كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

«خلفتونا ليه» !

كرم جبر

الإثنين، 18 أكتوبر 2021 - 06:29 م

 

فى مصر لا يمكن أن نفعل مثل بعض الدول التى اضطرت فى حقبة معينة إلى التعقيم الإجبارى لأجيال كاملة للتحكم فى الزيادة السكانية، فنحن نحتاج «تعقيم العقول» ورفع درجات الوعي، وأن نعود للمثل القديم «على قد لحافك مد رجليك».

الحملات الإعلامية مهمة جداً بشرط دراسة الفئات الأكثر إنجاباً واستهدافها بخطاب مؤثر، بعيداً عن العمومية والنصائح والإرشاد، والأهم هو الخطاب الدينى المستنير الذى يحفِّز الوعى ويصحح المفاهيم ويواجه التراكمات السابقة.

العالم حولنا يعانى من كارثة عدم الإنجاب، ونحن غارقون فى مشاكل الانفجار، روسيا تدفع دعماً حكومياً للطفل الواحد 55 دولاراً شهرياً، ومكافأة الطفل الثانى عشرة آلاف دولار، وتتضاعف المنحة عند الطفل الثالث.
الدنمارك أطلقت حملة «انجب من أجل وطنك»، وفرنسا تقدم دعماً حكومياً للطفل الثاني، وألمانيا تعوض العجز بتشجيع الهجرة، وكل دولة تتخذ إجراءات تتناسب مع ظروفها واحتياجاتها.
ولكن فى مصر الأمر مختلف وتلتهم الزيادة السكانية الأخضر واليابس .

إنجاب 2 مليون طفل كل سنة كارثة حقيقية، فهم يحتاجون رعاية صحية وتطعيمات وألبانا، وبعد سنوات مكانا فى المدرسة والجامعة والبحث عن وظيفة.. ومصر تحتاج كل سنة قرابة مليون فرصة عمل جديدة، هذا بخلاف الراكد منذ سنوات.
« لو» تأخرت «الخلفة» سنتين أو ثلاثا أو تحكمنا فى حنفية الإنجاب، المؤكد أن البلد «هتفوق»، وظروفها ستتحسن كثيراً، وينعكس ذلك على كل شيء.

كثيراً ما نسمع شابا أو فتاة يصيح فى والديه «ما دام مش قد مصاريفنا خلفتونا ليه»؟.. وعلى مستوى الدولة، يتساءل كبار المسئولين فى العالم: انتم بتعملوا إيه وعايشين إزاى مع الانفجار السكاني؟.. مصر تزيد كل سنة سكاناً بحجم دولة.
يجب أن نعترف أن حملات تنظيم الأسرة السابقة لم تؤت ثمارها، ابتداء من «حسانين ومحمدين»، حتى «فكر واختار تنظيم الأسرة أحسن قرار»، وأسباب عدم نجاح الحملات السابقة كثيرة:

أولاً: الأفكار الدينية الخاطئة التى غزت البلاد، وانتشار الفتاوى التى تحض على التكاثر والخلفة، حتى لو كان الإنسان غير قادر على تحمل أعبائها.
ثانياً: «خلِّف وارمى فى الشارع»، وكثير من الأسر الفقيرة لا تتحمل أعباءً وتتصور أن كثرة الخلفة تجلب الرزق، ونرى أسرة معدمة لديها سبعة وثمانية أولاد.
ثالثاً: الخدمات المجانية من تعليم وصحة وبطاقات تموينية، فلا تشعر الأسر الفقيرة بأية أعباء نتيجة زيادة الخلفة، بينما تعمل الطبقة المتوسطة ألف حساب.
تخيلوا لو توقف الانفجار السكانى عامين أو ثلاثة، كيف يكون شكل مصر»؟.. البيت الذى يعيش فيه أربعة أفراد أفضل كثيراً من المكتظ بعشرة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة