الإثنين، 18 أكتوبر 2021 - 05:50 م

في الخمسينيات، امتلأت القاهرة بالصور الفنية العارية فى ذلك العصرليخرج أهل الفن مدافعين عن فنهم مؤكدا أن الصور العارية «حلال»، بينما يرى الأزهر أن هذه الصور حرام ويطالب بقانون لمنع وتجريم بيع هذه الصورة تحت اسم الصور الفنية.

حينها تمسك الأزهر بالتأكيد على أن الصور الفنية العارية حرام؛ حيث بدأت هذه المشكلة في عام 1957 عندما وجه فضيلة الشيخ شلتوت وكيل الازهر خطاب لوزير الداخلية في ذلك الوقت، قائلا فيه: إن الصور العارية تملأ شوارع القاهرة الكبرى باسم الصور الفنية بينما هذه الصور مقصود بها إثارة الغرائز الرخيصة.

وقد طلب وكيل الأزهر من وزير الداخلية القيام بحملات واسعة لضبط هذه الصور العارية وتقديم بائعيها للمحاكمة، ثم فوجئ البوليس بأن الصور العارية التي تتخذ نماذج فنية للرسم أو صنع التابلوهات ليس هناك عقاب قانوني عليها، وكل ما يمكن عمله هو تحرير محاضر بيع بدون ترخيص للباعة ومصارة الصور.

اقرأ أيضًا| فيروز تقلب حياة أحمد عبدالوارث وسعاد نصر رأسًا على عقب‬ 

وفي هذا العام توجهت جريدة أخبار اليوم إلى الرسامين الذين أكدوا أن الصور الفنية العارية حلال، فقال علي الديب مدير الإدارة الفنية بالمتحف الزراعي: إن عرض الصور الفنية حلال ومسموح به وهو نوع من الفنون الجميلة وذلك بشرط أن تكون الصور العارية فنية مثلا صور عارية وسط غابة وتعبر عن موضوع أم إذا كانت غير ذلك فإنها تكون مثيرة للجنس ويجب منعها.

بينما ذكر عزالدين حمودة أستاذ التصوير بكلية الفنون الجميلة وقتها: أن الرأي الذي ينادي به الأزهر فات زمنه ولو أخذنا به لحرمنا على الأطباء الكشف على السيدات بحجة أن «الدكتور حرام».

كما أضاف الحسين فوزي رئيس قسم الحفر بكلية الفنون الجميلة: أن رجال الدين أعلم من الفنانين في هذه الناحية فإذا قالوا حرام يبقي حرام.

فيما أوضح عبدالسلام الشريف أستاذ الفنون الزخرفية أن المسألة علمية بحتة والفنان يدرس جسم المرأة كما يدرس الزهرة أو أي منظر طبيعي، والفنان حين يرسم امرأة عارية يكون مثل المتصوف تتلاشى إحساساته المادية فإذا اكتملت الصورة وعرضت على الجماهير فليس هناك ما يدعو للتحريم.

أما زينب عبدالحميد أستاذة التصوير بالمعهد العالي فتؤكد أنه إذا كان قصد الفنان هو خدمة الفن وإظهار نواح فنية معينة فإن هذا ينعكس على المتفرج وتكون الصورة العارية حلالا أما إذا كان قصده غير شريف فتكون حرامًا.

كما اطلعت أخبار اليوم الشيخ شلتوت آراء الفنانين والقانون فقال: من الذي يفرق بين الصور الفنية والصور العارية؟.. إن من يقول إن هناك نوعا من الصور العارية تستخد لأغراض فنية فهذا تحايل.. الفن هو أن يتلاءم مع الذوق السليم والخلق الكريم ولا يسخر الفن لإفساد الأخلاق، وأرى أن يعدل القانون لمنع بيع الصور العارية سواء كانت فنية أو غير فنية.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم