تحولت قراءة بعض ما يكتبه بعض كبار الصحفيين الذين ليسوا من الإخوان ولكنهم يحترمونهم ويقدرونهم إلي درجة التقديس ووضعهم في مراتب الأنبياء، وحتي من هؤلاء الصحفيين المسطحين عقلياً الذين بشكل وبآخر صارت لهم أعمدة في الصحف الكبري إلي أمر مثير للغثيان، باعث للرثاء..
منذ التدخل الروسي إنقاذاً لسوريا من الانهيار التام بعد سنوات خمس من حرب ضروس خاضها وببسالة جيشنا العربي السوري، في مواجهة الحرب الأشرس في تاريخ البشرية التي تحالف علي سوريا فيها كل شياطين الأرض وكفارها، دخلت علي مقالات الصحافة المصرية موجة من التحليلات والتجليات الذهنية الصادرة عن عقول مريضة، تحدثت مقالات العباقرة كلهم عن أن روسيا تقتل الشعب السوري.. وأنها تدعم الخطط الصهيونية الإسرائيلية بسوريا.. !!
في أعقاب اغتيال القيادي السني بحزب الله سمير القنطار في قصف صاروخي إسرائيلي علي تخوم دمشق دخل هؤلاء الصحفيون، وكما جوقة من المخابيل تغني أمام حفنة من المعاتيه راحوا بتجلياتهم لأبعد مدي فقالوا بأن عملية اغتيال القنطار وعدم منع روسيا لإسرائيل من تنفيذها هو الدليل علي ما سبق وبعدهم يروجون له عن أن روسيا إنما تنفذ خطط إسرائيل وإلا فلماذا لم تتصد بسلاحها لمنع العملية..
يريد منا هؤلاء أن نقبل أفكارهم بأن روسيا التي حققت في مواجهتها الشرعية، القائمة بدعوة من الدولة ـ مع الإرهاب ـ وخلال أشهر ما لم يحققه في سنين التحالف الأمريكي الذي نعلم يقيناً بأنه ومن انضووا تحته، أعراب وغيرهم إنما يمنحون الغطاء العسكري والمعنوي للإرهابيين ( تمويلاً وتدريباً وتخطيطاً ) ويستند هؤلاء علي أن روسيا لم تمنع قصفاً إسرائيلياً أغتيل فيه القنطار، للطعن بنواياها.
و لمن يعلم ولكنه يتقمص دور العبيط وللعبيط الحقيقي الذي يردد مثل هذا الكلام، ألف باء الوجود الروسي في سوريا هو فقط لمواجهة الإرهاب ولا اتفاق بشأن أي أمر آخر وسوريا هي دولة صاحبة سيادة ولقيادتها وحدها اتخاذ قرار بمنع أي عدوان خارجي.. ويكفي أن تعلموا أن إسرائيل لجأت للصواريخ لتصفية القنطار ولم تقتحم طائراتها المجال الجوي السوري كما أعتادت لتنفيذ مثل هذه العملية..
و لأني لا أري أن أمثال هؤلاء يمكن أن يتبدل في ما يكتبون شئ.. أقول بأن المشكلة هي في قيادات هذه الصحف، لا يمكن التذرع بحرية الرأي لإفساح المجال أمام الجهال والأغبياء، هذه أشياء يحاسبنا عليها الخالق ويحتقرنا لأجلها أصحاب العقول