعلومات مما يجعل التلميذ مسخرا فقط للحفظ والتلقين وليس لديه وقت ليحلم ويسرح في الخيال واذا فعل ذلك يلقي مراجعة وعتاب من الاهل وللاسف فهم ينسون او يتناسون ان الطفل الذكي لديه استعداد فطري للابداع تصقله البيئة الملائمة والظروف وهنا يجيء دور اولياء الامور سواء داخل الاسرة او في المدرسة للكشف المبكر عن القدرات الابتكارية او الفنية او الادبية لدي الطفل وتوجيهها ليصبح لدينا جيل من العلماء والمبتكرين والفنانين.
هذا ما تأكد لي اثناء متابعة احداث فيلم اجنبي يعرض حاليا في دور السينما عن قصة حقيقية لكفاح ونجاح الامريكية جوي مانجانون التي اصبحت من اصحاب الملايين لابتكار بسيط لا تستغني عنه المرأة العصرية، وانه لولا تشجيع الجدة لها عندما كانت طفلة في الثانية عشرة من عمرها لما استطاعت ان تثق في قدراتها او تفكر في الابتكار، بدأت الطفلة جوي بالرسم وقص الورق لعمل نماذج للعب ورقية كبقية الاطفال ولكن الجدة اكدت انها لديها قدرات خاصة ومرت الايام وواجهت الفتاة جوي ظروفا صعبة لتجد نفسها اما مطلقة تعول اطفالا وسط لا مبالاة ابيها وامها، وبعد سلسلة من التجارب الفاشلة علي الصعيد الشخصي والعملي تطرأ لها فكرة عند الاضطرار لمسح الارض بالممسحة التقليدية حيث تصاب يداها بالجروح بسبب قطع زجاجية لكئوس مكسورة فتقوم بتصميم ممسحة تخفف اطرافها ذاتيا مؤكدا ان الحاجة ام الابتكار.. ثم تكافح وتناضل وترهن بيتها مقابل انتاج وتسويق الممسحة وبعد معاناة طويلة تنجح وتقدم عدد من الابتكارات المنزلية الاخري فتصبح صاحبة امبراطورية كبيرة لبيع مستلزمات البيت وتصبح شخصية لها وزنها في المجتمع الامريكي.
فهمست في اذن الامهات والاباء ان الاختراعات والابتكارات الحديثة والابداعات الفنية والادبية جاءت بها عقول البشر كانت في بدايتها مجرد الهام عارض وفكرة عابرة لمعت في اذهان المبدعين والمخترعين وتم تنفيذها بالعزيمة القوية والاصرار علي النجاح.