قادة الأديان حول العالم
قادة الأديان حول العالم


بمشاركة شيخ الأزهر l قادة الأديان حول العالم يواجهون «تغير المناخ»

آخر ساعة

الأحد، 17 أكتوبر 2021 - 09:22 ص

ندى البدوى

باختلاف عقائدهم ومذاهبهم، اجتمع قادة الأديان حول العالم، لإطلاق نداء عالمى يحذِّر من أزمة تغير المناخ باعتباره التهديد الأكبر الذى يواجه البشرية.. وجاءت الوثيقة المشتركة التى خرجت بها القمة التى ترأسها البابا فرنسيس، وشارك بها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بعد أشهر من النقاش بين القيادات الدينية ولجنة من علماء المناخ، لبحث التحديات التى تهدد مستقبل البشرية والبيئة، ودور القادة الروحيين فى توعية المجتمعات بهذه المخاطر، ما يعكس تنبُّه المؤسسات بالمسئولية الأخلاقية الملقاة على عاتقها، ويعظِّم من دورها فى توصيل التعاليم الدينية التى تدعو للحفاظ على البيئة والحد من أزمة تغير المناخ.

 

القمة التى عُقدت فى الفاتيكان وحملت عنوان االإيمان والعلم.. نحو مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخى Cop26ب شارك بها أيضًا ممثلون عن طوائف مسيحية عدة، فضلاً عن الديانات اليهودية والهندوسية، والسيخـــية، والبــــوذيـــة، والكونـفـوشيوســية والطاوية والزرادشتية وغــيرها مـــن الأديــان والطوائف. وتضـمنت توجـــيه نـــداء مشترك للمشاركين فى المؤتمر المزمع عقده بمدينة جلاسجو بالمملكة المتحدة مطلع نوفمبر المقبل، وشـمِل اتـفــاق القـــادة الدينيين على تعميق الجهود لإحداث تغيير فى قناعات أتباعهم فيما يخص قضايا البيئة، وتشجيع مؤسساتهم التعليمية والثقافية على دعم التعليم البيئى المُتكامل كأولوية قصوى.

كما ناشد قادة الأديان دول العالم تحقيق مستوى الانبعاثات صفر فى أقرب وقت ممكن، للحدّ من متوسط ارتفاع حرارة الأرض لما دون 1٫5 درجة مئوية، مع الضغط على الدول المتقدمة لتحمل مسئوليتها التاريخية، وتقديم المساهمات المالية اللازمة لدعم الدول الفقيرة للتأقلم مع تغير المناخ.

وفى كلمته خلال القمة، وجّه فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر النداء، لكل إنسانٍ يقظ الضمير أيًا كانت عقيدته، أن يقف بالمرصاد فى وجه أى نشاط يضر بالبيئة، أو يفاقم من أزمة تغير المناخ، داعيًا علماء الأديان ورجالها أن يقوموا بواجبهم الدينى فى تحمل مسئولياتهم تجاه هذه الأزمة. وأوضح أن الإسلام لا ينظر إلى الوجود المادى الساكن نظرته لكائنات ميتة لا وعى لها ولا إدراك، بل على العكس ينظر إلى عوالم هذا الوجود من إنسان وحيوان ونبات وجماد بحسبانها موجودات حية تعبد الله وتسبحه فى لغة لا يفقهها الإنسان، موضحًا أن الله استخلف الإنسان فى الأرض بعدما أصلحها له وهيأها لمنفعته وخدمته فى دقة مدهشة، وحكمة وعناية بالغة؛ ولذلك حذره من الإفساد فيها، بأى وجه من وجوه الفساد.

ويثمّن الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، القمة التى تعكس التفات المؤسسات الدينية حول العالم لهذه القضية الهامة، مؤكدًا أن دور الأزهر فى التوعية بالحفاظ على البيئة، يتم من خلال الندوات التثقيفية والتعريفية التى ستُعقد بهذا الشأن، للتأكيد على ما حثت عليه الشريعة الإسلامية من أهمية صون الطبيعة والإحسان إلى صُنع الله وتجريم الاعتداء عليها، مضيفاً: ايتعين علينا جميعًا تذكير الناس بآداب التعامل مع البيئة، ويمكن تحقيق ذلك أيضًا بالتعاون مع وزارة الأوقاف من خلال خطب الجمعة بالمساجد، والوصول للشباب والنشء عبر مواقع التواصل الاجتماعىب.

ويؤكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر سابقًا، أن الشريعة الإسلامية اهتمت بكل مكونات البيئة ودلائل هذا الاهتمام نجدها فى كتاب الله وسنة نبيه المصطفى، فالله تعالى خلق الكون بنظام مدهش ومهّد للإنسان الأرض وسخر له جميع مواردها ومكوناتها استخلافًا، وفق قوله تعالى: اإِنِّى جَاعِلٌ فِى الأرْضِ خَلِيفَةًب، كما وضع الإسلام مبادئ الترشيد فى الاستهلاك فأساس الشريعة الإسلامية قائمة على الاتزان والوسطية والنهى عن الإسراف فى التعامل مع كل شىء بما فى ذلك الموارد الطبيعية لعدم الإخلال بها.

وجعل الله الموارد الطبيعية ملكية عامة للجميع لا يحق لأحدٍ أن يتصرف بها، إلا بما يحقق المنفعة العامة لأنها كما ذكرنا ملكية استخلاف، لذا فإفساد البيئة منهى عنه بدرجة مُشددة فى الإسلام، ونهى رسولنا الكريم عن قطع الأشجار حتى فى حالة الحرب.

من جانبه، يقول القمص موسى إبراهيم المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، إن السيد المسيح أصّل فى تعاليمه لمبدأ حِساب النفقة، الذى يقتضى أن يحسب الإنسان ما تقتضيه أفعاله، وإذا نظرنا إلى ما يمارسه الإنسان من جور على الموارد الطبيعية، سنجد أنه حاد بشكل كبير عن ذلك بتفريطه فى نِعَم الله، فللأسف تسبب السلوك تجاه الطبيعة والبيئة فى أزمة التغيرات المناخية التى نحن بصددها، التى أصبحت من أخطر التحديات التى تواجه البشرية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة