لم تكن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للكاتدرائية ليلة عيد الميلاد، مجرد زيارة للتهنئة بالعيد فقط وإنما حملت الزيارة العديد من الرسائل المهمة التي يجب أن نعيها جميعا ونحرص علي فهمها واستيعابها، ولعل أول هذه الرسائل أن رئيس الجمهورية هو أول من يقوم بتجديد الخطاب الديني والذي ينادي به الجميع ولا يفعلون والوحيد الذي فعلها هو الرئيس ليؤكد علي أمرين الأول أنه حينما يقول أمرا يفعله والثاني تشجيع الأمة ورجال الدين علي اتخاذ خطوة تجديد الخطاب الديني.
والرسالة الثانية في زيارة السيسي للكاتدرائية أنه كشف بصورة جالية حالة الانفصال التي تعيشها التنظيمات الدينية المتشددة والتي تدعو لعدم تهنئة الإخوة المسيحيين في الوقت الذي تطلب ودهم في أثناء الانتخابات أو عند الحاجة إليهم، وهي حالة أصبحت واضحة للجميع.
والرسالة الأهم في الزيارة هي تذكير العالم أجمع بممارسات الجماعات التي تدعي أنها تنتمي إلي الإسلامي وما فعلوه مع المسيحيين في السنوات الماضية ونتج عنها الكثير ومن بينها حرق الكنائس وبخاصة في محافظات صعيد مصر، والتعهد الذي قطعه السيسي علي نفسه بترميم الكنائس المحترقة خلال عام لتعود لاستقبال زائريها في سلام وأمن.
وللعالم وجه الرئيس بزيارته رسالة مهمة أن محاولات زراعة الطائفية في مصر ستبوء بالفشل مثلما حدث علي مر العصور، لأن مصر بلد لا يعرف القبلية ولا الطائفية، فنحن نموذج مختلف نعيش في وطن يستوعب الجميع علي مختلف الانتماءات الدينية والعقائدية.
وأضف إلي كل ما ذكرت رسالة مهمة أفرزتها الزيارة أن مصر تعود لتكون كما كانت بلد الأمن والأمان وأن الوضع في مصر أصبح آمناً والجميع يعيش علي أرض واحدة مترابطين يأكلون من خيرها ولهم جميعا نفس الحقوق والواجبات.
والرسالة الأخيرة والمهمة التي وجهها السيسي للمصريين، تذكيرهم بالدور الوطني الذي قام به مسيحيو مصر بدءا من قداسة البابا حتي أصغر مسيحي في مصر خلال السنوات الماضية في أعقاب ٢٥ يناير وصولا لثورة ٣٠ يونيو وهو الدور الوطني الذي سيتوقف عنده التاريخ كثيرا مثلما توقف عند أحداث كثيرة تلاحم فيها المسلم والمسيحي في مصر من أجل حماية الوطن.
إنها مجموعة من الرسائل المهمة التي وصلت لجميع المصريين علي السواء ولم تكن مقصورة علي فئة من الفئات، فنحن مجتمع متكامل ومتناسق مهما حاولوا ولا فرق بين مسلم ولا مسيحي إلا بالعمل وحب الوطن.
تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.