العالم احتفل باللغة العربية بإقامة اللقاءات الأدبية والشعرية منذ أيام وكان اهمها احتفالية عقدها اليونسكو فى باريس مؤخرا بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية والذى حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة باليوم الرابع عشر من شهر ديسمبر من كل عام، وللأسف الشديد لم اسمع أو اقرأ ان احدى الجهات الرسمية فى بلدى تحتفى بهذه المناسبة رسميا أو على مستوى ثقافى مرتفع يليق وزاد إحساسى بالمرارة من تصرف بعض الشباب وعدد كبير من مقدمى البرامج الحوارية وإصرارهم على إقحام كلمات وجمل انجليزية اعتقاداً منهم ان ذلك دليل على سعة الثقافة وارتفاع المستوى الاجتماعى و«ما زاد الطين بلة» ان بعض هؤلاء لا يجيدون النطق الصحيح للغة الاجنبية.
ولكن الشىء الذى حز فى نفسى كثيرا هو عندما اعترفت فتاة فى عمر الزهور أنها عندما سافرت مع زميلاتها من بنات احدى المدارس الدولية للمشاركة فى فعالية ثقافية فى لندن وصعدن على متن الطائرة حرصن على الكلام بالانجليزية بلكنة بريطانية حتى لا ينفر الركاب الاجانب ويعتقدون انهن «ارهابيات».. ما هذا الهراء.. لغتنا الجميلة تهان من ابنائنا وبناتنا، لغة القرآن والصلاة ولسان العرب، عنوان هويتنا ومرآة حضارتنا.
قلت للفتاة الساذجة ان لغتنا هى بيتنا وكياننا، لو هملناها ضاع مستقبلنا لانها ضمان استمرارنا وعلينا الحفاظ عليها كأفراد ناطقين بها وأخبرتها أن كثيرا من اللغات انقرضت وتلاشت معرفتنا بشعوبها وثقافتها واخبرتها ان اللغة العبرية كانت قد ماتت لان اليهود موزعون على دول العالم وكانت كل فئة منهم تتحدث لغة البلد الذى يعيشون فيه ولكن المفكرين اليهود فى منتصف القرن التاسع عشر قرروا إحياء اللغة فأقاموا المدارس العبرية وأصروا على استخدامها فى المحافل الدولية، هذا رغم ان معانى العبرية لا ترقى للغة العربية التى اختارها الله سبحانه وتعالى لنزول القرآن الكريم ويتحدث بها أكثر من 422 مليون نسمة حول العالم.
علينا الحفاظ على اللغة العربية بشتى الطرق سواء على المستوى الحكومى أو الشخصى وانا لا اعترض على تعليم أولادنا اللغات الاجنبية وحصولهم على افضل تعليم ممكن ولكن هذا لا يعنى اننا نهمل لغتنا ونفقد هويتنا فهؤلاء الاطفال هم شباب ورجال الغد بناة وقادة وحماة الوطن، ومن الضرورى ان يتمسكوا بهويتهم ولغتهم ورغم مرور السنوات لازلت أذكر بيت الشعر الذى قاله شاعر النيل حافظ إبراهيم دفاعا عن اللغة العربية «أنا البحرفى أحشائه الدر كامنً.. فهل سألوا الغواص عن صدفاتى».