عام ٢٠١٥ كان عاما سيئا علي الاعلام المصري نتيجة لظهور إعلاميين جهلة تصدروا المشهد في بعض محطات غسيل الأموال والتاريخ والسمعة

مصطلح بلياتشو الاعلام مقتبس من حبيب عمري حازم الحديدي من لمبه حمرا وفيها تحدث عن الاعلامي توفيق عكاشة الذي لم يرحم احدا وادعي أنه مفجر ثورة ٣٠ يونيو.. اعجبني في المقالة ان حازم تحدث بجرأة وموضوعية أصبحنا في أشد الحاجة اليها لنكشف للجميع أنه رغم وجود اراجوزات يحاولون ركوب الموجة في كل العصور الا ان هناك إعلاميين شرفاء مازالوا يحبون البلد ويتكلمون عن الايجابيات والسلبيات بكل شفافية.. وما قيل عن العكش يجب ان يقال عن الكثير من الاعلاميين الذين أساءوا للمهنة لا لشئ اكثر من انهم جهلة بمعني الكلمة ولا يعرفون قيمة ان يجلس مذيع امام ميكروفون ليتحدث للمواطنين عن فكرة او موضوع او مشكلة.. هناك بعض المذيعين تجلس لتشاهدهم وتكتشف ان ساعة سرقت من عمرك امام شخص تافه لا يعرف ماذا يقول وبعدها تستعيد ذاكرتك وتهرب إلي اي محطة تذيع فيلما اجنبيا لتستعيد نشاط عقلك قبل ان تصاب بمرض الهبل.. في العام الماضي كتبت عن اعلام البامية وكان بطل المقالات الاعلامي عبد اللطيف المناوي عندما تولي رئاسة احدي القنوات التي تمول من الخارج ووقتها كان المناوي علي خلاف مع بعض العاملين بالمحطة عندما اطاح بهم من عملهم وبعضهم خرج دون ان يحصل علي حقوقه المادية وانتقلت المشكلة من خلاف بين زملاء إلي ساحات المحاكم ومازالت تنظر حتي اليوم ووقتها كنت ومازلت مصرا علي ان الحقوق لا تضيع ولكن الشئ الذي يضيع منا بقصد او بدون هو القيم والاحترام مرورا إلي الوصول إلي حالة فرد العضلات والنصب علي بَعضنَا البعض.. وكتبت عن الاعلام الذي اصبح بقدرة قادر في يوم وليلة لا يشغلة الا ارتفاع أسعار البامية.. وكتبت عن المطبلاتية الذين يحاولون ان يوهموا الشعب انهم من المقربين للنظام وان الرئيس السيسي يرجع اليهم في كل صغيرة وكبيرة قبل ان يتخذ القرارات وخرج علينا الرجل اكثر من مرة في خطاباته ليؤكد للجميع أنه ليس هناك مقربون وان الكل علي مسافة واحدة وهدد الاعلاميين بأنه سيشتكي للشعب من تصرفاتهم.. ما أقصده ان عام ٢٠١٥ كان عاما سيئا علي الاعلام المصري نتيجة لظهور إعلاميين جهلة تصدروا المشهد في بعض محطات غسيل الأموال والتاريخ والسمعة.. ولكن للحق هناك بعض البرامج التي ظهرت في الربع الأخير من العام الماضي استطاعت ان تثبت ان هناك أملا وأنه مازالت الساحة الإعلامية قادرة علي ان تفرز برامج هادفة مثل برنامج الفنان محمد صبحي والإعلامية المحترمة نجوي ابراهيم والتحول الذي حدث في برنامج الاعلامي المحترم صديقي العزيز خيري رمضان بالاضافة إلي الفنان اشرف عبد الباقي الذي نجح في تقديم رسالة إعلامية من خلال مسرح مصر الذي يعكس واقع الحياة والمشاكل في إطار كوميدي محترم.. لو لم نخرج من حالة الانفلات والجهل الاعلامي بسرعة ولو لم يتحدث ويكتب كل اعلامي شريف ومحترم عن حقيقة ما تشهده الساحة الإعلامية المصرية سنكون جميعا شركاء في اكبر مؤامرة ضد مصر وشعبها.. أتمني ان يستوعب الاعلام المصري في العام الجديد اننا في حالة حرب ضد الاٍرهاب وان أهالينا من الجيش والشرطة يسقطون شهداء كل يوم للدفاع عن بقاء الدولة وبعض الاعلاميين يتسابقون لإسقاطها وضعفها بجهلهم.. وأتمني ايضا ان يكون عام ٢٠١٦ هو عام الاعلام المحترم وعام البرامج الهادفة بعيدا عن الاسفاف وان يعلن كل مقدم برنامج فاشل الانسحاب من الساحة الإعلامية وان نترك الفرصة لجيل جديد يكون قادرا علي توصيل الرسالة الإعلامية بوعي وعلم ووطنية بعيدا عن الفهلوة والتلاعب بمشاعر المشاهدين.. العام الماضي شهد العديد من الإنجازات ابرزها قناة السويس الجديدة وحصول مصر علي مقعد غير دائم بمجلس الأمن وإطلاق مشروع المليون ونصف مليون فدان واستعادة مصر لوضعها علي الساحتين الدولية والإقليمية والعديد والعديد من الإنجازات.. علي الاعلام ان ينقل الإنجازات للشعب وان يركز علي النقاط الإيجابية بقدر ما يركز علي السلبيات.. الشعب يحتاج إلي الأمل ويحتاج إلي معرفة ما يدور داخل الدولة بكل شفافية بعيدا عن المصالح الشخصية ودور الاعلام هو نقل الحقائق وليس تصدير المشاكل الوهمية.. مصر في حاجة إلي جميع المخلصين لتتمكن من عبور الأزمة والعدو في الداخل والخارج مازال لديه بصيص أمل في إسقاط الدولة بعد ان نجح الشعب العظيم في افشال اكبر مخطط عالمي لتغيير هوية مصر وشعبها.. ليس عيبا ان يخطئ اي اعلامي بقصد او بدون ولكن العيب الا يعترف ويكابر ويواصل الخطأ وتكون النتيجة ان المنظومة الإعلامية بالكامل تدفع ثمن بعض الجهلاء.. دعونا ننتظر شكل ومضمون الاعلام في العام الجديد وانا علي ثقة ان الكثير من مقدمي البرامج تعلموا الدرس جيدا.. وتحيا مصر