عزة فهمي
عزة فهمي


مذكرات تلقائية تكشف

بقطع حُلي من التراث.. كيف أصبحت «عزة» علامة دولية؟

الأخبار

الأحد، 17 أكتوبر 2021 - 05:36 م

كتبت: فادية البمبي

«عزة فهمي» اسم لسيدة ملهمة حولت قطع الحلي من مجرد أداة للزينة إلى رمز تعبر من خلاله عن هويتنا الحضارية والثقافية، فكل قطعة تصنعها تحمل ملمحا من التراث المصري، بل مستوحاة منه بشكل دقيق يعيده إلى الحياة، لم تكتف هذه الفنانة المتميزة بصناعة الحلي فقط، بل أنشأت مدرسة لتعليم هذه الحرفة الدقيقة لمن أراد أن يسلك هذا الطريق، فتساعده بعلمها وخبرتها.

نموذج من إبداعات الفنانة

في سنة 1969 انعقد أول معرض كتاب فى مصر، وكانت هناك بنت لديها أحلام كثيرة تزور المعرض الذى يجلب كتبا من كل دول العالم،وفجأة لفت نظرها غلاف كتاب ألمانى عليه صورة حلق وأسورة ذهب شكلها لطيف، ورغم أنها تجهل الألمانية سحبت الكتاب، وقلبت فيه ففوجئت بصور مدهشة، لحلقان على شكل حيوانات، وسلاسل كبيرة غريبة، و اشترت الكتاب فورا لأنها خريجة فنون جميلة قسم ديكور، وتحب التصميمات الغريبة، لكن هذا الكتاب غير مجرى حياتها كلها، لأنه يبسط تاريخ صناعة الحلى وتطور أشكالها وتصميماتها واختلافاتها من بلد إلى آخرومن عصر إلى غيره ،اسم هذه الفتاة «عزة فهمي» التى قررت وقتها -رغم تعيينها موظفة فى هيئة الاستعلامات- أن تتعلم تصميم الحلي، وذهبت إلى خان الخليلي، وكانت أول بنت تشتغل مع الصنايعية يدا بيد، فى البداية اندهش الناس ولم يألفوا الحالة، لكن كان هناك «أسطوات» وشيوخ مهنة وافقواعلى تعليمها، ووقفوا إلى جانبها، وفعلا مسكت «عزة» المقص والمبرد والأدوات الغريبة، وظلت 15 سنة كاملة تشتغل كصبى أسطى، ومساعد أسطى، ثم أسطى، فى تشكيل الذهب والفضة حتى انمحت بصمات يديها من كثرة العمل، وبعد رحلة تعليم وتدريب شاقة افتتحت عزة أول ورشة فى حلوان، واستعانت بتراث مصر وتاريخها فى تصميماتها ونجحت ورشتها وكبرت وصارت مصنعا، توسع بعد ذلك وأصبح شركة، ونجحت هذه الفنانة على مدى نصف قرن فى أن تنتزع مكانتها كواحدة من أبرز مصممات الحلى فى العالم، حكاية عزة فهمى الحافلة ورحلتها الممتدة بكل تفاصيلها كتبتها للناس، وصدرت مؤخرا عن الدارالمصرية اللبنانية بعنوان «أحلام لا تنتهي».

الجذور والخريطة العالمية

تركيبة معقدة: مصرية سودانية من ناحية الأب، مصرية تركيـة مـن ناحية الأم، صعيدية المنشأ والطفولة الأولى، أصبحـت قاهريـة عنـد منتصف العمـر. يظهـر العـرق الصعيـدى كتيرا فى تصرفاتها، كـمـا تحكى لنا صاحبة المذكرات فى معرض كشفها عن جذورها قائلة: «عنـدى  الحتـة التقليدية الـلـى اكتسبتها والـلـى بتظهر فى ردود أفعـالي، وده نتيجـة التربية والفترة الـلى عشتها فى منطقـة حلـوان، جنـوب القاهرة ولسـه عنـدى ركـن خـاص جـدا جوايـا معشـش فـيـه صنايعـى قـديـم، مـن تأثير فترة شغلى فى «خـان الخليلي» و«الصاغة»، والأسطوات والمعلمين العظـام الـلى عـشـت بينهـم فترة الشباب كل المراحـل دي، وكتـير مـن النـاس الـلى عرفتهـم فى حيـاتي، الـلى بعضهـم مـروا مـرور الكرام، لكـن كـمان كثير منهـم سـابوا بصمـة عـلى روحـى وعقلي، ولـو أنـا شايفة قدام عنيا حيـاتى (كسلسلة وحلقات متشابكة) هيـا الـلـى كـونـت التركيبة الأساسية لشخصيتي، فهيبقى الواضح فى ذهنـى قـوى دلوقتي، إن أبويا وأمى والصعيـد هـمـا الـلى لعبـوا الأدوار الرئيسية فى تشكيل مرحلة الطفولة».

وأضافت: «صورهـم أول حاجة بتطلع فى رأسى أول مـا افتكـر الحتة دي،وتواصل الفنانة عزة فهمى حكيها التلقائى الحميم بقولها: عمليـة اكتشـاف الـذات دى حاجـة حسيت إنهـا مهمـة دلوقتى إنى أعرفهـا، جايـز الـكـلام ده فقـت عليـه متأخـر بـس كان لازم أقف مع روحى بعد كل الرحلة والسنين دى وافكر، مين عزة دي؟ مش بس المسألة إنى عملت مشوار نجاح مع مهنة أو حرفة، كان ملهاش الأهمية الكبيرة وسط الفنون والإبداعات، لكن كمان اشتغلت كويس وقدرت أحطها على خريطة المنطقة وكمان دلوقتى على الخريطة العالمية، جزء من المشوار نفسه وخطواته ومراحله، كانوا واضحين فى دماغي: الجامعة، ثم التعيين فى الحكومة، خان الخليلي، تكوين الشركة.. خطوات أعرفها كويس وحافظاها زى كف إيدى من كتر ما اتكلمت فى لقاءات تليفزيونية وصحفية (لدرجة إنى زهقت)، اللى لازم أفكر فيه دلوقتى هو الجزء الشخصى الخاص بتركيبتي: النشأة، أنا مين؟ جاية منين؟ أنا كده ليه؟ مين اللى أثر فيا كبنى آدم؟ تاريخ العيلة وتأثيره؟ الصفات اللى اتغرست فيا».

وتابعت: «في الآخر بقيت ماركة اسمها عزة فهمي، حاجات كتيرة، أب وأم، ظروف مختلفة، محيط الأصدقاء، مصر كان شكلها إيه فى الوقت ده، الجو العام اللى عشته وكان موجود، التاريخ الطويل ده وكل العوامل والأحداث المؤثرة اللى مريت بيها».

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة