صورة تعبرية
صورة تعبرية


الإعدام لقاتل موظف الأوقاف العجوز

أخبار الحوادث

الأحد، 17 أكتوبر 2021 - 03:07 م

منى‭ ‬ربيع

«‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يذاكر‭ ‬دروسه‭ ‬ويهتم‭ ‬بمستقبله،‭ ‬اتجه‭ ‬إلى‭ ‬اصدقاء‭ ‬السوء‭ ‬وتعاطى‭ ‬المخدرات‭ ‬حتى‭ ‬نبذته‭ ‬أسرته‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬جلب‭ ‬لهم‭ ‬العار‭ ‬بكم‭ ‬المصائب‭ ‬التى‭ ‬يرتكبها‭ ‬يوميًا،‭ ‬من‭ ‬سرقات‭ ‬للجيران‭ ‬الذين‭ ‬يسامحوه‭ ‬بسبب‭ ‬اسرته‭.‬

‭ ‬اختار‭ ‬طريق‭ ‬الشيطان‭ ‬الذى‭ ‬رسمه‭ ‬لنفسه،‭ ‬وقرر‭ ‬أن‭ ‬يسلك‭ ‬طريق‭ ‬الإجرام‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قاطعته‭ ‬اسرته‭ ‬رافضين‭ ‬أن‭ ‬يعطوه‭ ‬أي‭ ‬اموال،‭ ‬وفي‭ ‬لحظة‭ ‬شيطانية‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يسرق‭ ‬قريبه‭ ‬موظف‭ ‬الأوقاف‭ ‬لسرقته‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬علم‭ ‬من‭ ‬أصدقائه‭ ‬أنه‭ ‬يعيش‭ ‬وحيدا،‭ ‬لكنه‭  ‬فوجئ‭ ‬به‭ ‬مستيقظا‭ ‬فتخلص‭ ‬منه‭ ‬طعنًا‭ ‬بالسكين‭ ‬وفر‭ ‬هاربًا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سرق‭ ‬مبلغ‭ ‬13‭ ‬ألف‭ ‬جنيه،‭ ‬ظن‭ ‬أنه‭ ‬اصبح‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬العدالة‭ ‬ولن‭ ‬يكتشف‭ ‬جريمته‭ ‬أحد‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬سقط‭ ‬في‭ ‬ايدي‭ ‬رجال‭ ‬المباحث‭ ‬والذين‭ ‬بدورهم‭ ‬سلموه‭ ‬للعدالة‭ ‬والتى‭ ‬أصدرت‭ ‬حكمها‭ ‬بإعدامه‭ ‬شنقًا‭ .. ‬تفاصيل‭ ‬القضية‭ ‬ترويها‭ ‬السطور‭ ‬التالية‮»‬

أمام‭ ‬محكمة‭ ‬جنايات‭ ‬الزقازيق‭ ‬مثل‭ ‬محمود‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬عشرون‭ ‬عامًا‭ ‬داخل‭ ‬قفص‭ ‬الاتهام‭ ‬كانت‭ ‬عيناه‭ ‬زائغة‭ ‬وكأنه‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يعرفه،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يقابل‭ ‬سوى‭ ‬نظرات‭ ‬النقمة‭ ‬واللعنة‭ ‬عليه،‭ ‬فهو‭ ‬قاتل‭ ‬موظف‭ ‬الأوقاف‭ ‬المسن،‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يقضى‭ ‬آخر‭ ‬أيامه‭ ‬وحيدًا‭ ‬لا‭ ‬يفعل‭ ‬شيئا‭ ‬سوى‭ ‬مناجاة‭ ‬ربه‭ ‬والصلاة‭ ‬له،‭ ‬لقد‭ ‬قتل‭ ‬الرجل‭ ‬الطيب‭ ‬الذي‭ ‬يحبه‭ ‬جميع‭ ‬أهل‭ ‬القرية‭.‬

يقطع‭ ‬ذلك‭ ‬المشهد‭ ‬صوت‭ ‬حاجب‭ ‬المحكمة‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬كلمته‭ ‬الشهيرة‭ ‬‮«‬‭ ‬محكمة‮»‬‭ ‬لتعتلي‭ ‬هيئة‭ ‬المحكمة‭ ‬المنصة‭ ‬برئاسة‭ ‬المستشار‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬رئيس‭ ‬المحكمة‭ ‬وعضوية‭ ‬المستشارين‭ ‬هيثم‭ ‬محمود‭ ‬وأحمد‭ ‬حامد‭ ‬وحسام‭ ‬المكاوي‭ ‬وسكرتارية‭ ‬أحمد‭ ‬رمزي‭ ‬وتصدر‭ ‬حكمها‭ ‬بإعدام‭ ‬محمود‭ .‬ا‭ ‬شنقا‭ ‬بإجماع‭ ‬الآراء‭ ‬وبعد‭ ‬موافقة‭ ‬فضيلة‭ ‬المفتى‭ ‬بعد‭ ‬اتهامه‭ ‬بقتل‭ ‬الحاج‭ ‬صبحى‭ . ‬ف‭ ‬65‭ ‬عامًا‭ ‬داخل‭ ‬منزله‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سدد‭ ‬له‭ ‬8‭ ‬طعنات‭ ‬في‭ ‬انحاء‭ ‬متفرقة‭ ‬من‭ ‬جسده،‭ ‬ينهار‭ ‬محمود‭ ‬معلنًا‭ ‬ندمه‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ارتكبه‭ ‬ونهايته‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يريدها‭ ‬فهو‭ ‬شاب‭ ‬في‭ ‬مقتبل‭ ‬العمر‭ ‬وبعدها‭ ‬راح‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬طويل‭ ‬وكأنه‭ ‬يسترجع‭ ‬ليلة‭ ‬الحادث‭ ‬في‭ ‬ذاكرته‭.‬

ترجع‭ ‬الواقعة‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬عندما‭ ‬قامت‭ ‬اسرة‭ ‬محمود‭ ‬بطرده‭ ‬من‭ ‬المنزل،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬دراسته‭ ‬وفي‭ ‬ايجاد‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬وسلك‭ ‬طريق‭ ‬الشيطان،‭ ‬وبدأ‭ ‬اصدقاؤه‭ ‬ينفرون‭ ‬منه‭ ‬لانه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬معه‭ ‬أي‭ ‬أموال،‭ ‬ليقرر‭ ‬سرقة‭ ‬قريبه‭ ‬الحاج‭ ‬صبحى‭ ‬والذى‭ ‬يعرف‭ ‬جيدًا‭ ‬أنه‭ ‬يعيش‭ ‬وحيدا‭ ‬بعد‭ ‬زواج‭ ‬أبنائه‭.‬

وفي‭ ‬ليلة‭ ‬الحادث‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعاطى‭ ‬المخدرات‭ ‬مع‭ ‬اصدقائه‭ ‬تركهم‭ ‬وهو‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬ملابسه‭ ‬سكينًا،‭ ‬ذاهبًا‭ ‬لسرقة‭ ‬منزل‭ ‬الحاج‭ ‬صبحي‭ ‬والذى‭ ‬كان‭ ‬يعرف‭ ‬جيدا‭ ‬انه‭ ‬دائمًا‭ ‬ما‭ ‬يحتفظ‭ ‬بالأموال‭ ‬في‭ ‬منزله،‭ ‬وتوجه‭ ‬إلى‭ ‬محل‭ ‬سكن‭ ‬المجنى‭ ‬عليه‭ ‬حتى‭ ‬أيقن‭ ‬انه‭ ‬استغرق‭ ‬في‭ ‬النوم‭ ‬واعتلى‭ ‬سطح‭ ‬منزله‭ ‬ثم‭ ‬تسلل‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬المسكن،‭ ‬وتوجه‭ ‬إلى‭ ‬غرفة‭ ‬نومه‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الاموال‭ ‬لكنه‭ ‬فوجئ‭ ‬بالمجنى‭ ‬عليه‭ ‬مستيقظا‭ ‬وخوفًا‭ ‬من‭ ‬الفضيحة‭ ‬تعدى‭ ‬عليه‭ ‬بالسلاح‭ ‬الأبيض،‭ ‬حيث‭ ‬سدد‭ ‬له‭ ‬8‭ ‬طعنات‭ ‬ثم‭ ‬ذبحه‭ ‬قاصدًا‭ ‬إزهاق‭ ‬روحه،‭ ‬وسرق‭ ‬مبلغ‭ ‬13800‭ ‬جنيه،‭ ‬وهاتف‭ ‬محمول‭ ‬وفر‭ ‬هاربًا‭.‬

وبعد‭ ‬يومين‭ ‬من‭ ‬وقوع‭ ‬الجريمة‭ ‬سقط‭ ‬محمود‭ ‬في‭ ‬أيدى‭ ‬رجال‭ ‬المباحث‭ ‬ليعترف‭ ‬بجريمته‭ ‬كاملة‭ ‬لتتم‭ ‬إحالته‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬جنايات‭ ‬الزقازيق‭ ‬والتى‭ ‬أصدرت‭ ‬حكمها‭ ‬المتقدم‭.‬


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة