لم تكن تغيرات المحافظين مفاجأة.. ففى الأسبوع الماضى طلبت من زملائى رؤساء مكاتب «الأخبار» بالمحافظات رصد الأوضاع على أرض الواقع والإشارة للإخفاقات قبل الإنجازات خلال العام.. وأكدت عليهم أننا نريد سماع صوت أهلينا فى القرى والنجوع.. ويكون أول سؤال لهم.. هل تعرفون من المحافظ ؟ هل تواصلتم معه؟ ومارأيكم فى أدائه ؟.
نقل أهلينا البسطاء فى قبلى وبحرى الصورة الحقيقية للواقع المرير فى معظم محافظاتنا.. فأغلب الآراء التى نشرناها فى ملحق «خارج القاهرة « الخميس الماضى تحت عنوان «المحافظات تنتظر التغيير» لا تعرف من المحافظ أو لا تريد أن تعرفه لانه لم يطرأ على حياتهم أى جديد.. واحقاقا للحق فالبعض قال انه شاهد صورته فى الصحف او سمع صوته بمداخلة تليفزيونية وكان أغرب الردود ما قاله احد المواطنين: المحافظ يتواصل معنا عبر «الفيس بوك» و«الوتس آب» و»تويتر».
بعض المحافظين كان يرى ان نجاحه فى الوقوف بجوار وزير جاء لتفقد مشروع قومي.. او التقاط الصور خلال جولاته فى مستشفيات ومدارس ومع حملات ازالة الاشغالات والتعديات دون حل حقيقى للمشاكل.. فلم يعلم هؤلاء ان المهمة الاولى للمحافظ ان يعرف محافظته قرية قرية ونجعا نجعا.. وان يدرس كل مشاكلها ويبحث عن حلول لها سواء من داخل الصندوق او من خارجه.. ولدينا امثلة عديدة على محافظين اجادوا فى مواقعهم وغيروا وجه الارض بمحافظتهم مثل الدكتور سمير فرج عندما كان محافظا للاقصر.. وعبد السلام المحجوب فى الاسكندرية.. ومن قبلهما اللواء عادل لبيب فى قنا.
يبقى انه من الظلم ان نعمم «التكاسل المحافظى» على الجميع فهناك نماذج ناجحة تحدث عنها اهالينا فى المحافظات وضربوا امثالا بمشروعات جديدة ومشاكل تم حلها مثل اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء واللواء احمد عبد الله محافظ البحر الأحمر واللواء علاء ابوزيد فى مطروح واللواء السيد حرحور فى شمال سيناء.
خرج زملاؤنا الصحفيون بالمحافظات من خلال الحديث بحرية مع المواطنين من الفئات المختلفة من فلاح وعامل وربة البيت وموظف بأن هناك مشاكل مزمنة لم يحاول المحافظون حلها مثل الصرف الصحى ومياه الشرب والخدمات الصحية والمواصلات والطرق وفرص العمل..وكان أكثر الأمثلة المضحكة المبكية ان محافظا حل مشكلة مياه الشرب بحضوره افتتاح محطات جديدة مع وزير الاسكان ولكنه فشل فى صرفها فغرقت المحافظة!... كل ما اتمناه للمحافظين الجدد ان يعوا ان دورهم هو ان يعملوا24 ساعة للنهوض بمحافظتهم ويتركون بصمات فيها فسوف يسألون يوم القيامة لماذا لم يمهدوا الطريق فتعثرت دابة؟
آخر سطر:
كدت أسقط على الأرض من الضحك عندما شاهدت فى تقرير البنك المركزى اننا استوردنا قمصان نوم بـ 194 مليون دولار.. وان فاتورة استيراد التليفونات المحمولة تجاوزت 1.1 مليار دولار.. بصراحة خفت اسأل عن باقى الملابس لأصاب بصدمة!