خاطر عبادة
خاطر عبادة


الابتهاج بذكرى المسك.. والاقتداء برسول رفع الله به قدر الناس 

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 18 أكتوبر 2021 - 11:02 م

إن النفس تسعد فى ذكرى الطهر والنور وتتعطر وهى تستقبل نسائم المسك والفرحة بسماع إسم الرسول مع حلول ذكرى مولد النور وأشرف رسل الله، والكون يحتفى حبا لأطهر الناس وسيد الخلق.. ومناسبة عظيمة نستذكر فيها المعانى الجميلة والعظيمة والنور.. وتستوجب تقديرها والوقوف عند معانيها.

والسيرة النبوية الطاهرة تبعث فى النفس معانى عظيمة من حياة نبى عاش فى قومه 23 عاما يعلمهم معانى الدين ويغرس فيهم الأنوار الإلهية والنبوية وأن العلم بالأفعال والمواقف وليس بالشعارات والأقوال.. فتخرج على يد النبى الأمى المئات من الصحابة الرجال والفلاسفة وقادة ومجاهدون وعلى دربهم سار التابعون وتابعيهم إلى يوم الدين.. فانطلقت قوة الإسلام كمعجزة حية بين البلاد والعباد وتغير وجه الحياة على الأرض فى سنوات إلى الخير وإعلاء كلمة التوحيد والنور .. عجزت الإمبراطوريات الكبرى عن إيقافه أو إسعاد الناس 

لذا فإن أول ما يجب تعلمه من سيرة النبى العطرة هى أن اتباع النور وسنة الرسول هو الدافع الحقيقة لتغيير النفس وسلوك الناس .. ولا معنى لعلم دون فعل وسلوك يجسده.. 

.. ومع اشد معاناته مع قومه - قال-صلى الله عليه وسلم (رب اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون) وكأن عدوه الأول هو الجهل.. فتحمل قسوة العدو وجهالة البعيد حتى ينهل الناس من نور العلم إلى يوم الدين وليكون رحمة للعالمين.. وكان أول ما نزل عليه (اقرأ).. 

فجاء الإسلام الحنيف ليرد إلى الإنسان إنسانيته.. وفطرته التى فطره الله عليها، وجاء صلى الله عليه وسلم-من أجل أمة تدعو للمعروف وتنهى عن المنكر.. وتهذيب سلوك الناس بعد ما رأوا من معجزة أشرقت فى نفسهم النور ومعانى الجمال والعلم.. و زرع الخير والتسامح والتوحيد بدلا من التعصب والغضب والقبليات وعبادة غير الله

وكان صحابته رضوان الله عليهم- رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه زهدوا فى الدنيا فملكوها، لم يؤسسوا لدولة لهم ولا ملك، بل حرصوا على إعلاء كلمة الحق.. ولم يتعصبوا لرأى أو حزب أو جماعة أو فرقة بل كان هدفهم تحقيق العدل وإعلاء كلمة التوحيد ..لتبزغ المعالم الإنسانية العظيمة والفطرة السليمة ..

{لقد من الله عليكم إذ بعث فيكم رسولا من أنفسكم..}.. رسول رفع الله به قدر البشرية لأنه جاء بمنهاج الرحمة واليسر والسعة على المؤمنين والشفاعة يوم القيامة بعد أن أنقذ الله به الخلائق من ظلم الملوك و جور الأديان  
منة من الله وفضل على الورى أن يتجسد النور والجمال والطهر فى صورة إنسان وتتنزل الرسالة على أشرف الناس ليكون الاقتداء به نور وزكاة، وفى هذا تشريف لكل الناس
جاء بالرحمة والتيسير و كان بالمؤمنين رؤوف رحيم.. لأن طبع الإنسان النسيان.. أثنى عليه ربه وناداه بصفة التكريم يا أيها النبى.. فهو عظيم القدر وحبيب رب العالمين وتكفل الله بنصره.. إلا تنصروه فقد نصره الله.. وفى طاعته طوق النجاة وفى تقوى الله 

 بذكره .. تحيا القلوب وتزكى وتتعطر النفوس وتتنزول الرحمات وتغتفر الذنوب، وبمجيئه اكتملت معالم الانسانيه..وظهر نور الحق .. وارتسمت المعانى الجميلة والعظيمة بتحرر النفوس من الجهل والجمود وحب الأساطير والخزعبلات.. وبهديه ونهجه يفلح المؤمنون

نبى الله.. ذكره رحمة وبركة و نور و تقرب لله ونجاة من الكربات.. والصلاة عليه مقبولة فى كل الأحوال.. وهو الشفيع يوم الزحام خلقه القرآن و مقامه محمود ..روحه السماحة ووجهه السراج ... ارتقت الإنسانية بمولده وجاء بالسلام وهو تمام النور ولو كره الكافرون، خير الأنام.. لم يغضب إلا لدينه أو لخلق نهاه.. فمنهجه التسامح والرحمة و أيضا الشدة على الكفار 
 
 لا ظلمات بعد مجيء أحمد خير المرسلين.. أرسى حضارة أنارت الزمان و تمت مكارم الأخلاق ويئس الكفار لا ظلمات بعد اليوم.. فقد تمت النعمة واكتمل الدين وتم النور و النصر المبين

حب الرسول
فالرسول هو الرحمة المهداة وهو الشفيع، والدين هو النجاة، هو القيم ومبادئ الناس ودستورهم.. هو الخير و الرحمة التى ارتضاها الله لعباده المؤمنين .. بعد تزكيتهم وتطهيرهم واختيارهم لعبادته و إنقاذهم من جهالة وضلال الأولين. . بل والفضل الكبير هو نصر الإسلام وحفظه ليكون منهجه فى صدور المؤمنين و شتى بلاد المسلمين وغيرها إلى يوم الدين، فلا معنى لحياتهم بدون الدين

الحب هو الاستعداد للتضحية والفداء و إنكار الذات لأجل من تحب.. هو الشوق لرؤياه.. وتعظيمه وتوقيره والتصديق بما أنزل دون جدال.. الغيرة على الدين والقيم العظيمة التى جاء بها الإسلام.. وأنها سبيل النجاة وعدم طاعة المشركين أو الإنصات لأصحاب الهوى ويلزم الطاعة الكاملة والتصديق التام لما جاء به الله ورسوله..

فالمؤمن هو الذى تخشع جوارحه لذكر الله ويتحرك قلبه حين يسمع آيات الله.. و يتأمل فى ملكوت الله.. وينتفض غيرة إن رأى منكرا أو تبديل لآيات الله.. فلا يكون إيمان المرء كاملا إلا بالاستعداد للتضحية بالنفس لأجل ما يؤمن به والدفاع عن الدين ومعانيه.. فأدرك الصحابة هذا المعنى (بأبى أنت و أمى يا رسول الله).

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة