ألمانيا تواجه الإرهاب الإخوانى
ألمانيا تواجه الإرهاب الإخوانى


بعد فرنسا.. ألمانيا تواجه الإرهاب الإخواني

أخبار الحوادث

الأحد، 17 أكتوبر 2021 - 01:54 م

مى السيد

أطلقت الإستخبارات الألمانية تحذيرا حول خطورة جماعة الإخوان، واستغلالها دور العبادة لنشر أفكارها وخطابها التحريضى، حيث تمكث الجماعة هناك منذ ما يزيد عن 50 عامًا، وتسيطر بشكل كامل على دور العبادة هناك والجمعيات التابعة لها، منها مسجد ميونخ الذى ارتبط اسمه بشبهات وصلات بالتطرف وأصبح داعمًا لتيارات الإسلام السياسى داخل ألمانيا.

كشفت وثيقة مسربة عثرت عليها أجهزة الإستخبارات مع عضو بارز من الجماعة، ألمانى الجنسية، عن الإستراتيجية المزدوجة للتنظيم داخل المجتمع الألمانى، والتى تهدف إلى خداع الناس والظهور بوجه مختلف مع الحكومة والمواطنين، وإيهامهم بأنهم متوافقين مع توجهاتهم العلمانية، بينما هناك وجه أخر لمجتمعهم الداخلى يهدف لتكريس فكرة أسلمة المجتمع، ويستخدمون من أجل ذلك اللغة الألمانية بهدف الوصول لأكبر شريحة من الألمان للتأثير فيه، ولكسب أعضاء جدد للجماعة.

أما الرسائل الداخلية التى عثر عليها فكانت باللغتين العربية والتركية، وموجهة إلى أعضائها وقادتها، ومختلفة تماما وكليا عن الرسائل الموجهة للنخبة، واكتشافها أمر معقد بالنسبة للأجهزة الأمنية التى لم تعثر على مثيل لتلك الوثيقة طوال 50 عاما.

 كما كشفت الوثيقة أنهم فى بعض الأحيان يفعلون نفس الأسلوب على مواقع التواصل الإجتماعى فيكون لدى بعض تنظيماتهم صفحتان مختلفتان من حيث اللغة والمضمون، فإحداهما موجهة إلى الأغلبية من المجتمع وينشر عليه موضوعات متعلقة بحماية البيئة وقضايا ليبرالية وشعبية تمس المجتمع، وليس بها أى توجهات دينية، أما على الجانب الأخر فتجد الصفحة الأخرى على مواقع التواصل الإجتماعى موجهة بحرفية إلى مجتمعهم الداخلى وتكون دينية بالأساسوتحتوى على خطب الدعاة الخاصة بهم ومقتطفات من أقوال قياداتهم مثل حسن البنا ويوسف القرضاوى، وتعليمات خاصة لهم بخصوص الأحداث العالمية والمحلية

تجسس

والدليل على التحركات التى تقوم بها ألمانيا ومواجهتها التطرف والإرهاب فقد أعلن مكتب النيابة العامة الفيدرالية الألمانية منذ أيام عن توقيف مواطن تركى فى فندق بمدينة دوسلدورف فى ألمانيا للاشتباه فى قيامه بالتجسس على حركة غولن لصالح تركيا.. حيث أكدت النيابة المكلفة بقضايا التجسس إن الرجل الذى عرف باسم (على. د) والذى تم إيقافه فى 17 سبتمبر الماضى، يخضع لإجراءات أولية.. ويشتبه فى قيامه بنشاطات كعميل لأجهزة الإستخبارات وكذلك انتهاك قانون الأسلحة، موضحة أن الرجل كان يجمع فى منطقة كولونيا معلومات عن شبكة الداعية فتح الله غولن الذى يلاحقه الرئيس رجب طيب إردوغان، وكان هدفه نقل المعلومات التى تم جمعها إلى أجهزة الإستخبارات التركية، وذكرت صحيفة «تاغشبيغل» الألمانية اليومية نقلا عن سلطات ولاية شمال الراين-وستفاليا الإقليمية حيث تقع دوسلدورف وكولونيا، أنه من المحتمل أنه أعد هجوما يستهدف أعضاء فى شبكة غولن.
وأكدت مصادر أمنية إن «على. د» يمينى متطرف جندته الإستخبارات التركية ويبلغ 40 عاماوتم إيقافه بعدما عثر موظف فى فندق على مسدس فى غرفته وأبلغ الشرطة. كما تتهمه النيابة بحيازة 200 طلقة من الرصاص.

غسيل أموال

كما أن الشرطة الألمانية نفذت مداهمات واسعة النطاق فى 3 ولايات، فيما له صلة بشبكة غسل أموال مشتبه بها، والتي يزعم أنها «حولت ملايين اليوروهات من المكاسب غير المشروعة إلى تركيا وسوريا.. حيث أكدت شرطة دوسلدورف منذ أيام إن المداهمات التى بدأت شارك فيها أكثر من ألف شرطي وتمت فى ولايات شمال الراين-وستفاليا وساكسونيا السفلى وبريمن. وأوضحت أن هذا النشاط جزء من تحقيق فيما يسمى بشبكة «الحوالة» والتى يعمل فيها أفراد لا بنوك كوسطاء لتحويل الأموال.


ومن جهتها قالت محطة «دبليو دى أر» العامة الألمانية إن الشبكة التى تخضع للتحقيق يشتبه فى أنها «حولت أكثر من 100 مليون يورو (111 مليون دولار) من الأرباح الناتجة عن تهريب المخدرات وغيرها من الأعمال غير القانونية إلى تركيا وسوريا، استخدم جزء منها فى تمويل الجماعات المسلحة.

ومع هذا التواجد الهرمى داخل المجتمع الألمانى، يقول علاء ثابت رئيس الجالية المصرية فى ألمانيالأخبار الحوادث؛ نعم  فى ألمانيا بدأت الحكومة فى أخذ حذرها متأخرا، وهذا الكلام حذرنا منه منذ فترة طويلة قبل عام 2015 ، وعن سبب بطء الإجراءات ضد الإخوان وأعوانهم وسبب تعامل الحكومة معهم، قال «علاء ثابت؛» التحركات المتأخرة والبطيئة تأتى بسبب أن ألمانيا بها قيادات إخوانية منذ زمن بعيد، وكانوا منتشرين بصورة كبيرة جدا، حتى أنها سمحت لعناصر من جماعة الإخوان المسلمين بإدارة المساجد والمراكز الدينية فى مختلف الولايات.. وفتح مدارس إسلامية بدعم من الحكومة الألمانية

وأوضح؛ أن برلين بدأت تكتشف بنفسها أن جماعة الإخوان المسلمين أصحاب فكر متطرف يدعو إلى الإرهاب ويحض على العنف، موضحا أنها اكتشفت مخاطر الإسلام السياسى، الذى يهدف إلى أسلمة المجتمع الأوروبى من قبل الجماعة والعمل على إيجاد فجوات ما بين الجاليات العربية والإسلامية واستقطاب الشباب وطلبة المدارس بدعوى تقديم العون والدعم ومساعدة الأسر بتربية وتعليم الأولاد.

وكشف عمدة المصريين؛ أن أول تقرير صدر ضد جماعة الاخوان كان من قبل دائرة حماية الدستور الألمانية فى ولاية بافاريا، والذى أكد أنهم يتسترون تحت عباءة الدين من أجل تحقيق أهداف سياسية يتم تحقيقها انطلاقا من ألمانيا، وأن هذه الأهداف لا تختلف عن الأهداف التى رسمها حسن البنا فى عشرينيات القرن الماضي، وهى أسلمة المجتمعات وتأسيس نظام إسلامى يعتمد الشريعة فى قوانينه، أيضا جاء تقرير الإستخبارات الألمانية ليؤكد الخطأ الذى كانت ترتكبه الحكومات الألمانية المتعاقبة بدعم الإخوان كونهم معتدلين، حيث اعتبر التقرير أنهم أخطر من تنظيمى داعش والقاعدة، ووجودهم فى ألمانيا خطر على أمنها وعلى ديمقراطيتها، محذرين من أن الخطر الأكبر على الديمقراطية الألمانية هم الإخوان، كونهم المصدر الرئيسى للأيديولوجية المتطرفة المستخدمة من قبل الجماعات الإرهابية، مضيفا أن كثيرين من كبار قادة تنظيم القاعدة لا سيما أيمن الظواهرى ثم بعض قادة تنظيم داعش هم من الأعضاء السابقين فى جماعة الإخوان المسلمين، لافتا إلى أن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين ملىء بكثير من أعمال العنف والإرهاب، بما فى ذلك حوادث الإغتيالات السياسية والعمليات المناهضة للدولة فى مصر.

مراقبة وتضييق

وأكد علاء ثابت؛ أن الوضع بدأ يختلف الأن وعمليات التضييق الأمنى باتت تكون أكثر صرامة وتتبعهم فى جميع المنابر بات واضحا، فالسلطات الألمانية تعتزم بالفعل فحص أنشطة جميع المساجد التى تديرها جماعة الإخوان المسلمين أو الجمعيات التى لها صلة بها، وذلك تخوفا من تأثير الجماعة على اللاجئين، ونحن كمصريين نقف ضدهم قلبا وقالبا لإظهار حقيقتهم أمام الناس والأحزاب والصحفيين.

وأشار رئيس البيت المصرى، «أنه من المهم فى نهاية الأمر وبعد هذه السنوات توصلت ألمانيا إلى الأسباب التى دفعتها لشن الحرب على التجمعات التابعة لتنظيم الإخوان، و نحن نبين حقيقتهم أكثر للأتراك وللألمان،لأنجماعة الإخوان تضم جنسيات مختلفة بخلاف المصريين أكثرهم الأتراك والألمان ونحن كمصريين شرفاء نحاول على قدر الإمكان إظهار الحقيقة للألمان، ونوضح لهم أن هؤلاء خطر على  الدولة الألمانية بالأدلة.

وكما قلت سابقا، الحكومة الألمانية الأن أصبحت تتابع جماعة الإخوان ونظرائها من جماعات التشدد عن كثب أكثر من ذى قبل، يتابعون أفكارهم فى الجمعيات والمحاضرات فى الجوامع، موضحا أن من يحاول منهم مهاجمة الدولة، يتم القبض عليه فورا والتحقيق معه ومع من خلفه، والحمد لله ألمانيا تسير فى الطريق الصحيح وأتوقع أن يصدر قرار فى القريب بإعتبار جماعة الإخوان هم جماعة إرهابية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة