صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الأزمة الاقتصادية تغير عادات اللبنانيين في التنقل

أ ف ب

الأربعاء، 20 أكتوبر 2021 - 01:07 م

في لبنان، بدأت عربات «التوكتوك» تظهر في عدد من المدن والبلدات، بينما تبرز مبادرات خاصة لتسيير حافلات ركاب بتعريفة منخفضة واستخدام الدراجات.

 ففي بلد يعاني منذ أكثر من سنتين من أزمة اقتصادية خانقة ونقص في المحروقات، يسعى كثيرون لتأمين حلول بديلة لمشاكل النقل.

اقرأ أيضًا: الأمم المتحدة تدعو اللبنانيين للتوقف عن العنف «فورا»

ويعاني لبنان من بنى تحتية متداعية ومن غياب شبه تام لوسائل النقل العام. ويتجاوز عدد السيارات والعربات المسجلة فيه المليونين، وفق إحصاءات رسمية، فيما يعيش ثمانون في المئة من إجمالي السكان البالغ عددهم قرابة ستة ملايين، تحت خط الفقر.

قبل بدء الأزمة الاقتصادية التي صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، اعتادت جرايس عيسى (23 عاماً) "استخدام سيارة (العائلة) أو التاكسي، لكنّ العملية باتت مكلفة".

وتوضح بينما تستقلّ حافلة تسيّرها شركة خاصة ناشئة، أنها باتت اليوم تصرف "نحو ثلاثين في المئة من راتبي على المواصلات عوضاً عن 70%".

وشهد لبنان خلال الأشهر الماضية أزمة محروقات اضطر معها السكان للانتظار ساعات في طوابير طويلة من أجل تزويد سياراتهم بالبنزين، جراء صعوبات في استيراد الوقود نتيجة انهيار غير مسبوق في سعر صرف الليرة مقابل الدولار ونضوب احتياطي العملة الأجنبية.

وعلى وقع الانهيار، تراجع شراء السيارات بأكثر من سبعين في المئة، وفق مركز الدولية للمعلومات للأبحاث. وبات شراء سيارة لغير الميسورين ترفاً مع فقدان الليرة أكثر من تسعين في المئة من قيمتها. وارتفعت كذلك كلفة التنقّل في السيارات الخاصة أو سيارات الأجرة بعد ارتفاع ثمن الوقود جراء رفع الدعم الحكومي عنه.

طيلة عقود، فشلت محاولات عدة لتنظيم النقل العام في لبنان، رغم وضع خطط ورصد أموال. وتوقفت شبكة القطارات التي أنشئت في نهاية القرن التاسع عشر عند اندلاع الحرب الأهلية (1975-1990)، ولم تعد الى العمل بسبب عدم تأهيلها، فيما لا يزال موظفو مصلحة سكك الحديد يتقاضون رواتبهم.

وكانت آخر المحاولات حزمة تمويل أقرّها البنك الدولي عام 2018 بقيمة 295 مليون دولار لمشروع نقل عام في بيروت الكبرى، بهدف إطلاق أول شبكة مواصلات عامة حديثة في البلاد. لكن المشروع لم ينفّذ، وتسعى الحكومة اليوم للاستفادة من الأموال المرصودة لدعم الأسر الأكثر فقراً.

ورداً على سؤال لفرانس برس، قال البنك الدولي "تجري مناقشات مع الحكومة اللبنانية بشأن جدوى إعادة هيكلة وإعادة برمجة محفظة البنك الدولي بأكملها والتي تشمل أيضًا مشروع النقل العام في بيروت الكبرى، لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا للشعب اللبناني".

في مدينة البترون الساحلية في الشمال، وبعدما كان سياح يستخدمون «التوكتوك» خلال الصيف لاكتشاف المدينة، بات السكان يعتمدونها وسيلة تنقل يومية، وفق المسؤول في مكتب "توكسي" طوني جرجس.

ويقول جرجس إن طلبات الزبائن لا تتوقف، مضيفا "غيّرت الأزمة عادات اللبنانيين في التنقل. التوكتوك خيار أقل كلفة وأسرع" خصوصاً خلال الزحمة.

وقدّر البنك الدولي عام 2018 كلفة التكدّس المروري سنوياً بأكثر من ملياري دولار.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة